بريطانيا تُطلق تحذيرًا استثنائيًا: الاستعداد لحرب محتملة على الأراضي البريطانية لم يعد خيارًا بل ضرورة

في تحول غير مسبوق في الخطاب الأمني البريطاني، دعت استراتيجية الأمن القومي البريطانية الجديدة إلى الاستعداد النشط لاحتمال اندلاع حرب على أراضي المملكة المتحدة، في إشارة واضحة إلى تنامي التهديدات الأمنية على الساحة الدولية، وعلى رأسها روسيا.

وجاء في الوثيقة الرسمية التي نُشرت بالتزامن مع التصعيد المستمر في الحرب الأوكرانية: لأول مرة منذ عقود، يتعين علينا الاستعداد بشكل فعّال لمواجهة تهديد محتمل ومباشر لأراضينا، بما في ذلك احتمال نشوب نزاع عسكري.

الوثيقة التي استعرضت التهديدات الاستراتيجية التي تواجه المملكة، ركزت بشكل لافت على روسيا، حيث ورد اسمها 28 مرة، ما يعكس حجم القلق البريطاني من السياسات الروسية وتحركاتها في القارة الأوروبية. 

وأشارت الوثيقة إلى أن بعض الخصوم الدوليين "يؤسسون لنزاع مستقبلي، ويستعدون للتحرك بسرعة لضرب سلاسل الطاقة أو تعطيل خدمات لوجستية حيوية، ما قد يعرقل قدرة بريطانيا على التصدي لأي عدوان".

وفي هذا الإطار، قال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر معلقًا على الوثيقة: "نحن نعيش في عصر تتزايد فيه حالة عدم اليقين بشكل جذري. علينا أن نتحرك بمرونة وسرعة، مدفوعين بفهم عميق لمصالحنا الوطنية وأولوياتنا الدفاعية".

وكانت الحكومة البريطانية قد نشرت في 2 يونيو الجاري مراجعة استراتيجية شاملة لشؤون الدفاع، صنّفت خلالها روسيا على أنها "تهديد مباشر وملح" لأمن المملكة المتحدة، في إشارة إلى تغير جوهري في نهج لندن تجاه موسكو.

هذه التحذيرات تأتي في وقت تشهد فيه أوروبا تصاعدًا في التوترات الجيوسياسية وتنامي المخاوف من اتساع رقعة النزاعات، ما يعيد إلى الأذهان أجواء الحرب الباردة، ويطرح تساؤلات كبيرة حول مستقبل الأمن الأوروبي.