ترامب يراهن على حسم نووي في إيران: ثلاث رهانات خطيرة تهز الشرق الأوسط
في خطوة توصف بأنها الأخطر خلال ولايته الثانية، أقدم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على تنفيذ هجوم واسع النطاق استهدف منشآت نووية إيرانية، في قرار وصفته صحيفة نيويورك تايمز بأنه "مقامرة استراتيجية ثلاثية الأبعاد"، تحمل رهانات كبرى قد تعيد تشكيل معادلة الردع في الشرق الأوسط.
وبحسب الصحيفة، فإن ترامب اعتمد في هذا الهجوم على ثلاث رهانات أساسية:
الرهان الأول: قدرة الجيش الأمريكي على تحمّل أي رد إيراني محتمل ضد أكثر من 40 ألف جندي أمريكي متمركزين في قواعد بالمنطقة، رغم أن هؤلاء داخل مدى صواريخ طهران، وبعد ثمانية أيام من الغارات الإسرائيلية المكثفة.
الرهان الثاني: قدرة واشنطن على ردع إيران المرهقة من اللجوء إلى وسائلها التقليدية في الانتقام، مثل عمليات الاختطاف، والهجمات السيبرانية، أو أساليب توصف بالإرهابية، التي لطالما استخدمتها في مواجهة خصومها.
الرهان الثالث والأكبر: تدمير قدرة طهران على إعادة بناء برنامجها النووي، والذي ترى فيه إدارة ترامب تهديدًا وجوديًا. وقد ركزت الضربات الأمريكية على منشأة "فوردو" شديدة التحصين، التي بُنيت سرًا منتصف العقد الأول من الألفية، واكتُشفت عام 2009 على يد الرئيس الأسبق باراك أوباما، والتي تشكل مصدر الوقود النووي الأساسي المستخدم في إنتاج أسلحة ذرية.
ترامب، في خطاب مقتضب من البيت الأبيض مساء السبت، وبحضور نائبه جيه دي فانس، ووزير الخارجية ماركو روبيو، ووزير الدفاع بيت هيجسيث، توعد إيران بمزيد من "الدمار الساحق" إن لم تستجب للمطالب الأمريكية، مؤكدًا أن الهجوم جاء "استباقيًا" للقضاء على تهديد، لا لتغيير النظام.
ورغم ذلك، تشير الصحيفة إلى أن النوايا الأمريكية لا تبدو واضحة بالنسبة لطهران، التي هددت سابقًا بالخروج من معاهدة منع الانتشار النووي، وتحويل برنامجها بالكامل إلى العمل في الخفاء، ما يفتح أبوابًا على تصعيد مفتوح يصعب احتواؤه.
