85 ألف لوح شمسي و159 محولًا: إنجاز هندسي يعزز استقرار الكهرباء في جنوب اليمن

تعبيرية
تعبيرية

تواصل مشاريع الطاقة الشمسية في جنوب اليمن، بدعم إماراتي وشراكة جنوبية، إحداث نقلة نوعية في مجال البنية التحتية الكهربائية من خلال اعتماد أحدث المعايير والمواصفات التقنية والهندسية العالمية.

 ويأتي ذلك في إطار حرص دولة الإمارات العربية المتحدة على تقديم حلول استراتيجية مستدامة لمشكلات الكهرباء التي عانى منها المواطنون لسنوات طويلة، حيث لم تعد هذه المشاريع مجرد وعود أو مبادرات آنية، بل إنجازات ميدانية ملموسة تتجسد في محطات عملاقة مثل محطة عدن للطاقة الشمسية ومحطة شبوة للطاقة النظيفة.

الاعتماد على أحدث المواصفات العالمية

تستند هذه المشاريع إلى معايير تقنية متطورة، إذ تضم أكثر من 85 ألف لوح شمسي صُممت وفق أحدث التقنيات لضمان أعلى كفاءة في امتصاص أشعة الشمس وتحويلها إلى كهرباء نظيفة. كما تم تزويد المحطات بـ 159 محولًا كهربائيًا يساهم في نقل الطاقة بكفاءة عالية وتقليل الفاقد أثناء التوزيع، الأمر الذي يمثل طفرة في مستوى الأداء مقارنة بالبنية التقليدية.

ولم يتوقف الأمر عند ذلك، بل جرى إدماج بطاريات خزن ليلي متطورة، ما يتيح استمرار تدفق الكهرباء حتى في ساعات الليل أو أثناء انخفاض الإشعاع الشمسي. وهذه الميزة التقنية تمثل حلًا جذريًا لأحد أبرز التحديات التي واجهت مشاريع الطاقة الشمسية حول العالم، حيث كانت مشكلة الانقطاع الليلي تؤثر سلبًا على استقرار الخدمة.

خطوط نقل كهرباء متطورة

إضافةً إلى مكونات المحطات الداخلية، جرى تنفيذ شبكة خطوط نقل كهرباء بطول 15 كيلومترًا، وهو ما يضمن ربط هذه المشاريع بالشبكة الوطنية بطريقة مستقرة وآمنة. وتعكس هذه الخطوة بعدًا هندسيًا متقدمًا، كونها تراعي أعلى مستويات الأمان والسلامة في نقل الكهرباء عبر مسافات طويلة، بما يقلل الأعطال والانقطاعات المفاجئة.

استقرار التيار الكهربائي للمواطنين

بفضل هذه المواصفات التقنية والهندسية، تحقق المحطات الشمسية في الجنوب استقرارًا غير مسبوق في خدمة الكهرباء. إذ أصبحت آلاف المنازل والمدارس والمراكز الصحية تستفيد يوميًا من كهرباء نظيفة وموثوقة، بعيدًا عن الانقطاعات المتكررة التي أثرت لسنوات على حياة الناس وأعاقت سير الخدمات الأساسية.

ومن خلال الاعتماد على التكنولوجيا الحديثة، لا يقتصر الأثر على تحسين حياة الأفراد فقط، بل يمتد ليشمل دعم النشاط الاقتصادي. فاستقرار الكهرباء يفتح المجال أمام توسع المشاريع الاستثمارية، ويمنح التجار وأصحاب المصانع الصغيرة بيئة مواتية للعمل دون الخوف من الخسائر الناتجة عن الانقطاع المستمر للطاقة.

بعد بيئي واستدامة طويلة الأمد

إلى جانب البعد الهندسي، تسهم هذه المشاريع في تحقيق فوائد بيئية ملموسة. فالاعتماد على الألواح الشمسية يقلل من استخدام الوقود الأحفوري، وبالتالي يخفض الانبعاثات الكربونية بمئات الآلاف من الأطنان سنويًا. ووفق التقديرات، فإن تشغيل المحطات الجديدة يعادل إزالة عشرات الآلاف من السيارات الملوِّثة من الشوارع، وهو ما يعزز دور الجنوب في مواجهة التغير المناخي وحماية البيئة المحلية.

شراكة استراتيجية إماراتية – جنوبية

إن البعد التقني والهندسي لهذه المشاريع لم يكن ليتحقق دون الشراكة الاستراتيجية بين الإمارات والجنوب، حيث تم توظيف خبرات هندسية متقدمة، إضافةً إلى استقدام أحدث المعدات من الأسواق العالمية، بما يضمن التوافق مع المواصفات الدولية. وهذا ما يؤكد أن ما يجري تنفيذه على أرض الواقع ليس مجرد دعم مالي، بل عملية تنموية متكاملة تشمل التخطيط، التنفيذ، التدريب، والتشغيل المستدام.

نقلة نوعية في البنية التحتية

عند استعراض هذه الحقائق والأرقام، يمكن القول إن الجنوب يعيش اليوم نقلة نوعية في البنية التحتية الكهربائية، إذ تتحول محطات الطاقة الشمسية من مجرد مشاريع إلى ركيزة أساسية لتحقيق الاستقرار والتنمية. ومن المتوقع أن تسهم هذه النقلة في تعزيز ثقة المجتمع المحلي بالمشاريع التنموية، وفتح الباب أمام المزيد من الاستثمارات المستقبلية في مجالات الطاقة المتجددة.

إن مشاريع الطاقة الشمسية في عدن وشبوة ليست مجرد حلول مؤقتة، بل نموذج متكامل يبرز كيف يمكن للهندسة الحديثة والتقنيات العالمية أن تحدث فارقًا في حياة الشعوب. ومن خلال الألواح الشمسية، المحولات المتطورة، البطاريات الليلية، وخطوط النقل الحديثة، تقدم هذه المشاريع استقرارًا كهربائيًا غير مسبوق، وتسهم في حماية البيئة، وتعزز مكانة الجنوب كوجهة تنموية واعدة.

انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1