توتر متصاعد بين ليبيا واليونان بسبب التنقيب عن النفط قبالة كريت
أعربت حكومة الوحدة الوطنية الليبية المعترف بها دوليًا عن اعتراضها الشديد على قرار السلطات اليونانية طرح عطاءات دولية للتنقيب عن النفط والغاز في مناطق بحرية جنوب جزيرة كريت، مؤكدة أن بعض تلك المناطق تقع ضمن نطاق مياه متنازع عليها مع ليبيا.
وأوضحت وزارة الخارجية الليبية، في بيان رسمي صدر الجمعة، أنها تتابع "بقلق بالغ" ما وصفته بمحاولة أثينا منح تصاريح استكشاف واستغلال الهيدروكربونات في مناطق بحرية ترى طرابلس أنها تمس حقوقها السيادية.
وأكد البيان أن هذه الإجراءات تُعد "انتهاكًا صريحًا للحقوق السيادية الليبية"، مشددًا على رفض الحكومة الليبية الكامل لأي عمليات استكشاف أو تنقيب تتم دون التوصل إلى تفاهم قانوني مسبق، يتماشى مع أحكام القانون الدولي.
ودعت طرابلس الحكومة اليونانية إلى "تغليب نهج الحوار والتفاوض" في معالجة القضايا المتعلقة بترسيم الحدود البحرية، بدلًا من اتخاذ خطوات أحادية قد تزيد من التوتر في شرق البحر المتوسط.
وكانت أثينا قد أطلقت في مايو الماضي دعوة للشركات العالمية لتقديم عروض للتنقيب في منطقتي امتياز بجنوب كريت، بعد اهتمام أبدته شركة "شيفرون" الأميركية، إحدى أبرز شركات الطاقة العالمية.
وفي رد غير مباشر، صرّح مسؤول رفيع بوزارة الطاقة اليونانية بأن بلاده "تلتزم بالقانون الدولي للبحار" وتعمل في إطار الشرعية الدولية، في إشارة إلى أن الإجراءات التي اتخذتها لا تخرق المعايير القانونية الدولية المعمول بها.
ويأتي هذا التصعيد وسط حساسية جيوسياسية متزايدة في شرق البحر المتوسط، حيث تتداخل مصالح الطاقة مع ملفات السيادة البحرية، في منطقة لطالما شهدت توترات مشابهة بين دول الجوار.
