رسوم ترامب الجمركية تفجّر حرب خردة بين واشنطن وبروكسل
في خطوة من شأنها تأجيج التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، قررت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مضاعفة الرسوم الجمركية على واردات الألومنيوم، ما أثار مخاوف حقيقية من اندلاع ما بات يُوصف بـ "حرب الخردة" بين الجانبين.
وبحسب تقارير إعلامية دولية، فإن القرار الأمريكي الأخير يقضي برفع الرسوم على واردات الألومنيوم من 25% إلى 50%، دون استثناءات أو إعفاءات تُذكر، باستثناء مهم يتعلق بخردة الألومنيوم، التي تُعد مادة خامًا حيوية لصناعة الألومنيوم في الداخل الأمريكي.
وقد أدى القرار، الذي دخل حيّز التنفيذ منذ مارس الماضي، إلى طفرة كبيرة في حجم الواردات الأمريكية من المواد القابلة لإعادة التدوير، وخصوصًا الخردة. ومع مضاعفة التعريفات مؤخرًا، تحوّل تدفق هذه المواد إلى ما يشبه "الفيضان"، وفق توصيف مصادر تجارية.
التحرك الأمريكي دفع الاتحاد الأوروبي إلى دراسة فرض رسوم مضادة على صادراته من الألومنيوم القابل لإعادة التدوير، في محاولة لوقف ما يُعرف بـ "تسرب الخردة"، وسط ضغوط متصاعدة على بروكسل لاتخاذ رد حازم وسريع لحماية مصالحها الاقتصادية.
وفي الولايات المتحدة، قفزت "علاوة الألومنيوم" وهي التكلفة الإضافية التي يدفعها المشترون الأمريكيون فوق السعر العالمي للألومنيوم في بورصة لندن لتسجل رقمًا قياسيًا بلغ 1325 دولارًا للطن المتري، بينما يستقر السعر الأساسي للمعدن عند 2430 دولارًا للطن في الأسواق العالمية.
ويرى مراقبون أن هذا الارتفاع سيؤدي في النهاية إلى تحميل المستهلك الأمريكي العبء المالي الأكبر، في حين قد يستفيد المصنعون المحليون الذين يعملون في المراحل الوسيطة من سلسلة الإنتاج، نتيجة ارتفاع الأسعار وزيادة الطلب على المواد المعاد تدويرها محليًا.
هذا التصعيد الجديد يأتي في وقت يشهد فيه الاقتصاد العالمي توترات متزايدة، ويبدو أن المعركة التجارية بين واشنطن وبروكسل ستتخذ منحًى أكثر تعقيدًا إذا لم تُبادر الأطراف المعنية بإيجاد أرضية تفاهم تضمن مصالح الجميع وتجنب الأسواق العالمية مزيدًا من الاضطراب.
