تضخم مفاجئ يهز بريطانيا: ارتفاع الأسعار يربك الحسابات الاقتصادية ويزيد الضغوط على الحكومة
في مفاجأة تجاوزت توقعات الخبراء، أعلن مكتب الإحصاءات الوطنية في المملكة المتحدة اليوم الأربعاء، أن معدل التضخم السنوي سجل ارتفاعًا ملحوظًا بلغ 3.6% خلال يونيو الماضي، مقارنة بالتقديرات السابقة التي رجحت استقراره عند حدود 3.4%.
ووفقًا لما أوردته هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، فإن معدل التضخم الأساسي الذي يستثني تقلبات أسعار الغذاء والطاقة والكحول والتبغ سجل بدوره ارتفاعًا ليبلغ 3.7%، صعودًا من 3.5% في مايو، ما يشير إلى اتساع رقعة الضغوط السعرية في الاقتصاد البريطاني.
وقال ريتشارد هايز، القائم بأعمال كبير الاقتصاديين في مكتب الإحصاءات، إن هذا التصاعد في معدلات التضخم يعود جزئيًا إلى تباطؤ انخفاض أسعار الوقود مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، إلى جانب استمرار الارتفاع الحاد في أسعار المواد الغذائية، والتي سجلت أعلى معدل سنوي منذ فبراير 2024.
من جانبها، حذّرت وزيرة المالية البريطانية راشيل ريفز من أن هذه الأرقام "تعكس الواقع الصعب الذي يعيشه المواطنون في ظل تصاعد تكاليف المعيشة"، مؤكدة أن الحكومة تواصل اتخاذ خطوات فاعلة لتخفيف الأعباء المالية عن كاهل الأسر البريطانية.
وعلى الصعيد المالي، تفاعل الجنيه الإسترليني إيجابيًا مع هذه البيانات، إذ ارتفع بنسبة 0.2% أمام الدولار الأمريكي، ليسجل 1.3406 دولار، في ظل توقعات بأن تؤثر هذه المؤشرات بقوة على قرارات بنك إنجلترا المقبلة بشأن سياسة أسعار الفائدة.
