وفاة الفنان لطفي لبيب عن عمر يناهز 78 عامًا: رحيل صوت الحكمة وخفة الظل
في صباح حزين لفناني ومحبّي الوسط الفني في مصر والعالم العربي، غيّب الموت اليوم الأربعاء الموافق 30 يوليو 2025 الفنان القدير لطفي لبيب عن عمر ناهز 78 عامًا، بعد صراع طويل مع المرض، ودخوله العناية المركزة خلال الأيام الماضية.
وأكد الخبر الدكتور أشرف زكي، نقيب المهن التمثيلية،، معبرًا عن حزنه العميق برحيل أحد أهم الفنانين الذين تركوا أثرًا كبيرًا في الساحة الفنية المصرية، سواء في السينما أو الدراما أو المسرح.
لطفي لبيب.. مسيرة فنية وإنسانية ثرية
ولد الفنان لطفي لبيب عام 1947، وبدأ مسيرته الفنية بعد تخرّجه من المعهد العالي للفنون المسرحية، حيث شارك في عدد كبير من الأعمال التي تركت بصمة واضحة لدى الجمهور، ونجح في تقديم شخصية المصري البسيط الحكيم، بخفة ظل نادرة وأداء تلقائي ميزه عن غيره من أبناء جيله.
قدّم لبيب أكثر من 100 عمل فني متنوع، منها:
السفارة في العمارة
عسل أسود
عفاريت عدلي علام
صاحب السعادة
بنتين من مصر
رمضان كريم
يوميات ونيس
وكان له ظهور مميز في المسلسلات الكوميدية والدرامية، حيث أحبه الجمهور من مختلف الأعمار.
تفاصيل تدهور حالته الصحية قبل الوفاة
كانت الحالة الصحية للفنان لطفي لبيب قد شهدت تدهورًا كبيرًا خلال الأيام الماضية، ما استدعى نقله إلى العناية المركزة للمرة الثانية خلال شهر يوليو.
وكشف الأب بطرس دانيال، رئيس المركز الكاثوليكي للسينما، في تصريحات إعلامية، أن الفنان القدير لم يلتزم بشكل كامل بتعليمات الأطباء، حيث طلب منه عدم الحديث بسبب إصابته بـ التهاب رئوي حاد، إلا أن لطفي أصرّ على الحديث مع محبيه والرد على من يسأل عنه، وهو ما تسبب في إرهاق إضافي لحالته.
وقال الأب بطرس دانيال: "الدكتور قال له حصلتلك معجزة، لكنه بيرهق نفسه عشان يرد على محبة الناس، وده اللي خلاه يتعب تاني".
وأضاف: "المرة دي محتاجين معجزة تانية بدعاء الناس، رجل بهذه الطيبة لا يستحق سوى أن نبادله بالدعاء الصادق، اللهم إن عبدك هذا أسعدنا في حضوره، فأسعده بعافيتك، ورد إليه قوته وصوت وضحكته التي أحبها الجميع."
تكريم واسع من الوسط الفني والجمهور
منذ إعلان خبر الوفاة، تصدرت مواقع التواصل الاجتماعي رسائل النعي والتأبين من زملاء الفنان الراحل، الذين عبّروا عن حزنهم العميق لفقدان شخصية فنية استثنائية، عُرف عنها التواضع، والطيبة، والروح المرحة خلف الكواليس.
كما نعاه جمهور واسع بكلمات مؤثرة، داعين له بالرحمة والمغفرة، مؤكدين أن أعماله ستبقى حيّة في قلوبهم، وأنه من الفنانين القلائل الذين جمعوا بين الإبداع الفني والنقاء الإنساني.
بصمة فنية لا تُنسى
رغم أنه لم يُصنّف يومًا كبطل أول في السينما أو الدراما، فإن لطفي لبيب كان دومًا نجمًا حاضرًا في كل دور، وصاحب تأثير لافت يضيف لأي عمل يشارك فيه نكهة خاصة.
وعُرف عن الفنان الراحل اهتمامه أيضًا بـ الكتابة والتأليف، حيث كتب سيناريوهات وخواطر مستوحاة من خدمته العسكرية وتجربته الشخصية، من أبرزها سيناريو "الكتيبة 26" الذي تناول فيه تفاصيل مشاركته في حرب أكتوبر المجيدة.
وداعًا صاحب الضحكة الهادئة
برحيل لطفي لبيب، يفقد الفن المصري أحد أعمدته الهادئة والرصينة، فنانًا احترمه الجمهور، وقدّره النقاد، وأحبه زملاؤه، وعاش عمره في خدمة الفن والوطن بالكلمة الصادقة والضحكة العفوية.
رحم الله الفنان لطفي لبيب، وأسكنه فسيح جناته، وجعل إرثه الفني شاهدًا على عظمة الفنان الإنسان.
انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1
