الجنوب يتخذ موقفًا حازمًا ضد تهريب الوقود والغاز: إجراءات مشددة لحماية الاستقرار الاقتصادي
يقف الجنوب اليوم بكل حزم ضد أي ممارسات تهدد منظومة الأمن والاستقرار، خاصة فيما يتعلق بتوفير الخدمات الأساسية للمواطنين. وقد تجلى هذا الحزم في التعميم الأخير الصادر عن مكتب نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي وعضو مجلس القيادة الرئاسي، عبدالرحمن المحرّمي، الذي شدد على ضبط مقطورات الوقود والغاز غير المرخصة.
تفاصيل التعميم الأمني
وجّه التعميم بضبط أي مقطورات وقود أو غاز لا تحمل فواتير أو تصاريح رسمية صادرة عن الشركة اليمنية للغاز أو شركة صافر في مأرب، مع تحديد الوجهة وخط السير لهذه المقطورات بدقة.
كما شدد التعميم على منع تنقل المقطورات بين محافظات الجنوب ما لم تكن مزودة بتصاريح رسمية واضحة، معتبرًا أن الفواتير الصادرة عن أحواش التعبئة المخالفة غير معترف بها، نظرًا لعدم خضوعها للرقابة من الجهات المختصة.
حماية السوق من التلاعب والتهريب
تهدف هذه الإجراءات إلى منع تسرب المشتقات النفطية إلى السوق السوداء، وهو ما يؤثر بشكل مباشر على استقرار الخدمات ويُلحق أضرارًا جسيمة بالمواطنين.
وقد دعا التعميم النقاط الأمنية في محافظات عدن، لحج، أبين، والضالع إلى الالتزام الصارم بهذه التوجيهات، مع التأكيد على ضبط أي قاطرات مخالفة فورًا، وعدم قبول أي تصاريح غير صادرة عن الجهات المعنية.
سياق أمني أوسع: ضبط عمليات التهريب
جاء هذا التعميم بعد نجاح قوات الحزام الأمني في نقطة الحد بيافع، الأسبوع الماضي، في ضبط عدد من مقطورات الغاز المهربة التي كانت متجهة إلى مناطق خاضعة لسيطرة جماعة الحوثي الإرهابية، وذلك بناءً على توجيهات مباشرة من المحرّمي.
خطوة استراتيجية لتعزيز السيادة الاقتصادية
يمثل هذا التوجه الأمني جزءًا من جهود الجنوب المستمرة لحماية أمنه الاقتصادي، إذ يُعد التعميم خطوة استراتيجية في مواجهة شبكات التهريب التي عملت على إغراق السوق بوقود مجهول المصدر، في محاولات لزعزعة الاستقرار وخلق أزمات مصطنعة في قطاع الطاقة والغاز المنزلي.
الرقابة الصارمة على الموارد الحيوية
من جهة أخرى، فإن فرض رقابة صارمة على نقل المشتقات يشكل رسالة واضحة بأن الجنوب لن يسمح بالعبث بمقدراته، ولن يقف مكتوف الأيدي أمام محاولات استنزاف موارده الحيوية.
كما يسهم التعميم في إنهاء حالة الفوضى التي سمحت سابقًا بمرور شحنات دون هوية واضحة، ما صعّب عملية تتبعها وسهل استخدامها في أنشطة غير مشروعة.
بناء منظومة رقابية فعّالة
ختامًا، يُعتبر هذا التعميم حجر الأساس لبناء منظومة رقابية متكاملة، تضمن الشفافية وتُحكم السيطرة على الموارد، وتقطع الطريق أمام المهربين والمتلاعبين. وهو ما يعكس تصميم الجنوب على حماية أمنه وسيادته الاقتصادية في وجه كل محاولات الاستهداف.
في ظل تصاعد حجم الاستهداف السياسي والعسكري والإعلامي، تبرز ملحمة الصمود التي يسطرها شعب الجنوب العربي، بإصرار مبدئي لا يتزحزح، وإيمان لا يتراجع، بمسيرته نحو نيل استقلاله واستعادة دولته كاملة السيادة.
فرغم تآمر قوى عديدة داخلية وخارجية، تبقى الإرادة الجنوبية صلبة، تستمد قوتها من عدالة القضية ووعي الشعب بحقه التاريخي المشروع.
الاستهداف متعدد الأوجه.. لكن الوعي الشعبي كان بالمرصاد
لم يعد الاستهداف الموجه ضد الجنوب مجرد صراع مع مليشيات أو خصوم سياسيين، بل تحوّل إلى مشروع دولي وإقليمي متعدد الأذرع، يسعى لإجهاض الحلم الجنوبي، من خلال أدوات متنوعة تشمل الحرب العسكرية، والاختراقات الناعمة، ومحاولات بث الفوضى في الداخل.
غير أن ما يواجه هذه المخططات هو وعي جنوبي متقدم، وإدراك شعبي عميق بأن معركة التحرير ليست فقط في ميادين القتال، بل تبدأ من الهوية، وتنطلق عبر التمسك بالمشروع الوطني والعمل المؤسسي والالتفاف حول القيادة السياسية الشرعية المتمثلة في المجلس الانتقالي الجنوبي.
المجلس الانتقالي.. حامل القضية وصمام أمان الداخل
رغم ما يواجهه من تحديات وضغوط متعاقبة، تمكن المجلس الانتقالي الجنوبي من الحفاظ على حضور القضية الجنوبية في المحافل الدولية والإقليمية، إلى جانب حماية المكتسبات الوطنية في الداخل، وإفشال محاولات زعزعة الأمن والاستقرار.
هذا الدور يُعزز الثقة بالقيادة، ويؤكد على أهمية الاصطفاف الشعبي إلى جانب مؤسسات الجنوب ودعمها، بما يضمن استمرار البناء السياسي والإداري للدولة الجنوبية المنشودة.
مسؤولية شعبية في مواجهة المؤامرات
اليوم، لم تعد المواجهة فقط مسؤولية القيادات، بل تتطلب من كل جنوبي التزامًا وطنيًا حقيقيًا، يبدأ بمواصلة التعبير السلمي عن رفض مؤامرات قوى الشر، ويتجلى في تعزيز التلاحم الداخلي، ونبذ الصراعات الجانبية التي يستثمرها أعداء الجنوب لإضعافه من الداخل.
كما تبرز أهمية الوعي الجمعي في التصدي لحملات التضليل الإعلامي والسياسي التي تستهدف تفتيت الصف، وضرب الروح المعنوية للشعب.
التمسك بالهوية وبناء الدولة على أسس صحيحة
إن استكمال مشروع التحرير لا يكتمل إلا بالتمسك بالهوية الوطنية الجامعة، وتجسيد المشروع الجنوبي في السلوك اليومي والمواقف الشعبية، إلى جانب الاستمرار في بناء مؤسسات الدولة وفق معايير الكفاءة والانضباط والنزاهة، بعيدًا عن المحاصصة أو الولاءات الضيقة.
فالإيمان بالمشروع الوطني الجنوبي هو الوقود الحقيقي الذي يُبقي الشعلة مشتعلة مهما بلغت محاولات الإحباط والتشكيك.
التضحيات أمانة ومسؤولية
لقد دفع أبناء الجنوب ثمنًا باهظًا في سبيل قضيتهم، وقدموا تضحيات جسامًا على امتداد العقود، وهذه التضحيات تمثل أمانة في أعناق الجيل الحالي، تتطلب الوفاء لها بمواصلة المسيرة حتى النهاية.
فالشهداء لم يسقطوا من أجل مكاسب أو مناصب، بل من أجل وطن تُصان فيه الكرامة، ويُحترم فيه القرار، وتُبنى فيه دولة مستقلة يسودها العدل والسيادة والحرية.
إرادة الشعوب لا تُقهر
إن الزخم الشعبي الجنوبي اليوم، بكل وعيه وثباته، يمثل صمام أمان حقيقي لمسار التحرير، ويُثبت أن الجنوب عصيّ على الكسر، مهما حاولت قوى الظلام أن تُطفئ نوره.
فالجنوب ماضٍ بثبات نحو تحقيق غايته الكبرى، باستعادة دولته، وترسيخ هويته، وصناعة مستقبله الحر والمستقل.
انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1
