حاكم كاليفورنيا يقاضي "فوكس نيوز" ويطالب بـ787 مليون دولار بسبب مزاعم كاذبة تتعلق باتصاله بترامب
في خطوة قانونية تصعيدية غير مسبوقة، تقدم حاكم ولاية كاليفورنيا، جافين نيوسوم، بدعوى قضائية ضد شبكة "فوكس نيوز"، متهمًا إياها بتشويه سمعته عبر تغطية مضللة لمكالمة هاتفية أجراها مع الرئيس دونالد ترامب مطلع هذا الشهر.
ووفقًا للدعوى المرفوعة أمام محكمة في ولاية ديلاوير، حيث يقع المقر القانوني لشبكة فوكس، يطالب نيوسوم بتعويضات مالية لا تقل عن 787 مليون دولار، بالإضافة إلى أمر قضائي يمنع الشبكة من بث أو نشر أي مقاطع أو تصريحات تتضمن اتهامات غير صحيحة حول طبيعة المكالمة أو مضمونها، وخاصة ما يتعلق بادعاء كذبه بشأنها.
وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن هذه الخطوة تأتي ضمن مسار تصعيدي ينتهجه نيوسوم تجاه إدارة ترامب منذ إرساله قوات فيدرالية إلى مدينة لوس أنجلوس ضمن حملة للسيطرة على تدفقات الهجرة، وهو ما اعتبره الحاكم اعتداءً على صلاحياته.
كما أرسل فريق نيوسوم القانوني خطابًا رسميًا إلى إدارة "فوكس نيوز" يطالب فيه بسحب فوري للتصريحات التي بثها مقدم البرامج جيسي واترز، والتي ادعى فيها أن نيوسوم كذب بشأن المكالمة مع ترامب، إضافة إلى تقديم اعتذار مباشر على الهواء وقد نص الخطاب على أن الامتثال لهذه المطالب قد يؤدي إلى سحب الدعوى القضائية.
اللافت أن قيمة التعويضات التي يطالب بها نيوسوم تعادل تمامًا المبلغ الذي دفعته "فوكس نيوز" عام 2023 لتسوية قضية شهيرة رفعتها شركة "دومينيون فوتينغ سيستمز"، والتي اتهمت الشبكة حينها بنشر معلومات مغلوطة بشأن نزاهة الانتخابات، ما تسبب بضرر بالغ لسمعة الشركة.
وفي بيان رسمي له، قال نيوسوم:
"إذا أرادت فوكس نيوز أن تضلل الشعب الأمريكي لصالح دونالد ترامب، فعليها أن تتحمل المسؤولية القانونية كما حدث في قضية دومينيون. من حق الأمريكيين أن يثقوا بالمعلومات التي تقدمها مؤسسة إعلامية بهذا الحجم."
وتشكل هذه الدعوى تطورًا جديدًا في العلاقة المتوترة بين السياسيين الديمقراطيين ووسائل الإعلام المحافظة، وقد تفتح الباب أمام المزيد من النزاعات القانونية حول مسؤولية الإعلام في نقل الحقيقة دون تلاعب أو تحريف.
