ثورة 23 يوليو 1952: كيف خلدتها السينما والأغنية الوطنية في وجدان المصريين؟
تُعد ثورة 23 يوليو 1952 من أبرز المحطات الفارقة في تاريخ مصر الحديث، إذ غيّرت وجه الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية في البلاد.
ولم يكن الفن بمعزل عن هذا التحول، بل لعب دورًا محوريًا في ترسيخ قيم الثورة في وجدان الأجيال. واستعرض برنامج سطور حكايتي، المذاع عبر الفضائية المصرية، كيف وثّقت السينما والأغنية الوطنية تلك اللحظة التاريخية، عبر أعمال لا تزال حاضرة بقوة في الذاكرة الجمعية للمصريين والعرب.
السينما والثورة: توثيق فني للتاريخ
"الله معنا".. أول فيلم عن الثورة
من أوائل الأعمال التي تناولت الثورة كان فيلم "الله معنا"، والذي أُنتج بعد ثلاث سنوات فقط من اندلاعها. شكّل الفيلم نقلة نوعية في طريقة معالجة الأحداث السياسية داخل الفن المصري، واعتُبر آنذاك بداية لسلسلة من الأفلام التي ركزت على تحولات المجتمع المصري بعد سقوط الملكية.
"رد قلبي".. الرومانسية في ظل التغيير السياسي
واحد من أبرز الأفلام التي تناولت ثورة يوليو هو فيلم "رد قلبي"، الذي مزج بين قصة حب مؤثرة ومعاناة الطبقات الكادحة قبل الثورة. وعبّر الفيلم عن أهداف الثورة بشكل رمزي ودرامي، وهو من كلاسيكيات السينما التي تُعرض دومًا في ذكرى الثورة.
أفلام خلدت روح يوليو: "الباب المفتوح" و"الأيدي الناعمة"
كما أبرز البرنامج أفلامًا أخرى مثل "الباب المفتوح" و**"الأيدي الناعمة"**، والتي عبّرت عن التحولات الاجتماعية والاقتصادية التي تبعت الثورة، مثل تمكين المرأة، وتفكيك النظام الطبقي، وتعزيز العدالة الاجتماعية.
عبد الحليم حافظ.. صوت الثورة
كان للفنان عبد الحليم حافظ الدور الأبرز في التعبير الغنائي عن الثورة. فقد قدّم مجموعة من أشهر الأغاني الوطنية التي رافقت مراحل مختلفة من بناء الدولة الجديدة، ومنها:
"صورة"
"حكاية شعب"
"فدائي"
"أحلف بسماها"
"بالأحضان"
"خلي السلاح صاحي"
وقد شكلت هذه الأغاني ركيزة أساسية في بناء الوجدان الوطني وتعزيز الانتماء، وارتبطت بمناسبات وطنية كبرى وأحداث مصيرية.
رواد الطرب وتفاعلهم مع الثورة
إلى جانب عبد الحليم، شارك كبار نجوم الغناء في العصر الذهبي في تقديم أعمال وطنية ألهمت الجماهير، مثل:
أم كلثوم
محمد فوزي
شادية
وردة الجزائرية
ليلى مراد
وتنوعت أغانيهم بين الحماسة والفخر والحنين، ما جعلها تُخلَّد كوثائق فنية لأحلام الثورة وطموحاتها.
الثورة في وجدان الفنانين المعاصرين
لم تغب ثورة يوليو عن ذاكرة الأجيال الحديثة، فقد أحياها فنانون معاصرون مثل مدحت صالح، الذي قدّم أغنية "إحنا الضباط الأحرار" في إحدى المناسبات الرسمية، تأكيدًا على استمرار رمزية الثورة وتأثيرها العاطفي والسياسي حتى اليوم.
سطور حكايتي.. توثيق بصري ووجداني
برنامج "سطور حكايتي" يواصل دوره في استعراض الأحداث الكبرى من خلال الفن، ويُعرض عبر شاشة الفضائية المصرية، بإعداد محمد ممدوح وإخراج غادة غنيم، حيث يمزج بين المعلومات التوثيقية والمشاهد النادرة والتعليق الفني الذي يُعيد تقديم التاريخ بروح عصرية.
تمكنت ثورة 23 يوليو من إحداث تغيير عميق في مصر، وساهم الفن – من خلال السينما والأغنية – في توثيق هذا التحول، وتعزيز حضوره في ذاكرة الشعوب، حتى صارت تلك الأعمال جزءًا لا يتجزأ من الهوية الوطنية والثقافة الشعبية المصرية.
انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1
