قصف المنشآت النووية الإيرانية.. مغامرة ترامب الأكبر التي تهدد بإشعال الشرق الأوسط
وصفت صحيفة الجارديان البريطانية في تحليل مطوّل لها قصف المنشآت النووية الإيرانية بأنه أخطر خطوة أقدم عليها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال فترة ولايته، معتبرةً أن هذا التحرك قد يكون نقطة تحول مفصلية ليس فقط في مسيرته السياسية، بل أيضًا في مستقبل الشرق الأوسط برمته.
وأشارت الصحيفة إلى أن ترامب، المعروف بنزعته نحو المجازفة، اتخذ قرارًا عالي المخاطر يضع رهانات جسيمة على المستويين الإقليمي والدولي، بل ويفتح الباب أمام إعادة تعريف مفهوم التدخل العسكري كأداة لحل النزاعات الدولية المعقدة.
وفي حال تكللت هذه الخطوة بالنجاح حسب تحليل الجارديان فقد يتمكّن ترامب من الحد من النفوذ الإيراني المتصاعد في المنطقة، وبالتالي إضعاف أحد الأنظمة التي ما دام اعتُبرت تهديدًا مباشرًا للغرب خلال العقود الأربعة الماضية. إلا أن النجاح، حسب الصحيفة، يبقى مفهومًا نسبيًا وتحيط به تفسيرات متباينة، خصوصًا في الأسابيع المقبلة التي ستكشف نتائج هذه العملية.
وترى الجارديان أن نجاح ترامب في هذا المسار قد يعزز من سلطاته السياسية، ويفتح الطريق أمامه لثلاث سنوات رئاسية مقبلة يسودها طابع أكثر استبدادًا واندفاعًا، خاصة مع تعمق تحالفه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يتعرض لانتقادات دولية واسعة بسبب سياسات إسرائيل تجاه الفلسطينيين والعدوان المتكرر على قطاع غزة.
وتضيف الصحيفة أن هذه المغامرة قد لا تكسب أمريكا احترامًا بقدر ما ستزرع الرهبة والخوف، حيث تعود للأذهان إخفاقات التدخلات العسكرية السابقة، من أفغانستان بعد أحداث 11 سبتمبر، إلى الغزو الأمريكي للعراق عام 2003.
ومع ذلك، فإن ترامب، وفق الرؤية المطروحة، يحاول ترسيخ فكرة جديدة حول "نجاعة" الضربات العسكرية المحدودة بدلًا من الحروب الطويلة.
لكن التحليل لم يغفل الجانب المظلم للمشهد، محذرًا من أن الأمور قد تسير نحو الأسوأ، خاصة في ظل مخاوف أوروبية غير معلنة من أن يكون التصعيد الأخير خرقًا فاضحًا للقانون الدولي واتفاقيات منع الانتشار النووي.
وتختم الصحيفة بالإشارة إلى أن كثيرًا من الدبلوماسيين في أوروبا قد يفضلون فشل هذه المغامرة، ليس تعاطفًا مع النظام الإيراني، بل خوفًا من أن تؤدي سياسات ترامب "المتهورة" إلى إشعال المنطقة وتفجير أزمات جديدة يصعب احتواؤها.
