الأمم المتحدة: غزة تختنق ظروف معيشية لا تُحتمل وتكلفة الحياة من الأعلى عالميًا
في تحذير صارخ يعكس عمق الكارثة الإنسانية، أكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA) أن الوضع في قطاع غزة أصبح لا يُطاق، مشيرًا إلى أن تكلفة المعيشة هناك تُعد من بين الأعلى على مستوى العالم، في ظل نقص حاد في البضائع وغياب السيولة النقدية.
وأوضح المكتب، في بيان نقله مركز إعلام الأمم المتحدة، أن الأسواق داخل القطاع مكتظة بالناس، لكنها تفتقر إلى أهم مقومات الحياة: السلع الأساسية والنقود. فبعد أكثر من 80 يومًا من الحصار الإسرائيلي الذي منع دخول أي إمدادات تقريبًا، تحولت الكميات المحدودة التي سُمح بمرورها مؤخرًا عبر معبر كرم أبو سالم إلى مجرد قطرة في محيط الاحتياجات الإنسانية المتزايدة.
وأضاف البيان أن سكان غزة لا يملكون إلا ثلاثة خيارات كلها مؤلمة: إما المخاطرة للحصول على معونة غذائية عبر آليات التوزيع التي شهدت سقوط عشرات القتلى مؤخرًا، أو مشاهدة أطفالهم وهم يعانون الجوع، أو دفع مبالغ طائلة للحصول على ما تبقى من البضائع أو ما تم نهبه من المساعدات.
وأشار التقرير الأممي إلى أن أسعار السلع في غزة "تفوق مثيلاتها في أوروبا"، رغم أن القطاع يعيش وسط دمار شامل ونزوح جماعي وقصف مستمر.
ومع هذا الوضع المتأزم، يعمد بعض التجار إلى رفع الأسعار، في حين لا يملك معظم المواطنين القدرة على مجاراة هذا الغلاء الجنوني.
وأضافت الأمم المتحدة أنها تمكنت مؤخرًا من إدخال بعض المساعدات أغلبها من الدقيق عبر معبر كرم أبو سالم، إلا أن الجوعى واليائسين، الذين عاشوا شهورًا من الحرمان، هاجموا الشاحنات واستحوذوا على المساعدات فور دخولها، وهو مشهد يتكرر في كل مرة منذ أن سمحت السلطات الإسرائيلية بدخول محدود للإمدادات ابتداءً من 19 مايو.
وأكد المكتب الأممي أن أكثر من 20 شهرًا من الصراع المتواصل حولت غزة إلى منطقة منكوبة إنسانيًا، لا يستطيع فيها السكان تأمين أساسيات الحياة، وسط غياب أفق للحل وتدهور متسارع في جميع المؤشرات الإنسانية.
