بوتين يتجاهل تهديدات ترامب ويتمسك بمواصلة الحرب
أكدت ثلاثة مصادر مطلعة ومقرّبة من دوائر صنع القرار في الكرملين، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لا يعتزم التراجع عن العمليات العسكرية في أوكرانيا رغم التهديدات الأمريكية الأخيرة، بما في ذلك تعهدات الرئيس دونالد ترامب بفرض مزيد من العقوبات على موسكو.
ووفقًا لما نقلته وكالة "رويترز"، فإن بوتين لا يرى في تصريحات ترامب مبررًا لإعادة النظر في استراتيجيته، بل يراهن على أن اقتصاد روسيا وقوتها العسكرية قادران على الصمود أمام أي عقوبات أو إجراءات غربية إضافية.
وأضافت المصادر أن الرئيس الروسي لا ينوي الدخول في مفاوضات سلام ما لم يُظهر الغرب، وفي مقدمته الولايات المتحدة، تجاوبًا جديًا مع الشروط الروسية.
وأوضحت المصادر أن بوتين قد يوسّع مطالبه السيادية على الأراضي الأوكرانية التي تسيطر عليها قواته، في حال استمر الجمود الدبلوماسي الغربي تجاه مقترحات موسكو.
وتأتي هذه التصريحات بعد أن عبّر ترامب، في كلمة ألقاها يوم الاثنين، عن "خيبة أمله" إزاء رفض بوتين التجاوب مع مقترح وقف إطلاق النار.
وفي تصعيد لافت، أعلن ترامب عن إرسال شحنات أسلحة جديدة إلى أوكرانيا، تشمل منظومات دفاع جوي من طراز "باتريوت"، ملوّحًا في الوقت ذاته بحزمة عقوبات إضافية إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق سلام خلال خمسين يومًا.
لكن الرد الروسي يبدو حازمًا. فقد شددت المصادر على أن الكرملين يرى أن الولايات المتحدة لا تُجري حوارًا جديًا حول وقف الحرب أو تسوية الأزمة، وأن موسكو باتت مقتنعة بأنها قادرة على امتصاص مزيد من الضغوط الاقتصادية، حتى لو شملت فرض رسوم جمركية تستهدف صادراتها النفطية.
وقال أحد المطلعين على تفكير بوتين: "الرئيس يعتقد أن أحدًا لا يتعامل معه بجدية في ما يخص شروط السلام، لا الأمريكيون ولا حلفاؤهم.. ولذلك لن يتوقف عن القتال قبل أن تُلبى مطالبه بشكل واضح".
الجدير بالذكر أن روسيا بدأت غزوها الشامل لأوكرانيا في فبراير 2022، بعد سنوات من النزاع المسلح في شرق البلاد بين قوات كييف والانفصاليين الموالين لموسكو.
