بعد 4 أيام من القصف المتبادل.. حصيلة أولية لخسائر الحرب بين إيران وإسرائيل
دخلت المواجهة بين إيران وإسرائيل مرحلة غير مسبوقة من "الحرب المفتوحة"، مع تبادل مكثف للضربات الصاروخية وتصريحات متضادة تؤكد استمرار التصعيد. يأتي ذلك وسط صمت نسبي من القوى الغربية، ومخاوف متزايدة من انزلاق أطراف إقليمية ودولية إلى قلب المواجهة.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، الإثنين، أنه نفذ ضربات جوية "نوعية" أسفرت عن تدمير نحو ثلث منصات إطلاق الصواريخ الباليستية الإيرانية، بينما وُصف القصف الإيراني على تل أبيب وحيفا بأنه "الأعنف منذ اندلاع الحرب".
وأسفر الهجوم الإيراني عن سقوط 8 قتلى و87 جريحا، بالإضافة إلى أربعة مفقودين، وفق هيئة الإسعاف الإسرائيلية.
كما انهارت عدة مبان سكنية في وسط تل أبيب، بالتزامن مع اندلاع حرائق في محطة طاقة قرب حيفا وتضرر ميناء المدينة.
أفادت شركة "أمبري" البريطانية لأمن الملاحة باندلاع حرائق في محطة طاقة قرب حيفا، في حين ذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن ميناء المدينة تعرّض لأضرار مباشرة.
كما أعلنت شركات إسرائيلية تعرّض شبكاتها لضربات صاروخية، وسقوط عدد من الصواريخ في مناطق وسط البلاد.
وفي الجنوب، أظهرت صور متداولة انفجارات في قاعدة "نيفتيم" الجوية بصحراء النقب، بعد أن أخفقت منظومة "القبة الحديدية" في اعتراض عدد من الصواريخ، حسب وسائل إعلام إسرائيلية.
وقال عماد جاد، إن إسرائيل "ما كانت لتبدأ هذه العمليات دون ضوء أخضر من واشنطن وتفاهمات مع العواصم الغربية، بما فيها باريس التي أعلنت دعمها لأمن إسرائيل".
وأضاف أن العمليات العسكرية الإسرائيلية تهدف إلى إنهاك القدرات الدفاعية الإيرانية، مشيرا إلى أن جهاز "الموساد" نجح في تنفيذ اختراقات داخلية أصابت مراكز حساسة خلال الساعات الأولى من التصعيد.
من جهته، أعلن الحرس الثوري الإيراني إطلاق موجة جديدة من الصواريخ "أصابت أهدافها بدقة"، متوعّدًا بمزيد من الضربات ضد ما وصفها بـ "أهداف استراتيجية" داخل إسرائيل.
وفي تصريح لافت، حذّر المتحدث باسم القوات المسلحة الإيرانية، رضا صياد، المواطنين الإسرائيليين من التواجد قرب المنشآت الحيوية، داعيًا إلى مغادرة البلاد، محذرًا من أنها "ستصبح غير صالحة للسكن"، على حد تعبيره.
في المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي استهداف مواقع تابعة لفيلق القدس، ومنصات صواريخ، إضافة إلى منشآت للطاقة ومواقع دفاع جوي قرب العاصمة طهران وغرب البلاد.
وذكرت مصادر أمنية أن عمليات "اغتيال دقيقة" استهدفت قيادات عسكرية إيرانية كانت على وشك إطلاق صواريخ باتجاه إسرائيل.
واستهدفت الضربات الإسرائيلية مناطق مدنية، منها أنبوب مياه في شمال طهران ومبانٍ سكنية في شرق العاصمة، مضيفًا أن الطائرات المسيّرة الإسرائيلية ركّزت على البنى التحتية، بينما كانت الصواريخ الإيرانية أكثر تدميرًا، وأصابت أهدافًا في قلب إسرائيل.
وجاء الرد الإيراني السريع عقب الضربات الأولى ليدل على تماسك القيادة.
أعلنت وزارة الصحة الإيرانية مقتل 224 شخصًا منذ بدء الغارات الإسرائيلية، معظمهم من المدنيين. كما أفادت وكالة "فارس" بإعدام شخص اتُّهم بالتجسس لصالح الموساد، في ثالث عملية من نوعها خلال أسبوع.
من جانبه، اتهم وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، طهران بتعمد استهداف المدنيين الإسرائيليين، متوعّدًا بأن إيران "ستدفع ثمنًا باهظًا". وأكد أن الغارات تهدف إلى تقويض القدرات النووية والصاروخية الإيرانية.
وفي طهران، شدد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان على أن بلاده "لا تسعى إلى الحرب"، لكنها "تدافع عن حقها في امتلاك الطاقة النووية السلمية"، مشيرًا إلى أن طهران لم توقف مسار التفاوض مع واشنطن.
أفادت وكالة "رويترز" بأن إيران أبلغت قطر وسلطنة عمان رفضها التفاوض بشأن وقف إطلاق النار قبل انتهاء ردّها العسكري. من جهته، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن بلاده لم تشارك في أي عمليات عسكرية.
أما الرئيس الأميركي دونالد ترامب، فدعا إلى "خفض التصعيد"، لكنه لم يستبعد تدخلًا أميركيًا أوسع إذا استدعت الضرورة. وأشارت تقارير إعلامية إلى تحركات عسكرية أميركية شملت نشر طائرات تزويد بالوقود فوق أوروبا، ما أثار الجدل حول احتمالية تدخل مباشر في النزاع.
