الإمارات تدعم الجنوب: مشاريع الطاقة الشمسية تعزز الاستقرار والخدمات

مشاريع الطاقة الشمسية
مشاريع الطاقة الشمسية بشبوة وعدن

شهدت مدينتا عتق وعدن، حدثين استثنائيين في قطاع الطاقة بالجنوب، حيث دشّن اللواء عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي ونائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي باليمن، مشروع محطة الطاقة الشمسية في شبوة بقدرة 53 ميجاوات، بحضور السفير الإماراتي الأستاذ محمد حمد الزعابي، ومحافظ شبوة الشيخ عوض بن الوزير العولقي، ورئيس هيئة التشاور والمصالحة الأستاذ محمد الغيثي.

وفي العاصمة عدن، تم تدشين المرحلة الثانية من محطة بئر أحمد للطاقة الشمسية بقدرة إضافية 120 ميجاوات، بحضور  الزُبيدي ورئيس الوزراء سالم بن بريك والسفير الإماراتي محمد حمد الزعابي ومحافظ عدن أحمد حامد لملس، لترتفع القدرة الكلية للمحطة إلى 240 ميجاوات عند اكتمال المشروع في 2026.

تجسد هاتان المناسبتان أهمية استراتيجية على صعيد التنمية والطاقة، حيث يمثلان رمزًا للشراكة بين القيادة الجنوبية ودولة الإمارات العربية المتحدة، التي دعمت مشاريع الطاقة النظيفة بشكل ملموس وفعّال.

محطة شبوة: إنجاز استراتيجي يعزز البنية التحتية للطاقة

تمثل محطة شبوة الجديدة أكبر محطة للطاقة الشمسية في الجنوب، وتضم أكثر من 85 ألف لوح شمسي وست محطات تحويل كهربائية، إضافة إلى شبكة نقل تمتد لمسافة 15 كيلومترًا. وبقدرة إنتاجية تبلغ 53.1 ميجاوات، مع مخزون ليلي 15 ميجاوات، توفر المحطة استقرارًا غير مسبوق للكهرباء في المحافظة، وتضع حدًا لمعاناة طال أمدها نتيجة الانقطاعات المستمرة.

تساهم المحطة في تعزيز الأمن الطاقي بالجنوب، وتحسين الخدمات الأساسية في المستشفيات والمدارس، كما تمثل خطوة استراتيجية لدعم الاستثمار المحلي وتحفيز النمو الاقتصادي.

عدن: المرحلة الثانية من مشروع بئر أحمد خطوة نوعية نحو الأمن الطاقي

المرحلة الثانية من محطة بئر أحمد تولّد نحو 247 ألف ميجاوات/ساعة سنويًا من الكهرباء النظيفة، تكفي لتزويد أكثر من 687 ألف منزل، مع خفض انبعاثات الكربون بما يزيد على 142 ألف طن سنويًا، أي ما يعادل انبعاثات 42 ألف سيارة. ويؤكد اكتمال المشروع قدرة عدن على مواجهة الطلب المتزايد على الكهرباء، خصوصًا خلال فصل الصيف، ويعزز استقرار الخدمات العامة ويقلل الاعتماد على الوقود الأحفوري.

كلمة الزُبيدي: عهد جديد للجنوب

أكّد الرئيس الزُبيدي أن التدشين يمثل "خطوة استراتيجية تعكس التزام القيادة الجنوبية بمسار التنمية الشاملة وتلبية احتياجات المواطنين في الخدمات الأساسية"، مضيفًا: "ما ندشّنه اليوم ليس مجرد محطات كهرباء، بل إعلان عن بداية عهد جديد للجنوب، عهد يفتح أبواب الاستقرار والازدهار."

وأشار إلى أن المشاريع لم تقتصر على شبوة وعدن فحسب، بل ستتواصل في مختلف محافظات الجنوب لتعزيز استقرار الطاقة وتحسين جودة الحياة للمواطنين.

كلمة السفير الإماراتي: التزام بالعطاء

أكد سعادة السفير محمد حمد الزعابي أن افتتاح محطتي الطاقة الشمسية جاء بتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، انطلاقًا من التزام الإمارات بدعم استقرار الجنوب ورفاهية المواطنين. وأضاف: "هذه المشاريع ليست مجرد بنى تحتية للطاقة، بل استثمار في مستقبل الأجيال والمجتمعات المحلية."

الإمارات: دعم مستمر بمشاريع متعددة

لم يقتصر دعم الإمارات على الكهرباء فقط، بل شمل مشاريع متعددة في التعليم، الصحة، البنية الأمنية، وتطوير البنية التحتية، مما يعكس رؤية شاملة لمجتمع متعلم وآمن وصحي، قادر على مواجهة تحديات المستقبل.

شهادة المحافظين: نهضة استراتيجية

وصف محافظ شبوة الشيخ عوض بن الوزير محطة عتق بأنها "خطوة استراتيجية تضع المحافظة على أعتاب نهضة شاملة"، مشيرًا إلى أن استقرار الكهرباء سيعزز الخدمات الصحية والتعليمية ويوفر بيئة ملائمة للاستثمار. كما أكد محافظ عدن أحمد لملس أن مشروع بئر أحمد يمثل "بداية عهد جديد للعاصمة، وخطوة كبيرة نحو تأمين طاقتها وتعزيز صمودها في مواجهة تحديات المستقبل."

صوت المواطنين: فرحة تُبدد العتمة

أعرب أبناء شبوة وعدن عن فرحتهم الكبيرة بتدشين المحطتين، معتبرين أن هذه المشاريع ليست مجرد ألواح شمسية وأسلاك كهرباء، بل فجرًا جديدًا يبدد ظلام الانقطاعات الطويلة، ويزرع الأمل في مستقبل أكثر إشراقًا واستقرارًا.

بعد إقليمي واستراتيجي

تتجاوز أهمية المشاريع حدود الكهرباء المحلية، حيث تضع شبوة، بثرواتها النفطية والغازية، والعاصمة عدن، بموقعها الاستراتيجي كبوابة بحرية، في قلب مسار الأمن الطاقي للجنوب والمنطقة. تمثل هاتان المحافظتان منصات لإطلاق مشاريع مستقبلية كبرى في الطاقة النظيفة، بما يعزز مكانة الجنوب كركيزة اقتصادية إقليمية.

محطات تُضيء الحاضر وتصنع المستقبل

تدشين محطتي الطاقة الشمسية في شبوة وعدن ليس حدثًا عابرًا، بل هو إعلان عن مرحلة جديدة من النهضة، حيث تسهم المشاريع في إضاءة المنازل وتحسين الخدمات، وتوفير فرص العمل، وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، وخلق بيئة مناسبة للاستثمار والتنمية المستدامة.

إن هذه المبادرات تُظهر بوضوح أن التعاون بين القيادة الجنوبية ودولة الإمارات يشكل نموذجًا متكاملًا للشراكة الاستراتيجية، ويعكس إرادة حقيقية في بناء مستقبل مستقر وآمن، وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية في الجنوب.

انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1