ضربات تل أبيب وتصريحات ترامب.. هل تشتعل حربا مدمرة بين إيران وإسرائيل؟

متن نيوز

أصابت الضربات الإسرائيلية أكثر من 100 هدف رئيسي في إيران، بما في ذلك منشآت نووية ومواقع صاروخية، وأسفرت عن مقتل كبار القادة العسكريين والعلماء، فيما وصفته طهران بأنه "إعلان حرب".

 

وفي حين أشار مسؤولون إسرائيليون إلى أن الضربات كانت المرحلة الأولى من عملية أكبر، وصف دونالد ترامب الهجوم بأنه "ممتاز" وحذر من أن أي ضربات أخرى ستكون أكثر وحشية ما لم توافق طهران على التراجع عن برنامجها النووي، مناقضًا بذلك الموقف الرسمي لواشنطن بأن العمل الإسرائيلي كان أحادي الجانب.

 

وقال الرئيس الأمريكي في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي: "لقد وقع بالفعل موت ودمار كبيران، ولكن لا يزال هناك وقت لوضع حد لهذه المذبحة، مع توقع أن تكون الهجمات القادمة المخطط لها أكثر وحشية".

 

وصرح وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، في وقت متأخر من يوم الخميس أن الولايات المتحدة لم تشارك في الهجوم الإسرائيلي، الذي وصفه بأنه "أحادي الجانب"، لكن ترامب صرح لصحيفة وول ستريت جورنال يوم الجمعة أن الولايات المتحدة كانت على علم بالهجوم الوشيك.

 

في منشور آخر على مواقع التواصل الاجتماعي، ألمح ترامب إلى مستوى أعمق بكثير من المعرفة بالتنسيق بين الولايات المتحدة وإسرائيل مما أقر به المسؤولون حتى الآن، مشيرًا إلى أن إسرائيل هاجمت إيران بعد يوم من انتهاء مهلة الستين يومًا التي منحها لإيران للتوصل إلى اتفاق. وأشار بشكل مبهم إلى أن إيران قد تحظى بـ "فرصة ثانية".

 

مع ورود أنباء عن مزيد من الانفجارات يوم الجمعة، ومخاوف من أن الهجوم الإسرائيلي قد يؤدي إلى صراع إقليمي أوسع نطاقًا ويؤجج التوترات عالميًا، أغلقت إسرائيل بعثاتها الدبلوماسية، وحولت شركات الطيران رحلاتها في الشرق الأوسط.

 

أفادت وكالة أنباء فارس الإيرانية بمقتل 78 شخصًا على الأقل وإصابة 329 آخرين في الهجمات حتى الآن.

 

أثار الهجوم الإسرائيلي إدانة واسعة النطاق في المنطقة، بما في ذلك من المملكة العربية السعودية، ودعوات من حكومات غربية، منها المملكة المتحدة، لتهدئة الأوضاع.

 

أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنها ستعقد اجتماعًا طارئًا لمجلس إدارتها بشأن الأزمة، ولم يتضح ما إذا كانت إيران ستحضر المحادثات المقررة بشأن برنامجها النووي في عُمان نهاية هذا الأسبوع.

 

ومن بين المواقع التي تعرضت للقصف منشأة نطنز النووية، أحد المواقع الرئيسية لتخصيب اليورانيوم في إيران. وأكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعرض منشأة التخصيب للقصف، وأضافت لاحقًا أن السلطات الإيرانية لم ترصد أي زيادة في مستويات الإشعاع في الموقع.

 

بينما هدد المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، بـ "عقاب شديد" ضد إسرائيل، أعلن الجيش الإسرائيلي صباح الجمعة أن إيران أطلقت 100 طائرة مسيرة باتجاه إسرائيل، وأن دفاعاته تركز على اعتراضها.

 

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن الهجوم، الذي تُطلق عليه إسرائيل اسم "الأسد الصاعد"، يهدف إلى "صد التهديد الإيراني لبقاء إسرائيل"، وإنه سيستغرق "أيامًا عديدة".

 

أظهرت الضربات الإسرائيلية على إيران عجز ترامب عن كبح جماح نتنياهو، في حين يتجه الشرق الأوسط نحو الفوضى.

 

أُبلغت وسائل الإعلام أن عملاء المخابرات الإسرائيلية هرّبوا سرًا طائرات مسيرة إلى إيران لاستخدامها في العملية، وهي دعاية ربما كانت جزءًا من حرب معلوماتية.

 

نشر جهاز التجسس الإسرائيلي، الموساد، لقطات مشوشة قال إنها تُظهر عملاء على الأراضي الإيرانية. وأظهر مقطع فيديو آخر ما وصفته الوكالة بأنه هجوم على نظام دفاعي إيراني، بينما أظهر مقطع ثالث، على ما يبدو، استهداف صاروخ إيراني بعيد المدى.

 

وقال نتنياهو في خطاب متلفز مسجل: "ضربنا قلب برنامج التخصيب النووي الإيراني. ضربنا قلب برنامج التسلح النووي الإيراني. استهدفنا منشأة التخصيب الرئيسية الإيرانية في نطنز. استهدفنا كبار العلماء النوويين الإيرانيين الذين يعملون على القنبلة الإيرانية. ضربنا أيضًا قلب برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني".

 

لاحقًا، وفي تعليقات تُشير إلى أن العملية والرد الإيراني قد يكونان طويلين وصعبين، قال نتنياهو: "قد يضطر المواطنون الإسرائيليون إلى البقاء في مناطق محمية لفترات طويلة".

 

وفي إيران، وصف مدنيون، يوم الجمعة، ليلة من الانفجارات المروعة. وقالت غولنار، وهي من سكان سادات آباد، شمال طهران، إنها استيقظت على دوي انفجارات مدوية بعد الساعة الثالثة فجرًا بقليل.

 

ذكرت وسائل إعلام رسمية إيرانية أن قائد الحرس الثوري الإيراني، الجنرال حسين سلامي، ورئيس أركان الجيش، اللواء محمد باقري، وقائد مقر قوات خاتم الأنبياء المشتركة، اللواء غلام علي رشيد، قُتلوا في الغارات، بالإضافة إلى ستة علماء نوويين، من بينهم فريدون عباسي، رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية من عام 2011 إلى عام 2013.

 

وقالت إسرائيل إن هجومها أسفر عن مقتل معظم كبار قادة القوات الجوية التابعة للحرس الثوري الإيراني.

 

أصدر مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية حكمًا يوم الخميس يفيد بأن إيران انتهكت التزاماتها بموجب معاهدة حظر الانتشار النووي لفشلها في التعاون الكامل مع عمليات تفتيش الوكالة، ولِتَكديسها ما يُقدر بـ 400 كيلوغرام من اليورانيوم عالي التخصيب. وقد أشارت تقييمات الاستخبارات الغربية حتى الآن عمومًا إلى أنه بينما تُخزّن إيران مكونات قنبلة نووية، فإنها لم تتخذ القرار النهائي بصنعها.

 

يأتي الهجوم على إيران قبل أيام قليلة من جولة جديدة من المحادثات الأمريكية الإيرانية المُقرر عقدها في عُمان، بهدف إيجاد حل دبلوماسي للأزمة بشأن البرنامج النووي الإيراني، الذي توسّع بسرعة منذ عام 2018 عندما انسحب ترامب من اتفاق دولي يُقيّده، لتقترب الحرب المدمرة من الاشتعال الآونة المقبلة.