ريهام سعيد: أبرز المحطات في حياة إعلامية صنعت الجدل والنجاح

ريهام سعيد
ريهام سعيد

تُعد ريهام سعيد واحدة من أبرز الشخصيات الإعلامية في العالم العربي، وخصوصًا في مصر، حيث اشتهرت بتقديم برامج اجتماعية وإنسانية مثيرة للجدل، جعلت منها اسمًا حاضرًا بقوة في المشهد الإعلامي، سواء بسبب أسلوبها الصادم أو القضايا الحساسة التي تناولتها في برامجها.

 وبرغم الانتقادات الحادة التي واجهتها، استطاعت ريهام أن تصنع لنفسها مكانة مميزة، جعلت منها شخصية لا يمكن تجاهلها في الوسط الإعلامي.

النشأة والبداية الإعلامية

ولدت ريهام سعيد في 31 مايو عام 1975، في القاهرة، وبدأت مشوارها الإعلامي في وقت مبكر، حيث عملت في بداية حياتها المهنية كمقدمة برامج في قنوات محلية، قبل أن تتجه إلى التمثيل وتشارك في بعض الأعمال الفنية، من أبرزها مسلسل "المرسى والبحار" و"مسك الليل". لكن شهرتها الحقيقية انطلقت بعد تقديمها برنامج "صبايا الخير" الذي بث على قناة النهار، والذي شكّل نقلة نوعية في مسيرتها الإعلامية.

"صبايا الخير".. برنامج الجدل والإنجازات

يُعد برنامج "صبايا الخير" من أكثر البرامج التي أثارت الجدل في الإعلام المصري. انطلقت فكرته على أساس تسليط الضوء على القضايا الإنسانية والاجتماعية، خاصة الحالات الحرجة، مثل المرضى الذين يحتاجون إلى عمليات جراحية، أو الأطفال المصابين، أو الحالات الإنسانية التي تحتاج إلى دعم مالي أو طبي.

لكن رغم الرسالة الإنسانية التي رفعها البرنامج، إلا أن ريهام سعيد واجهت انتقادات حادة بسبب أسلوبها المباشر وأحيانًا المستفز في التعامل مع الضيوف، إلى جانب بعض الحلقات التي أثارت الرأي العام، ومنها حلقات تناولت قضايا الاغتصاب، الإدمان، والجن.

أبرز القضايا المثيرة للجدل

تعرضت ريهام سعيد على مدار مسيرتها الإعلامية للعديد من الانتقادات والهجمات، خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي. من أبرز القضايا التي أثارت ضجة كبيرة:

حلقة فتاة المول (2015): قامت ريهام بعرض صور شخصية للضحية دون إذنها، وهو ما اعتُبر انتهاكًا للخصوصية، وأدى إلى وقف برنامجها لفترة، وشن حملة واسعة ضدها.

اتهامات بالتحريض على الكراهية (2017): في إحدى الحلقات، أدلت بتصريحات مسيئة عن أصحاب السمنة، وهو ما أثار استياء الجمهور والنقاد، ودفع المجلس الأعلى للإعلام في مصر إلى التحقيق معها.

قضية خطف الأطفال (2018): واجهت ريهام تهمة التحريض على خطف الأطفال خلال تصوير إحدى الحلقات، حيث تم اتهام فريق إعداد البرنامج بالتورط في القضية، وأُوقفت عن العمل لفترة، قبل أن تتم تبرئتها لاحقًا.

العودة بعد التوقف

بعد كل أزمة تمر بها، كانت ريهام سعيد تعود إلى الشاشة من جديد، وتؤكد أن نيتها دائمًا خالصة، وأن هدفها الأساسي هو خدمة الناس وكشف الحقائق. كما أنها تُظهر تماسكًا كبيرًا أمام حملات النقد، وغالبًا ما ترد بنفسها على الانتقادات، سواء عبر مقاطع فيديو أو من خلال حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي.

الانتقال بين القنوات والمنصات

لم تقتصر تجربة ريهام سعيد على قناة واحدة، فقد قدمت برامجها في أكثر من قناة، منها قناة النهار، الحياة، والمحور، ثم انتقلت مؤخرًا إلى المنصات الرقمية، حيث بدأت في تقديم محتوى اجتماعي عبر الإنترنت، مستفيدة من جمهورها الواسع على مواقع التواصل، خاصة "فيسبوك" و"يوتيوب".

ريهام سعيد والفن

إلى جانب الإعلام، خاضت ريهام سعيد عدة تجارب تمثيلية، منها مشاركات في مسلسلات درامية مثل "قلوب"، و"ابن حلال"، لكنها لم تستمر طويلًا في المجال الفني، وفضلت التركيز على الإعلام والعمل الاجتماعي، الذي ترى فيه رسالتها الحقيقية.

حياتها الشخصية

تُعرف ريهام سعيد بشخصيتها الجريئة والصريحة، وتتحدث في كثير من الأحيان عن حياتها الشخصية دون تحفظ، خصوصًا بعد تعرّضها لأزمة صحية خطيرة عام 2019، حين أُصيبت بمرض في الوجه كاد أن يُفقدها القدرة على الحركة أو النطق. وتحدثت عن هذه المحنة بتأثر شديد، مؤكدة أنها قربتها أكثر من الله، وأعادت ترتيب أولوياتها في الحياة.

ريهام سعيد في ميزان الرأي العام

لا تزال ريهام سعيد شخصية مثيرة للجدل، فبينما يرى البعض أنها إعلامية شجاعة تتناول قضايا لا يجرؤ غيرها على فتحها، يرى آخرون أنها تتجاوز الحدود الأخلاقية أحيانًا بحثًا عن الإثارة والمشاهدات. ورغم كل ذلك، فإن تأثيرها في الإعلام المصري لا يمكن إنكاره، وهي لا تزال قادرة على إثارة النقاش أينما ظهرت.

ريهام سعيد شخصية إعلامية لا يمكن تجاهلها في المشهد العربي. فبين مؤيد يرى فيها صوتًا للناس، ومعارض يتهمها بالإثارة، تبقى حاضرة في الساحة بقوة. وقد تكون الجدل المحيط بها أحد أسرار استمرارها، لكنها في النهاية استطاعت أن تحفر اسمها في ذاكرة الإعلام المصري والعربي.

انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1