حاكم كاليفورنيا يتّهم ترامب بتقويض الديمقراطية الأمريكية ويحذّر من الاستبداد العسكري

ترامب
ترامب

 

في تصعيد لافت للهجة الخطاب السياسي داخل الولايات المتحدة، شنّ حاكم ولاية كاليفورنيا، جافين نيوسوم، هجومًا حادًا على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، متهمًا إياه بـ "تدمير الديمقراطية الأمريكية" عبر قرارات وصفها بـ "الاستبدادية"، وذلك في أعقاب نشر قوات من الحرس الوطني ومشاة البحرية (المارينز) في مقاطعة لوس أنجلوس، لمواجهة الاحتجاجات ضد سياسات الهجرة.

وفي خطاب متلفز ألقاه مساء الثلاثاء، قال نيوسوم إن قرار الرئيس بنشر القوات المسلحة لمواجهة متظاهرين مدنيين "وضع البلاد على حافة الاستبداد"، معتبرًا أن اللحظة الراهنة تمثل خطرًا وجوديًا على القيم الديمقراطية التي تأسست عليها الجمهورية الأمريكية.

وأضاف: ما يحدث الآن هو لحظة فارقة في تاريخ ديمقراطيتنا... كاليفورنيا قد تكون الأولى، لكنها لن تكون الأخيرة. هناك ولايات أخرى ستلحق، والديمقراطية ستكون هي الضحية التالية

وجاءت تصريحات حاكم الولاية في اليوم الخامس من احتجاجات واسعة اجتاحت لوس أنجلوس، رفضًا لحملات المداهمة الفيدرالية التي استهدفت المهاجرين، والتي أثارت حالة من الذعر في العديد من المجتمعات، خصوصًا في جنوب كاليفورنيا، حسب تقرير لصحيفة نيويورك تايمز.

وأشار نيوسوم إلى أن الرئيس ترامب قد "أشعل فتيل أزمة قابلة للاشتعال"، منتقدًا استدعاءه لما يقرب من 4 آلاف جندي من الحرس الوطني و700 عنصر من قوات المارينز للانتشار في شوارع المدينة.

ولفت إلى أن ما وصفها بـ "الحملة العسكرية الواسعة" التي يقودها ترامب، تتجاوز ملاحقة المجرمين الخطرين لتطال العمال البسطاء، قائلًا: إنهم لا يعتقلون فقط من يعتبرهم ترامب خطرين... بل يطاردون غاسلي الصحون، والبستانيين، والعمال المياومين، وحتى الخياطين.

وفيما يرى مراقبون أن نيوسوم يُهيئ نفسه ليكون مرشحًا ديمقراطيًا محتملًا في انتخابات الرئاسة لعام 2028، فقد بدا خطابه الأخير بمثابة خطوة نحو تعزيز حضوره الوطني، حيث بثته عدد من الشبكات الإخبارية الكبرى رغم تأخره تقنيًا بسبب مشكلات في الصوت.

تأتي هذه التطورات لتعمق الانقسام السياسي الحاد داخل الولايات المتحدة، وسط تزايد التحذيرات من تنامي مظاهر عسكرة الدولة وتآكل الحريات المدنية في عهد ترامب.