فضيحة القلم الآلي.. اشتعال معركة العفو بين بايدن وترامب قبيل الانتخابات
في تصعيد جديد للخلاف المتجدد بين الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن وخلفه دونالد ترامب، فجّرت تصريحات بايدن الأخيرة بشأن قرارات العفو الرئاسي التي أصدرها خلال نهاية ولايته، جدلًا واسعًا في الأوساط السياسية، بعد أن أقر باستخدام "آلية التوقيع التلقائي" فيما عُرف إعلاميًا بـ "عفو القلم الآلي".
وفي مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز، أكد بايدن أنه اتخذ شخصيًا جميع قرارات العفو الصادرة في الأسابيع الأخيرة من رئاسته، بما في ذلك تلك التي جرت باستخدام توقيع إلكتروني أو آلي، مشددًا على أنه وافق بنفسه على المعايير التي بُنيت عليها قرارات العفو.
وقال بايدن: "لقد اتخذت كل واحدة منها، بما في ذلك تحديد الفئات. كنا نعمل على هذا الملف منذ البداية، وأنا من راجع المعايير وأعطى الضوء الأخضر".
لكن هذه التصريحات قوبلت بهجوم شديد من الجمهوريين ودونالد ترامب، الذين شككوا في مشروعية قرارات العفو الصادرة بتوقيع آلي، بل واعتبروها باطلة من الناحية القانونية.
وذهب بعض مساعدي ترامب إلى حد الادعاء بأن بايدن لم يكن مدركًا لما كان يُوقع عليه فعليًا، وهو ما نفاه بايدن بشدة.
ورد ترامب على تقرير الصحيفة بوصف استخدام القلم الآلي بأنه "فضيحة هائلة"، مضيفًا من المكتب البيضاوي: "أؤكد لكم أنه لم يكن يعلم شيئًا عما كان يوقعه. هذه خيانة واضحة لمسؤولياته الرئاسية".
بايدن من جهته، لم يتأخر في الرد، واتهم ترامب والجمهوريين بـ "نشر الأكاذيب عمدًا"، معتبرًا أن إثارة هذه القضية ليست سوى محاولة لتشتيت الانتباه عن ممارساتهم السابقة.
وقال: "إنهم يكذبون بشأن كل شيء تقريبًا. هذه الحملة ليست سوى امتداد لخطة ترامب المستمرة منذ البداية".
ووصف بايدن إثارة قضية "القلم الآلي" بأنها محاولة لتصوير رئاسته على أنها غير شرعية، متسائلًا: "لو أخبرتكم قبل ثلاث سنوات أن رئيسًا سابقًا سيتهم بهذه الطريقة، كنتم ستقولون إنني مجنون".
وتأتي هذه التطورات في توقيت حساس مع اقتراب السباق الرئاسي لعام 2028، في وقت تتزايد فيه مؤشرات الصراع المبكر بين الرجلين على الساحة السياسية، وسط انقسام حاد داخل المجتمع الأمريكي.
