الذكرى الأليمة لـ7 يوليو.. جراح الجنوب التي لا تندمل
تحلّ ذكرى السابع من يوليو لتعيد إلى الأذهان جراحًا عميقة لا تزال تنزف في جسد الجنوب العربي، رغم مرور أكثر من ثلاثة عقود على اجتياح قوات الاحتلال اليمني مدنه بقوة السلاح. فلم يكن ما جرى في صيف عام 1994 مجرّد صراعٍ مسلح، بل كان حربًا شاملة همجية استهدفت شعب الجنوب أرضًا وهويةً وتاريخًا.
حرب قمعٍ وهمجية لإخضاع الجنوب
بكل أدوات البطش والتنكيل، سعت قوى الاحتلال لترسيخ ما أسمته "الوحدة" عبر القهر والدبابات، متوسعةً في عمليات النهب والإقصاء والتهميش، وسط تدمير ممنهج لمؤسسات الدولة في الجنوب. وقد مورست ضد المواطنين الجنوبيين أشد أنواع القمع، بدءًا بالتجويع والحصار، مرورًا بالقصف العشوائي، وصولًا إلى نهب المدن وفرض الفوضى المنظمة.
استهداف ممنهج للهوية الجنوبية
في إطار هذه الحرب المشبوهة، تم تسريح عشرات الآلاف من العسكريين والمدنيين الجنوبيين من وظائفهم، كما تمّت مصادرة ممتلكات عامة وخاصة، وتفكيك البنية الاقتصادية والإدارية للجنوب. ولم تتوقف السياسة الاحتلالية عند هذا الحد، بل سعت إلى إحلال عناصر موالية في مفاصل الدولة، في محاولة لطمس أي مظهر من مظاهر الانتماء الوطني الجنوبي.
مؤامرة على التاريخ والثقافة والهوية
أبعد من ذلك، مثلت حرب 7 يوليو مؤامرة خبيثة لاقتلاع هوية وطنٍ كامل، إذ تم تغييب التاريخ الجنوبي، وتشويه رموزه، وفرض ثقافة دخيلة لا تعترف بتعدد الهويات ولا تحترم الشراكة. لقد كانت معركة ضد الذاكرة الجماعية لشعب الجنوب، واعتداءً صريحًا على خصوصيته الثقافية والوطنية.
الجنوب ينهض من تحت الركام
ورغم عمق الجراح، أبى الجنوب أن ينكسر. ففي مطلع الألفية، بدأت تتشكل حركة النضال السلمي الجنوبي، حاملة مشروعًا وطنيًا يعيد الاعتبار للهوية الجنوبية ويرفع شعار استعادة الدولة. وكانت تلك بداية استعادة الصوت الجنوبي في مواجهة محاولات الطمس والتغييب.
معركة الاستقلال مستمرة
ثم جاءت حرب 2015، فوقف الجنوب مجددًا في وجه قوى الإرهاب الحوثية، وحرر أراضيه بسواعد أبنائه. لم تكن تلك المعركة سوى امتداد للمعركة الكبرى ضد مشاريع الاحتلال والتبعية، وأثبت فيها الجنوب مجددًا قدرته على الصمود والانتصار.
الجنوب اليوم.. بناء مؤسسات وسيادة متجددة
في ظل التغيرات السياسية والعسكرية التي تعصف بالمنطقة، يواصل الجنوب إعادة بناء مؤسساته، ويؤسس لمرحلة جديدة تقوم على استعادة القرار والسيادة الوطنية. لقد أثبت الجنوبيون أنهم شعب لا يُهزم، وأن ما حدث في 7 يوليو 1994 لن يُنسى، بل سيكون دافعًا لمواصلة مسيرة التحرير واستعادة الدولة.
انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1
