دور هيئة الزكاة والضريبة والجمارك في تعزيز الاقتصاد السعودي
تُعد هيئة الزكاة والضريبة والجمارك واحدة من أهم المؤسسات الحكومية في المملكة العربية السعودية، إذ تلعب دورًا محوريًا في تنمية الاقتصاد الوطني وتعزيز الإيرادات غير النفطية، بما يتوافق مع مستهدفات رؤية السعودية 2030. وقد جاء تأسيس الهيئة بدمج مصلحة الزكاة والدخل مع الهيئة العامة للجمارك، لتشكيل كيان موحد أكثر كفاءة وفعالية في إدارة الإيرادات، وتسهيل التجارة، وحماية الاقتصاد الوطني.
نشأة هيئة الزكاة وأهدافها
أنشئت هيئة الزكاة بهدف تنظيم جباية الزكاة من الشركات والمنشآت التجارية، بما يتماشى مع مبادئ الشريعة الإسلامية. وبعد دمجها مع مصلحة الجمارك، توسعت صلاحياتها لتشمل:
تحصيل الزكاة والضرائب بكفاءة وشفافية.
تطوير الأنظمة الإلكترونية التي تيسر على المكلفين أداء التزاماتهم.
تسهيل حركة التجارة البينية والدولية عبر المنافذ الجمركية.
حماية المجتمع من المخاطر عبر مكافحة التهريب والأنشطة غير المشروعة.
هذا الدمج أتاح للهيئة تقديم خدمات متكاملة، تجمع بين الرقابة المالية والجمركية، وتعزيز دورها في دعم الاستدامة المالية للدولة.
دور هيئة الزكاة في الاقتصاد الوطني
تسهم الهيئة في زيادة الإيرادات غير النفطية عبر تحصيل الزكاة والضرائب والرسوم الجمركية. ويُعتبر ذلك ركيزة أساسية في تحقيق أهداف رؤية 2030 الرامية إلى تنويع مصادر الدخل وتقليل الاعتماد على النفط.
كما تعمل الهيئة على تشجيع الامتثال الطوعي من قبل المكلفين عبر برامج توعوية وإلكترونية متطورة، مثل منصة زكاتي التي تتيح للأفراد والشركات دفع الزكاة إلكترونيًا بسهولة ويسر.
التحول الرقمي والخدمات الإلكترونية
اعتمدت هيئة الزكاة والضريبة والجمارك نهجًا متطورًا في مجال التحول الرقمي، ما جعلها واحدة من أبرز الجهات الحكومية التي تقدم خدماتها عبر الإنترنت. ومن أبرز هذه الخدمات:
منصة زكاتي لدفع الزكاة إلكترونيًا.
أنظمة الفوترة الإلكترونية (فاتورة) لمكافحة التستر التجاري والتهرب الضريبي.
خدمة التحقق من التسجيل الضريبي.
تسهيل التخليص الجمركي عبر أنظمة ذكية.
هذه الخطوات ساهمت في رفع كفاءة الأداء وتوفير الوقت والجهد على الشركات والمستثمرين، مما ينعكس إيجابًا على بيئة الأعمال في المملكة.
هيئة الزكاة ودورها في دعم التجارة الدولية
إلى جانب دورها في تحصيل الزكاة والضرائب، تضطلع الهيئة بمسؤولية كبيرة في مجال الجمارك، حيث تساهم في:
تسهيل انسياب السلع عبر الحدود.
حماية السوق المحلي من السلع المغشوشة أو المقلدة.
دعم الصادرات الوطنية عبر تبسيط الإجراءات.
تعزيز مكانة المملكة كمركز لوجستي عالمي.
كما تعمل الهيئة على تطبيق معايير دولية حديثة في مجال التفتيش الجمركي والتخليص، ما يجعل المملكة لاعبًا أساسيًا في التجارة العالمية.
الشفافية والحوكمة
تركز هيئة الزكاة على مبادئ الشفافية والنزاهة، من خلال تطوير أنظمة رقابية صارمة تضمن دقة تحصيل الإيرادات، والالتزام بالأنظمة الضريبية. كما تتيح الهيئة قنوات تواصل متعددة لاستقبال استفسارات المكلفين وحل مشكلاتهم، بما يرسخ الثقة بينها وبين القطاع الخاص.
مبادرات الهيئة في خدمة المجتمع
لا يقتصر دور الهيئة على الجانب المالي فحسب، بل يمتد إلى المسؤولية المجتمعية من خلال:
حملات توعوية حول أهمية الزكاة ودورها في التكافل الاجتماعي.
برامج تدريب وتأهيل للشباب السعودي في المجالات الضريبية والجمركية.
المشاركة في الفعاليات الاقتصادية والمعارض لتعزيز ثقافة الامتثال.
هيئة الزكاة ورؤية السعودية 2030
تنسجم أهداف هيئة الزكاة والضريبة والجمارك مع رؤية المملكة 2030، حيث تعد من أبرز الجهات الداعمة لمسار التحول الاقتصادي. إذ تُسهم في:
زيادة نسبة الإيرادات غير النفطية.
تحسين بيئة الاستثمار وجذب الشركات العالمية.
رفع تنافسية المملكة في المؤشرات الاقتصادية الدولية.
تحقيق العدالة الضريبية عبر أنظمة فعالة وشفافة.
التحديات المستقبلية
رغم النجاحات الكبيرة التي حققتها الهيئة، إلا أن هناك تحديات مستقبلية تتطلب العمل المستمر، مثل:
مواجهة التهرب الضريبي والتجاري.
تعزيز استخدام الذكاء الاصطناعي في الرقابة.
مواكبة التطورات في التجارة الإلكترونية.
تحسين آليات التواصل مع المكلفين لتعزيز الامتثال الطوعي.
إن هيئة الزكاة والضريبة والجمارك تمثل أحد الأعمدة الرئيسية للاقتصاد السعودي، من خلال دورها في تحصيل الزكاة والضرائب، وتسهيل التجارة، وحماية الاقتصاد الوطني. ومع استمرار التحول الرقمي والتوسع في الخدمات الإلكترونية، فإن الهيئة تسهم بفاعلية في تحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030، لتصبح المملكة نموذجًا عالميًا في الإدارة المالية والجمركية.
انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1
