الجنوب يواجه حرب الخدمات: معاناة ممنهجة تهدد صمود المواطنين
يشهد الجنوب اليمني منذ سنوات أزمة معيشية خانقة، تتفاقم يومًا بعد آخر نتيجة سياسة ممنهجة تقودها قوى الاحتلال اليمني، عبر ما بات يُعرف بـ "حرب الخدمات". هذه الحرب لم تعد مجرد تقاعس عن أداء الواجبات الحكومية، بل تحوّلت إلى سلاح خفي يستهدف كسر إرادة المواطنين، عبر ضرب أسس الحياة اليومية.
حرب الخدمات.. وسيلة لتركيع الجنوب
تعتمد هذه الحرب على تعطيل الخدمات الأساسية بشكل متعمد، وفي مقدمتها الكهرباء والمياه والوقود، إضافة إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية والدوائية، وغياب شبه كامل للمستلزمات الطبية في المستشفيات. المواطن الجنوبي لم يعد فقط ضحية تقلبات الاقتصاد أو ضعف الإمكانات، بل بات هدفًا مباشرًا لمخطط يهدف إلى إضعاف الجنوب اقتصاديًا، وخلق بيئة طاردة للحياة، خدمة لأجندات سياسية معادية لمشروع استعادة الدولة.
هذا الوضع الكارثي لا يمكن فصله عن سياق أوسع من السياسات العقابية، التي تمارسها الأطراف المتورطة في الاحتلال اليمني، والرامية إلى تحقيق مكاسب سياسية عبر أدوات معيشية.
انقطاع الكهرباء وشح المياه.. معاناة بلا نهاية
منذ أشهر طويلة، يعاني المواطنون في محافظات الجنوب من انقطاعات متكررة للكهرباء، وصلت في بعض المناطق إلى أكثر من 18 ساعة يوميًا، في ظل حرارة مرتفعة ونقص حاد في الوقود. كما يعاني السكان من شح في المياه الصالحة للشرب، ما يزيد من معاناتهم الصحية والبيئية. هذا الواقع المرير يدفع الكثير من الأسر للجوء إلى حلول بديلة مكلفة، تستنزف ما تبقى من دخولهم المحدودة.
تجاهل ممنهج وغياب الحلول
رغم تصاعد وتيرة الاحتجاجات الشعبية في عدن ولحج وأبين وحضرموت، إلا أن قوى الاحتلال تمضي في سياسة التجاهل، متعمدة الصمت أمام معاناة الناس. هذا الصمت لا يُفسَّر إلا باعتباره جزءًا من مخطط أوسع، هدفه إنهاك المجتمع الجنوبي، وتغذية مشاعر الإحباط واليأس، في محاولة لتفكيك النسيج الاجتماعي وضرب المشروع الوطني الجنوبي من الداخل.
الغضب الشعبي قادم.. والإنفجار وشيك
أمام هذا الوضع، تتنامى مشاعر الغضب الشعبي في الشارع الجنوبي، وسط دعوات متصاعدة للخروج في احتجاجات شاملة، رفضًا لما يُمارس بحقهم من حصار معيشي وقهر يومي. الجنوبيون الذين قدموا آلاف الشهداء في سبيل التحرير، لن يقفوا مكتوفي الأيدي أمام محاولات إذلالهم بلقمة العيش، وسيردّون بقوة على هذه السياسات الإجرامية.
حرب الخدمات لن توقف التحرر.. بل تُعجّله
ما لا تدركه قوى الاحتلال هو أن استمرار حرب الخدمات لن يوقف مسار التحرر، بل سيسرّعه. فالمعاناة المشتركة تُوحّد الصفوف، وتكسر الحواجز، وتُعزز روح المقاومة الجماعية. فكلما اشتد الحصار، اشتد معه الوعي الشعبي بضرورة الخلاص، وزادت القناعة بضرورة بناء دولة جنوبية مستقلة تضمن الكرامة والعدالة لكل المواطنين.
الجنوب لن ينهار بل سينتصر
الجنوب اليوم يقف على مفترق طرق حاسم، بين البقاء في دائرة المعاناة أو الانطلاق نحو التحرر الكامل من كل أشكال الاحتلال. وبرغم الألم المتصاعد، فإن الإرادة الجنوبية لم تنكسر، بل تزداد صلابة في مواجهة هذه الحرب غير المعلنة. وكما انتصر الجنوب في المعارك الميدانية، سينتصر أيضًا في معركة الخدمات، وسيُسقط كل محاولات الهيمنة والتجويع، عاجلًا أو آجلًا.
انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1
