ديانة لطفي لبيب: هل كان مسيحيًا أم مسلمًا؟

لطفي لبيب
لطفي لبيب

يُعتبر لطفي لبيب أحد أعلام التمثيل في مصر والعالم العربي، وُلد في محافظة بني سويف عام 1947، وبدأ مشواره الفني متأخرًا نسبيًا بعد تخرجه من المعهد العالي للفنون المسرحية. رغم تأخر بدايته، إلا أنه استطاع في سنوات قليلة أن يصنع لنفسه مكانة فنية متميزة بفضل موهبته الكبيرة وصدقه في الأداء.

ديانة لطفي لبيب: مسيحي يفخر بإيمانه

كثيرًا ما يتساءل الجمهور عن ديانة لطفي لبيب، وقد أكد بنفسه في أكثر من لقاء أنه مسيحي قبطي، وينتمي لعائلة مسيحية محافظة. ورغم ديانته، لم يكن لبيب يسلط الضوء على هذا الجانب من حياته الشخصية، مؤكدًا دائمًا أن "الإنسان هو ما يقدمه من أخلاق وفن، وليس ديانته فقط". كان من الفنانين الذين جسّدوا روح التسامح والتعايش في كل أعمالهم وتعاملاتهم.

وفاة لطفي لبيب: صدمة لجمهوره ومحبيه

في يوم الأربعاء الموافق 31 يوليو 2025، رحل الفنان لطفي لبيب عن عالمنا بعد صراع طويل مع المرض، عن عمر ناهز 78 عامًا. وقد شكّل خبر وفاة لطفي لبيب صدمة كبيرة لعشاق الفن الأصيل، حيث عبّر كثير من الفنانين والجمهور عن حزنهم لفقدان أحد رموز التمثيل الكوميدي والدرامي في مصر.

شخصية عم راضي في فيلم "عسل أسود": علامة فارقة

من أكثر الأدوار التي يتذكرها الجمهور للممثل الراحل لطفي لبيب هو دوره في فيلم عسل أسود، حيث جسد شخصية "عم راضي" السائق المصري البسيط، الذي يرافق بطل الفيلم "مصري سيد العربي" في رحلة كوميدية وإنسانية لا تُنسى. الإفيه الشهير "ارحم أمي العيانة" أصبح من العبارات المتداولة بين الجمهور حتى اليوم.

موقف إنساني نبيل: مع الفنان محمد شرف

قبل أن يُسند له دور "عم راضي"، كان من المقرر أن يقدمه الفنان محمد شرف، إلا أن حالته الصحية حالت دون مشاركته. حينها اشترط لطفي لبيب أن يحصل محمد شرف على أجره كاملًا رغم تغييره، وهو موقف يعكس شهامة وأخلاق لبيب، التي أحبها الناس فيه بقدر ما أحبوا فنه.

رحلة فنية غنية بالأعمال المميزة

شارك لطفي لبيب في عشرات الأفلام والمسلسلات والمسرحيات، ونجح في التنقل بين الكوميديا والدراما بسلاسة نادرة. من أبرز أعماله: عسل أسود، السفارة في العمارة، مرجان أحمد مرجان، إلى جانب العديد من المسلسلات التلفزيونية. لقد تميز بأسلوبه الخاص في التمثيل، وبنبرة صوته التي ظلت علامة مميزة.

تأثير لطفي لبيب على المشهد الفني المصري

لم يكن لطفي لبيب مجرد ممثل، بل كان مرآة للمجتمع المصري، يعكس همومه وتفاصيله بلغة قريبة من القلب. استطاع أن يصنع قاعدة جماهيرية عريضة، ليس فقط بسبب موهبته، بل بسبب تواضعه وإنسانيته وحبه الصادق للفن والحياة.

في الساعات الأولى من صباح يوم الأربعاء، طوت الساحة الفنية صفحة ناصعة من صفحاتها برحيل الفنان القدير لطفي لبيب، أحد أبرز الوجوه التي رسمت البهجة والواقعية في وجدان المشاهد العربي لعقود. خبر الوفاة كان صادمًا لعشاقه وزملائه، خصوصًا بعد معاناة صحية طويلة، انتهت بمشهد حزين في غرفة العناية المركزة.

بدأت معاناة لطفي لبيب الصحية تتفاقم في الأسابيع الأخيرة، حيث دخل المستشفى لأول مرة يوم 13 يوليو الماضي، وتم وضعه تحت الرعاية المركزة، مع حظر الزيارات عنه بسبب دقة حالته. وبعد خمسة أيام من المتابعة والعلاج، تحسنت حالته الصحية بشكل مؤقت، وسمح له الأطباء بالعودة إلى منزله، في استراحة قصيرة قبل أن تتدهور حالته مجددًا.

وفي مساء الثلاثاء، تعرّض الفنان الراحل لأزمة صحية حادة نُقل على إثرها إلى المستشفى مرة أخرى، ولكن هذه المرة كانت حالته أكثر خطورة، إذ أُدخل العناية المركزة في وضع حرج. وسرعان ما تدهورت حالته إثر نزيف حاد في الحنجرة، ما تسبب في التهاب رئوي شديد أدى إلى فقدانه الوعي، ولم يلبث أن فارق الحياة في الساعات الأولى من يوم الأربعاء، عن عمر ناهز 77 عامًا.

تاريخ فني لا يُنسى

لطفي لبيب لم يكن مجرد ممثل تقليدي، بل فنان متعدد الأوجه، اشتهر بأدواره المساندة التي أعطت للأعمال نكهة خاصة، واستطاع أن يترك بصمة واضحة في قلوب الجماهير، رغم أنه لم يكن في الصفوف الأولى من البطولة دائمًا.

على مدار مسيرته، شارك في أكثر من 100 فيلم سينمائي، من بينها "السفارة في العمارة" مع الزعيم عادل إمام، حيث جسّد شخصية السفير الإسرائيلي بأسلوب محترف، أكسبه احترام النقاد والجمهور. كما تعاون مع فنانين بارزين مثل مي عز الدين، حسن حسني، محمد سعد، أحمد مكي، وغيرهم من نجوم الجيلين القديم والحديث، وكان له دور كبير في دعم عدد من الفنانين في بداياتهم.

في مجال الدراما، برز أيضًا من خلال مشاركته في أكثر من 30 مسلسلًا دراميًا، منها "عفاريت عدلي علام"، و"صاحب السعادة"، و"الأسطورة"، وغيرها من الأعمال التي عكست قدرته على تقمص مختلف الشخصيات، من الجاد إلى الكوميدي، ومن العسكري إلى الموظف الشعبي.

كاتب ومفكر إلى جانب الفن

بعيدًا عن الكاميرا، كان لطفي لبيب مفكرًا وكاتبًا، له مؤلفات عديدة، بعضها موجه للأطفال وبعضها خواطر فنية وفكرية. ومن أبرز ما كتب، سيناريو "الكتيبة 26"، الذي تناول فيه تجربته الشخصية خلال خدمته العسكرية في الجيش المصري، حيث أمضى ست سنوات وشهد خلالها نصر أكتوبر المجيد عام 1973. في أحد لقاءاته التليفزيونية، صرّح لبيب بأنه اتجه للكتابة بعد تراجعه عن التمثيل بسبب المرض، مؤكدًا أن الفن لا ينتهي أمام الكاميرا فقط، بل يمكن أن يستمر عبر الحبر والورق.

آخر أعماله الفنية

آخر ظهور فني له كان من خلال فيلم "أنا وابن خالتي"، من بطولة سيد رجب، بيومي فؤاد، هنادي مهنا، ميمي جمال، وآخرين. شارك فيه بشخصية بسيطة لكنها تركت أثرًا، كما جرت العادة في معظم أعماله. لم تكن مشاركته كبيرة، لكن وجوده بحد ذاته كان دائمًا محط تقدير وإعجاب.

رحيله خسارة كبيرة للفن المصري والعربي، ولكن إرثه الإبداعي سيظل حاضرًا في ذاكرة محبيه، وستبقى أعماله مدرسة يتعلم منها الأجيال القادمة فن البساطة والاحتراف في آنٍ واحد.

انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1