الحرب الإيرانية الإسرائيلية.. تراشق ناري أم حرب شاملة؟

استيقظ العالم صباح الجمعة الماضية الموافق 13 يونيو 2025 على وقع هجوم إسرائيلي غير مسبوق على إيران، استهدف المفاعل النووية في عدة مدن وقيادات من الصف الأول وشل قدرة الدفاعات الجوية ومراكز القيادة والسيطرة...إلى إن جاء الرد الايراني بعد حوالي 12 ساعة باطلاق مئات الصواريخ والطيران المسير باتجاه إسرائيل.
فهل بدأت حرب شاملة بين القوتين الاقليميتين؟ أم أنها ما زالت مجرد اشتباكات نارية عن بعد؟
حسب اتفاقات لاهاي وجنيف فإن الحرب هي: "نزاع مسلح بين دولتين أو أكثر، تُستخدم فيه القوات المسلحة على نطاق واسع، ويهدف إلى تحقيق أهداف سياسية أو عسكرية واضحة، ويؤدي إلى خسائر بشرية ومادية كبيرة".
والمعروف أيضا أن الحرب الشاملة تتطلب إعلانا من أحد اطرافها وأن تستمر هذه الحرب وقتا طويلا وتشمل مشاركة كافة صنوف القوات الجوية والبحرية والبرية والخاصة...الخ، وأن تتعدى الفعل ورد الفعل إلى مستوى الاستهداف الشامل وتحقيق الاهداف السياسية والعسكرية...واستسلام أحد أطرافها أو وصول أطرافها إلى اتفاق لإنهاء الحرب بتسوية أو هدنة ما...من أجل وقف التصعيد ووقف الحرب مع وصولها إلى نقطة اللاعودة، هناك مسارات قانونية ودبلوماسية يمكن للدول اللجوء إليها. ومن بين هذه الطرق:
1. اللجوء إلى محكمة العدل الدولية، لمقاضاة الدولة المعتدية.
2. طلب جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي.
3. التصعيد في الجمعية العامة للأمم المتحدة إذا فشل مجلس الأمن في التحرك.
4. طلب تدخل الوكالة الدولية للطاقة الذرية إذا تعلقت الامر بتهديد نووي.
تنتظر هذه الحرب العديد من السيناريوهات السيئة وأسوأها على الإطلاق في حالة مشاركة أمريكا في هذه الحرب لصالح إسرائيل....وما سيمثله هذا من تصعيد خطير وعواقب وخيمة وطويلة الأمد واخلال بالتوازن الإستراتيجي الإقليمي والدولي.
السيناريو الثاني أن تلجأ إيران إلى توسيع بنك أهدافها وأدواتها...وتصمم على الوصول بأي ثمن إلى إنتاج القنبلة النووية.
كما أن فشل إسرائيل في تدمير المنشآت النووية الإيرانية قد يدفعها لتنفيذ ضربات إضافية، مما قد يقود المنطقة إلى حلقة مستمرة من الضربات والضربات المضادة...كما حصل في الحرب العراقية الايرانية خلال ثمانينات القرن الماضي.
وهناك سيناريو أسوأ أيضًا تكشف عنه التصريحات الإسرائيلية وهو إسقاط النظام الايراني وما يمكن أن يترتب عليه من حرب أهلية طاحنة وتدخله في الفوضى كما حصل في العراق بعد الاحتلال الأمريكي أو في اليمن وليبيا بعد "ثورات الربيع العربي".
اما التداعيات الإقتصادية فستتتضاعف أكثر مما كانت عليه بعد تضرر الإمدادات نتيجة لهجمات جماعة الحوثي في البحر الأحمر، أو سعي إيران لإغلاق مضيق هرمز وغيرها، كلها عوامل قد تساهم في ارتفاع أسعار الطاقة عالميا، وتزيد من التضخم وغلاء المعيشة.
واخيرا فإن السؤال الأهم الذي يشغلنا كثيرا: ما تأثير هذه الحرب وتداعياته على الشأن العربي وعلى الملف اليمني عامة والجنوبي خاصة؟