حميدتي: القائد العسكري والسياسي الذي شكل المشهد السوداني
يُعد محمد حمدان دقلو، المعروف باسم حميدتي، من أبرز الشخصيات العسكرية والسياسية في السودان خلال العقد الأخير.
برز اسمه بشكل كبير بعد الثورة السودانية في عام 2019، عندما لعب دورًا محوريًا في الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير، وأصبح أحد القوى المؤثرة في المشهد السياسي والأمني في البلاد.
تجمع شخصية حميدتي بين النفوذ العسكري والاقتصادي والسياسي، ما جعله شخصية مثيرة للجدل داخليًا وخارجيًا.
النشأة والخلفية
ولد محمد حمدان دقلو في عام 1975 في ولاية دارفور غرب السودان، ونشأ في بيئة شهدت صراعات قبلية ونزاعات مسلحة متكررة.
انخرط في القوات المسلحة السودانية منذ شبابه المبكر، ثم أسس لاحقًا قوات الدعم السريع (RSF)، وهي ميليشيا شبه عسكرية استمدت قوتها من دمج ميليشيات الجنجويد المحلية، والتي لعبت دورًا كبيرًا في النزاعات الداخلية في دارفور والمناطق الأخرى.
حميدتي والسياسة السودانية
بعد الإطاحة بعمر البشير في أبريل 2019، أصبح حميدتي أحد الأعضاء المؤسسين للمجلس السيادي الانتقالي، الذي تولى إدارة شؤون السودان خلال المرحلة الانتقالية.
منح هذا المجلس حميدتي نفوذًا سياسيًا كبيرًا، حيث أصبح نائب رئيس المجلس، ومسؤولًا عن عدد من الملفات الأمنية والسياسية الهامة.
واشتهر حميدتي بقدرته على إدارة المفاوضات السياسية مع مختلف القوى المدنية والعسكرية، إلا أن وجوده في السلطة أثار جدلًا واسعًا بسبب ارتباطه بالماضي العسكري والنزاعات التي شهدتها البلاد.
الدور الاقتصادي لحميدتي
إلى جانب النفوذ العسكري والسياسي، يمتلك حميدتي تأثيرًا كبيرًا في المجال الاقتصادي. يشارك في عدة استثمارات ومشاريع تجارية داخل السودان، خاصة في قطاع التعدين، التجارة، والزراعة.
كما يمتلك نفوذًا في شركات محلية تتحكم في الموارد الطبيعية، ما يعزز مكانته الاقتصادية ويزيد من قوته في المشهد السوداني.
هذا النفوذ الاقتصادي جعل من حميدتي شخصية مهمة ليس فقط على الصعيد السياسي، بل على الصعيد الاقتصادي أيضًا، حيث يمكنه التأثير في قرارات البنية التحتية والمشاريع الوطنية.
حميدتي والتحولات الانتقالية في السودان
تعد الفترة التي تلت الثورة السودانية من أكثر الفترات حرجًا في تاريخ السودان الحديث، وكان لحميدتي دور محوري فيها. فقد ساهم في:
إدارة العمليات الأمنية خلال الانتقال السياسي
التفاوض مع القوى المدنية والعسكرية لتشكيل حكومة انتقالية
محاولة دمج القوات المسلحة والميليشيات شبه العسكرية لضمان الأمن الداخلي
لكن توازنه بين القوة العسكرية والسلطة السياسية أثار تساؤلات حول مستقبل الديمقراطية في السودان ودور الجيش في الحياة المدنية.
حميدتي على الساحة الدولية
على المستوى الدولي، أصبحت شخصية حميدتي محط اهتمام العديد من الدول والمنظمات. فهو يُعتبر وسيطًا مهمًا في بعض النزاعات الداخلية، ويشكل طرفًا مؤثرًا في أي جهود سلام أو اتفاقات سياسية. كما أن علاقاته الدولية تدعم نفوذه الاقتصادي والسياسي، خاصة في منطقة القرن الإفريقي التي تشهد تغييرات وتحولات مستمرة.
محمد حمدان دقلو، أو حميدتي، يمثل حالة فريدة من الشخصيات في السودان، تجمع بين القوة العسكرية، النفوذ السياسي، والتأثير الاقتصادي. برز كقائد قوات الدعم السريع وأصبح نائب رئيس المجلس السيادي، ما وضعه في قلب الأحداث الانتقالية في البلاد.
على الرغم من الجدل والانتقادات الموجهة له، يظل حميدتي شخصية محورية في المشهد السوداني، لا سيما في سياق التحديات الأمنية والسياسية والاقتصادية التي تواجه السودان. يُظهر التاريخ القريب أن تأثيره سيستمر في صياغة مسار البلاد، سواء في القوة العسكرية، السياسة، أو الاقتصاد، مما يجعله من أبرز القادة المعاصرين في السودان.
انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1
