ذكرى تأسيس الجيش الجنوبي: صمام الأمان وحجر الأساس لبناء الدولة الفيدرالية

الجيش الجنوبي
الجيش الجنوبي

تأتي ذكرى تأسيس الجيش الجنوبي لتجدد في قلوب أبناء الجنوب شعور الاعتزاز والوفاء تجاه مؤسسة وطنية حملت على عاتقها حماية الأرض وصون الهوية. 

فهي ليست مجرد مناسبة عابرة، بل لحظة وطنية فاصلة تذكّر الجميع بأن الجيش الجنوبي كان وما يزال الركيزة الأساسية لمشروع بناء دولة الجنوب الفيدرالية المنشودة.

منذ اللحظة الأولى، لم يكن الجيش الجنوبي مجرد تشكيل عسكري نظامي، بل كان انعكاسًا لإرادة شعب بأكمله تطلع إلى الحرية والسيادة. 

لقد أدرك أبناء الجنوب أن أي مشروع وطني لا يمكن أن ينجح دون جيش قوي ومنظم، يحمي الحدود، ويرسخ الاستقرار، ويشكل العمود الفقري لمسيرة الاستقلال والبناء.

الجيش الجنوبي: مؤسسة وطنية تحمل إرادة شعب

لقد أثبتت التجارب التاريخية أن الجيش الجنوبي ليس مجرد مؤسسة عسكرية، بل هو حارس للهوية الجنوبية، وسند حقيقي للشعب في مواجهة المؤامرات والمخاطر. فمنذ انطلاقة المقاومة الشعبية في مواجهة الاحتلال، وحتى تشكيل الوحدات النظامية، جسّد هذا الجيش معاني الانتماء والولاء والتضحية، وحمل راية الدفاع عن الجنوب في أصعب المراحل.

لقد وُلد هذا الجيش من رحم المعاناة، وتشكل في ظروف معقدة، لكنه أثبت بجدارة أنه قادر على مواجهة التحديات الكبرى. فكل معركة خاضها وكل موقع عسكري تمسك به كان بمثابة رسالة واضحة بأن إرادة الجنوب عصية على الانكسار، وأن مشروع السيادة لن يتحقق إلا عبر جيش محترف ومتماسك.

الجيش الجنوبي وحماية الهوية

إن ذكرى تأسيس الجيش الجنوبي تعكس في جوهرها معركة هوية قبل أن تكون معركة حدود. فالجنوب العربي تعرض على مدى عقود لمحاولات طمس هويته ونهب موارده وتهديد أمنه، لكن الجيش وقف سدًا منيعًا أمام هذه المشاريع. وبفضل تضحياته، أصبح أبناء الجنوب أكثر إيمانًا بأن دولتهم القادمة لن تقوم إلا على أساس جيش يحمي تطلعاتهم ويصون أحلامهم.

لقد تحول الجيش إلى رمز من رموز الهوية الجنوبية، حيث يرى فيه الشعب عنوانًا للكرامة، ومؤسسة تحمل إرث النضال وتبني مستقبل الأجيال. وفي كل عام، يستعيد الجنوبيون في هذه الذكرى صور الأبطال الذين قدموا دماءهم كي تبقى راية الجنوب خفاقة فوق الأرض.

رسالة فخر واعتزاز

في هذه المناسبة الخالدة، يبعث أبناء الجنوب برسالة فخر واعتزاز إلى كل جندي مرابط على حدود الوطن، يرسم بصلابته ملامح الغد، ويؤكد أن السيادة لا تُمنح بل تُنتزع بدماء الأبطال. فكل خندق مرابطة، وكل موقع عسكري صامد، هو شهادة حية على أن الجيش الجنوبي ليس مجرد قوة عسكرية، بل تجسيد لإرادة لا تعرف الهزيمة.

ولعل أبرز ما يميز هذه المؤسسة هو أنها لا تعتمد فقط على العتاد العسكري، بل على عقيدة راسخة قوامها الولاء للشعب والتمسك بالثوابت الوطنية. فالجنوبيون ينظرون إلى جيشهم باعتباره مدرسة في التضحية والانتماء، ودرعًا يحمي مكتسباتهم من أي تهديد.

جيش يحمي التنمية والسيادة

التمسك ببناء جيش قوي ليس خيارًا أو ترفًا، بل ضرورة وجودية لدولة الجنوب. فلا نهضة سياسية أو اقتصادية يمكن أن تتحقق دون حماية أمنية وعسكرية متينة. إن الدولة التي يتطلع إليها أبناء الجنوب تحتاج إلى مؤسسة عسكرية متماسكة تحمي وحدتها الداخلية وتصون حدودها الخارجية، وتكون عنوانًا للسيادة والكرامة.

لقد أثبت الجيش الجنوبي أنه ليس فقط قوة ردع عسكرية، بل مؤسسة وطنية جامعة، تسهر على حماية مقدرات الشعب، وتضمن استقرار البيئة الداخلية بما يسمح بفتح الطريق أمام التنمية والاستثمار. ومن هنا، يشكل الجيش الأساس الذي تُبنى عليه أركان الدولة العصرية.

وفاء للشهداء والأبطال

في ذكرى التأسيس، يجدد أبناء الجنوب عهد الوفاء للشهداء الذين ارتقوا دفاعًا عن الكرامة والسيادة. فهؤلاء الأبطال قدموا أرواحهم ليبقى الجنوب حرًا، وليستمر مشروع بناء الدولة الفيدرالية. إن دماءهم الزكية ستظل حاضرة في الذاكرة الجمعية، تلهم الأجيال لمواصلة النضال حتى تحقيق الحلم الجنوبي.

كما يوجه الشعب تحية تقدير ووفاء لكل جندي ما يزال يرابط اليوم في مواقع الشرف، مؤكدًا أن تضحياتهم لن تذهب سدى، وأن المستقبل الذي ينشدونه يليق بصبرهم وصمودهم.

الجيش الجنوبي والمستقبل

يحمل الجيش الجنوبي اليوم رسالة تتجاوز الحاضر نحو المستقبل، فهو لا يحمي فقط حدود الجنوب، بل يرسم معالم الدولة القادمة. إنه حجر الأساس في مشروع دولة الجنوب الفيدرالية، ومؤسسة جامعة تضمن بقاء الهوية، وترسخ معاني السيادة.

ومع حلول ذكرى التأسيس، يؤكد أبناء الجنوب أنهم ماضون على طريق بناء دولتهم الفيدرالية، بثقة كاملة بأن الجيش هو الحارس الأمين لهذا المشروع. فهو ليس مجرد مؤسسة أمنية، بل مشعل الحرية وضمانة الاستقرار، وعنوان الدولة المنشودة.

في ذكرى تأسيس الجيش الجنوبي، يتجدد الاعتزاز بمؤسسة وطنية عظيمة أثبتت أنها صمام الأمان وحامي الهوية. لقد تحولت هذه المؤسسة من مجرد قوة عسكرية إلى ركيزة أساسية لمشروع الدولة، وحامل لطموحات الشعب في الحرية والسيادة. إن مستقبل الجنوب الفيدرالي لن يُبنى إلا على أساس هذا الجيش الذي يشكل العمود الفقري للوطن، والمشعل الذي يضيء طريق الحرية والكرامة.

انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1