الدعم الإماراتي للجنوب: الشراكة الإنسانية والعسكرية والتنموية
أكد المقدم محمد النقيب، المتحدث باسم القوات المسلحة الجنوبية، الدور الكبير والمستمر لدولة الإمارات العربية المتحدة في دعم الجنوب، مشيرًا إلى أن هذا الدعم ليس مجرد عطاء عابر، بل تجربة أخوية حيّة وماثلة في الواقع اليومي، تعكس عمق الشراكة بين الإمارات والشعب الجنوبي على مختلف الأصعدة الإنسانية والخدمية والعسكرية والتنموية.
البعد الإنساني والخدمي لدعم الإمارات
أوضح المقدم محمد النقيب في منشور له على منصة إكس أن الدعم الإماراتي للجنوب تجاوز مجرد المساعدات العاجلة، ليشمل برامج تنموية مستدامة تهدف إلى تحسين مستوى الحياة اليومية للمواطنين في مختلف المحافظات الجنوبية. وقال: "الحديث عن دور دولة الإمارات في الجانب الإنساني والخدمي في الجنوب، هو استحضار لأرقام خالدة متجددة ومواقف راسخة في سجل وضمير ووجدان شعبنا الجنوبي وأجياله المتعاقبة".
وتشمل هذه الجهود الإماراتية مجالات متعددة، منها:
القطاع الصحي: إعادة تأهيل المستشفيات والمراكز الصحية، وتجهيزها بالمعدات الحديثة، لضمان تقديم خدمات طبية عالية الجودة للمواطنين.
المساعدات الغذائية والدوائية: توفير إمدادات عاجلة لدعم الأسر والمستشفيات في المناطق المحررة والمناطق التي تأثرت بالصراع.
القطاع التعليمي: ترميم المدارس وتجهيزها بالوسائل التعليمية الحديثة، لتأمين استمرار التعليم وحماية الطلاب من مخاطر التجنيد والصراعات المحلية.
البنية التحتية والخدمات الأساسية: مشاريع المياه والكهرباء والصرف الصحي، بما يضمن حياة كريمة للمواطنين واستعادة النشاط الاقتصادي والاجتماعي في المدن الجنوبية.
البعد العسكري ودور الإمارات في مكافحة الإرهاب
أشار المقدم محمد النقيب إلى أن الدعم الإماراتي للجنوب لم يقتصر على البعد الإنساني والتنفيذي فحسب، بل امتد ليشمل جانبًا حيويًا ومفصليًا في تاريخ الجنوب ومستقبل شعبه، من خلال دعم القوات المسلحة الجنوبية في مكافحة الإرهاب، وتحديدًا مواجهة فروع تنظيم القاعدة في اليمن والجزيرة العربية، والتي تُعد من بين الأخطر على مستوى العالم.
وأكد النقيب أن هذا الدعم النوعي لم يرسّخ فقط أمن الجنوب واستقراره، بل أضاف أيضًا نجاحات استراتيجية كبيرة على الصعيد الإقليمي والدولي، مؤكدًا أن الانتصارات التي تحققت لم تكن مكسبًا للجنوب وحده، بل إسهامًا حقيقيًا في حماية أمن المنطقة واستقرارها، وتعزيز منظومة الأمن والسلم الدوليين.
ويشمل هذا البعد العسكري الإماراتي:
تدريب وتأهيل القوات الجنوبية: إنشاء مراكز تدريبية وتجهيز القوات بالخبرات العسكرية الحديثة والتقنيات الدفاعية لضمان تأمين المدن والمناطق الجنوبية.
الدعم اللوجستي والميداني: توفير المعدات والأسلحة والوقود والاتصالات والدعم الجوي، بما يضمن فعالية العمليات الأمنية في مواجهة الجماعات الإرهابية.
التنسيق الاستراتيجي مع التحالف العربي: الإمارات، ضمن التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية، تقدم خبراتها لدعم العمليات المشتركة لتعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي.
دور الإمارات في التنمية المستدامة
إلى جانب البعدين الإنساني والعسكري، لعبت دولة الإمارات دورًا رياديًا في التنمية المستدامة في الجنوب، حيث نفذت مشاريع استراتيجية ساهمت في تحسين جودة الحياة وتعزيز الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي.
من أبرز هذه المشاريع:
مشاريع الطاقة البديلة: تدشين محطات للطاقة الشمسية في عدن وشبوة لتوفير الكهرباء النظيفة والمستدامة لآلاف المنازل والمدارس والمستشفيات، ما يقلل الاعتماد على الوقود الأحفوري ويعزز البيئة النظيفة.
البنية التحتية والخدمات الأساسية: تأهيل الطرق والجسور وشبكات المياه والصرف الصحي، لتسهيل الحركة اليومية للمواطنين وتحسين الظروف المعيشية.
التمكين الاقتصادي والاجتماعي: برامج تدريبية للشباب والنساء في مختلف القطاعات الحرفية والتقنية، ما يسهم في تأهيل الكوادر المحلية ودعم الاقتصاد المحلي.
وأكد المقدم محمد النقيب أن هذه المشاريع تمثل نموذجًا للشراكة الحقيقية بين دولة الإمارات والمجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس عيدروس الزُبيدي، حيث توفر حلولًا طويلة الأمد لمعالجة التحديات التي تواجه الجنوب.
تأثير الدعم الإماراتي على الأمن والاستقرار
إن الدعم الإماراتي المتكامل يجمع بين القوة العسكرية والدعم الإنساني والتنمية الاقتصادية، ما ساهم في استقرار الجنوب وحماية المدنيين من ويلات الصراع والإرهاب. كما يعكس هذا الدعم التزام دولة الإمارات بتحقيق استقرار المنطقة وتأمين مصالحها المشتركة مع حلفائها.
ويضيف المقدم النقيب: "في المجمل، إن هذا الدور الإماراتي الإنساني والخدمي والعسكري ضمن التحالف العربي سيظل شاهدًا حيًا على شراكة صادقة ومصير مشترك، وإسهام نوعي ترك بصمة عميقة في حاضر الجنوب ومستقبله".
الشراكة الإماراتية – الجنوبية: نموذج رائد
تمثل التجربة الإماراتية في دعم الجنوب نموذجًا رائدًا للشراكة الاستراتيجية طويلة الأمد، حيث تشمل جميع أبعاد التنمية المستدامة:
الاستقرار الأمني: من خلال دعم القوات المسلحة الجنوبية في مواجهة الإرهاب.
التنمية الاقتصادية: مشاريع البنية التحتية والطاقة البديلة.
الاستجابة الإنسانية: المساعدات الغذائية والدوائية والتعليمية.
الاستدامة البيئية والاجتماعية: تعزيز الطاقة النظيفة وتحسين جودة الحياة اليومية.
ويعكس هذا النموذج مدى حرص الإمارات على تطوير الجنوب على أسس استراتيجية متكاملة، بعيدًا عن الدعم العاجل المؤقت، مع التركيز على بناء مستقبل مستدام للأجيال القادمة.
يمكن القول إن دور دولة الإمارات العربية المتحدة في الجنوب يمثل نموذجًا متكاملًا يجمع بين البعدين الإنساني والعسكري والتنموي.
فقد قدمت الإمارات دعمًا نوعيًا للقوات المسلحة الجنوبية، وساهمت في مكافحة الإرهاب، وعززت الأمن والاستقرار، وأطلقت مشاريع تنموية مستدامة حسنت جودة الحياة اليومية للمواطنين، ووفرت الكهرباء النظيفة والطاقة البديلة، وأعادت تأهيل البنية التحتية الأساسية.
ويظل هذا الدور الإماراتي شاهدًا حيًا على شراكة صادقة ومصير مشترك، ويجسد التزام دولة الإمارات بالتنمية المستدامة في الجنوب وحماية أمن المنطقة واستقرارها، مع ترك أثر دائم في حاضر ومستقبل شعب الجنوب اليمني.
انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1
