#ذكرى_عيد_جيش_الجنوب.. مراحل المسيرة: من المقاومة إلى الجيش النظامي

الجيش الجنوبي
الجيش الجنوبي

منذ حرب 2015، شهد الجنوب العربي تحولات كبرى في مسيرة بناء الجيش الجنوبي، حيث استطاع استعادة مكانته كقوة عسكرية منظمة وفاعلة، بفضل القيادة الحكيمة للواء عيدروس بن قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي والقائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية.

لقد أدرك اللواء الزُبيدي منذ البداية أن النصر لا يمكن أن يتحقق إلا بوجود جيش جنوبي موحد وصلب، يحمي الأرض والإنسان ويصون تطلعات الشعب في الحرية والاستقلال. وكان لهذه الرؤية أثر كبير في رسم ملامح استراتيجية بناء الجيش وتطوير قدراته القتالية والتنظيمية.

البدايات: تأسيس المقاومة الجنوبية

تعود البدايات الأولى لهذه المسيرة إلى تأسيس المقاومة الجنوبية في محافظة الضالع، من خلال حركة "حتم" بقيادة الرئيس الزُبيدي. شكلت هذه الحركة النواة الأولى لقوة جنوبية رافضة لمشاريع الاحتلال، قادرة على الدفاع عن أرضها ومكتسباتها.

رغم التحديات الهائلة آنذاك، أظهرت المقاومة إرادة صلبة وقدمت نموذجًا في التضحية والإيمان بالحق. تحولت معارك الضالع إلى الشرارة التي ألهبت الوعي الجنوبي وأعادت الاعتبار لخيار المقاومة كطريق للتحرير، لتكون قاعدة لبناء الجيش الوطني الجنوبي الحديث.

حرب 2015: تعزيز القوة الوطنية

مع اندلاع حرب 2015م، تبلورت ملامح جديدة لمشروع بناء الجيش الجنوبي. انخرطت آلاف الكوادر العسكرية والأمنية في إطار المقاومة التي قادها الرئيس الزُبيدي، ونجحت في دحر المليشيات الحوثية وقوى الشر والإرهاب من مناطق واسعة في الجنوب.

شكل هذا الانتصار أرضية صلبة لانطلاق مرحلة إعادة البناء المنظم، حيث عملت القيادة الجنوبية على تحويل المقاومة الشعبية إلى مؤسسة عسكرية حديثة تتسم بالانضباط والاحترافية، بما يعزز حضور القوات المسلحة الجنوبية كحامي للأمن والسيادة.

توحيد الصفوف: رؤية الزُبيدي

أسهمت رؤية الرئيس الزُبيدي في توحيد الصفوف ودمج التشكيلات المختلفة تحت راية واحدة، لترسيخ مبدأ الجيش الوطني الجامع لكل أبناء الجنوب. هذه الخطوة عززت التماسك الداخلي للجيش، وجعلته قوة لا يمكن اختراقها من أي تهديد داخلي أو خارجي.

توحيد الصفوف لم يكن مجرد عملية تنظيمية، بل كان رسالة واضحة لأعداء الجنوب مفادها أن إرادة شعب الجنوب وعزيمته في الدفاع عن أرضه ومكتسباته صلبة ولا تنكسر.

الجيش الجنوبي اليوم: قوة حديثة ومتطورة

اليوم، وبعد سنوات من العمل الدؤوب، أصبح الجيش الجنوبي قوة حقيقية ترعب الخصوم، ليس فقط بقدراته القتالية، بل أيضًا بروحه الوطنية وتماسكه الداخلي. وقد أسهمت الاستراتيجية العسكرية للرئيس الزُبيدي في بناء جيش متوازن يجمع بين الانضباط العسكري والمرونة الميدانية، مع الحفاظ على الولاء للجنوب وهويته الوطنية.

استعادة الجيش الجنوبي لقوته ليست مجرد إنجاز عسكري، بل هي استعادة لهيبة الجنوب ومكانته، ورسالة واضحة بأن الجنوب ماضٍ بثبات نحو بناء مؤسسات دولته المنشودة.

مراحل المسيرة: من المقاومة إلى الجيش النظامي

ما تحقق اليوم هو ثمرة مسيرة طويلة بدأت من الضالع، مرورًا بمراحل المقاومة والصمود، وصولًا إلى جيش نظامي حديث يمثل درع الجنوب وحامي تطلعاته. كانت كل مرحلة تعليمية أسست لجيش متكامل قادر على مواجهة التحديات وتقديم نموذج يحتذى به في الانضباط والاحترافية العسكرية.

الجيش الجنوبي والدولة المنشودة

يعد الجيش الجنوبي حجر الأساس لأي مشروع دولة مستقبلية في الجنوب. فالدولة المنشودة تحتاج إلى مؤسسة عسكرية متماسكة تحمي وحدتها الداخلية، وتصون حدودها، وتكون عنوانًا للكرامة والسيادة الوطنية. وقد أثبتت السنوات الأخيرة أن الجيش الجنوبي قادر على تلبية هذه المهام بكفاءة، ليكون عنصرًا أساسيًا في بناء الدولة الجنوبية الفيدرالية المستقبلية.

التضحيات والبطولات المستمرة

منذ تأسيسه وحتى اليوم، شكل الجيش الجنوبي نموذجًا في التضحية والولاء للوطن. كل موقع عسكري وكل مهمة يقوم بها الجنود تمثل شهادة حية على الصمود، وعلى التزام الجيش بحماية الجنوب واستعادة هيبته. وقد تجلت هذه البطولات مؤخرًا في مواجهة التحديات الأمنية التي يفرضها الصراع مع المليشيات الحوثية والتنظيمات الإرهابية، ما جعل الجيش الجنوبي رمزًا للقوة والوطنية في المنطقة.

رسالة الوفاء والإصرار

تجسد مسيرة الجيش الجنوبي منذ 2015 رسالة وفاء لرجال الجيش الذين صنعوا المجد، وتجديدًا للعهد على مواصلة درب التحرير وبناء دولة الجنوب الحرة. فهي فرصة لتقدير كل ضابط وجندي، وتأكيد التزام الجنوبيين بدعم جيشهم كحامي للأرض والهوية، والركيزة الأساسية لتحقيق الاستقلال الوطني.

إن الجيش الجنوبي يمثل أكثر من مجرد مؤسسة عسكرية؛ فهو مدرسة للانتماء والولاء، ورمز للكرامة والسيادة الوطنية. ومع مرور سنوات الحرب وإعادة البناء، يظل الجيش العمود الفقري لمستقبل الجنوب، وجدارًا منيعًا أمام أي تهديد يطال سيادته واستقلاله. استمرار قوة الجيش وتضحياته يعكس أن الشعب الجنوبي ماضٍ بثبات نحو بناء دولة حرة وموحدة، تحفظ حقوق أبنائه وتحمي مصالحه الوطنية.

الاحتفال بمسيرة الجيش الجنوبي ليس مجرد مراسم شكلية، بل هو تأكيد على دور القوات المسلحة الجنوبية في صون الأمن والاستقرار، وتعزيز الاستقلال الوطني، وتأكيد أن سيادة الجنوب وكرامته لا يمكن المساس بها.

انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1