القوات المسلحة الجنوبية باليمن: بناء متكامل وجاهزية عالية

تعبيرية
تعبيرية

المشهد_الجنوبي.. في إطار الاستراتيجية الشاملة التي أقرتها قيادتنا العليا ممثلةً باللواء عيدروس الزُبيدي، تواصل القوات المسلحة الجنوبية باليمن جهودها المتواصلة في بناء وتطوير قدراتها القتالية والميدانية، بما يسهم في رفع مستوى الجاهزية والاستعداد القتالي، ويُعزز من كفاءتها وقدرتها على التكيّف مع مختلف الظروف والتحديات العسكرية والأمنية التي تفرضها المرحلة الراهنة.

تمثل هذه الاستراتيجية خارطة طريق واضحة تهدف إلى تأهيل قواتنا المسلحة تأهيلًا حديثًا، وتكريس نهج العمل الاحترافي والمؤسسي في كافة الوحدات، بما يواكب متطلبات الواقع الميداني والتطورات المتسارعة على مختلف الأصعدة.

وخلال الأيام الماضية، نفذت وحدات من قوات العمالقة، والقوات البرية، ودفاع شبوة، وألوية الدعم والإسناد عددًا من المسيرات الراجلة المهيبة، في عروض عسكرية عكست المستوى العالي من الجاهزية واللياقة والانضباط، إلى جانب الروح القتالية المرتفعة والمعنويات العالية التي يتمتع بها منتسبو قواتنا المسلحة. وتندرج هذه الأنشطة ضمن سلسلة من البرامج التدريبية النظرية والميدانية التي تهدف إلى محاكاة الظروف العملياتية الواقعية ورفع كفاءة الأفراد من خلال التدريب المستمر والممنهج.

وتأتي هذه المسيرات ضمن خطط وبرامج التدريب المعتمدة للعام التدريبي 2025م، والتي تشمل أيضًا دورات تخصصية متقدمة في مختلف الجوانب العسكرية، تركز على تطوير الأداء وتعزيز الفهم العملياتي والقدرات القتالية لدى الأفراد والقيادات على حد سواء.

كما تتضمن الاستراتيجية اعتماد آليات دقيقة لتقييم الأداء وتحديث الخطط التدريبية بشكل دوري، بما يواكب المستجدات العسكرية والتقنية على المستويين الإقليمي والدولي.

وبالتالي فإن ما تحقق حتى اليوم يُعد ثمرة لنهج وطني واضح يرتكز على الكفاءة والانضباط والتخطيط السليم، ما يجعل قواتنا المسلحة الجنوبية قوة رادعة وضاربة، على أتم الاستعداد لحماية الوطن الجنوب والدفاع عن مكتسباته، وصون أمنه واستقراره في وجه أي تهديد أو تحدٍّ.

اتخذت القوات المسلحة الجنوبية باليمن في هذه المرحلة، موقعها الطبيعي كحامية للأرض، وصمام أمان للسيادة، ودرع متقدم في معركة استعادة الدولة.

وشكل إعلان عدن محطة مفصلية لترسيخ التفويض الشعبي للواء عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، وبلورة مشروع وطني شامل تتقدم فيه المؤسسة العسكرية كمكون محوري في الدفاع عن الجنوب ومصالح شعبه.

وعلى مدار الفترات الماضية، أثبتت القوات المسلحة الجنوبية كفاءتها في تأمين الجغرافيا الجنوبية من التهديدات المتعددة، وعلى رأسها مليشيا الحوثي المدعومة إيرانيًا والتنظيمات الإرهابية المتخفية بعباءات مختلفة، بدعم وتمويل من قوى متورطة في تأجيج الفوضى.

ونجحت القوات الجنوبية في تنفيذ عمليات نوعية في أبين وشبوة ولحج والضالع وغيرها من الجبهات التي شهدت دحر قوى الشر وإجهاض محاولاتها للتسلل في أعماق التراب الوطني الجنوبي وما تخلله ذلك من تحرير مناطق استراتيجية.

كما أطلقت عمليات أمنية ناجحة في ساحل حضرموت والمهرة لضرب أوكار الإرهاب وملاحقة الخلايا النائمة، لتؤكد قدرتها على اجتثاث التهديدات في مهدها.

كل هذه الجهود والنجاحات والمنجزات العسكرية كان لها وقع سياسي مباشر، حيث ساهمت هذه الجهود في ترسيخ السيادة على القرار الجنوبي.

وبرهن هذا الأمر على أن القوات المسلحة الجنوبية ليست أداة عسكرية لدى الشعب الجنوبي، بل مثلت رافعة سياسية لترسيخ القرار السيادي الجنوبي المستقل.

فمع كل انتصار ميداني، عززت القوات من حضور المجلس الانتقالي الجنوبي كجهة مفوضة من الشعب وممثلة لقضيته في المحافل الإقليمية والدولية، وهو أمر شديد الحيوية في المسار النضالي.

صمود القوات المسلحة الجنوبية يمثل حجر الزاوية في معركة استعادة دولة الجنوب على حدود ما قبل 1990، فبدون قوة منضبطة وقادرة، لا يمكن بناء مؤسسات دولة، ولا تثبيت الأمن، ولا كسب الاعتراف الدولي.

وأكدت تجربة السنوات الماضية أن امتلاك الجنوب لقوات مسلحة باسلة ومؤهلة يُسرّع من فرص فرض أمر واقع سياسي وقانوني يدعم مطالب الاستقلال، ويعزز مساعي الحل العادل للقضية الجنوبية.

يوثق هذا الأمر الدور الذي لعبته القوات المسلحة الجنوبية سواء عسكريا أو سياسيا على مدار الفترات الماضية، وهو الدور الذي تعزز بشكل كبير بعد أعقاب إعلان عدن التاريخي.
 

شهدت مناطق الجنوب خلال الآونة الأخيرة، تصعيدًا واضحًا في الإرهاب الذي يُثار ضد الوطن ومنظومته الأمنية من قبل قوى الشر والإرهاب المعادية، بوتيرة متزايدة للغاية.

 

وحققت القوات المسلحة الجنوبية، نجاحات أمنية واستخباراتية كبيرة أسهمت في إفشال مخططات معادية تهدف إلى زعزعة الأمن والاستقرار الذي تحقق في الفترات الماضية.

يأتي ذلك في ظل استمرار الجماعات الإرهابية، وعلى رأسها تنظيم القاعدة ومليشيا الحوثي، بمحاولات التمدد وتهريب المعدات المتقدمة التي تُستخدم في شن هجمات وقيادة عمليات تخريبية.

أحد أبرز النجاحات التي سُجّلت مؤخرًا كانت على يد قوات اللواء الرابع مشاة في محافظة شبوة، حيث تمكنت هذه القوة من إحباط عملية تهريب معدات اتصالات متطورة من نوع "ستارلينك"، كانت في طريقها إلى مليشيا الحوثي الإرهابية.

تُعد هذه الأجهزة من الوسائل الحديثة التي توفر خدمة الإنترنت عبر الأقمار الصناعية، دون الحاجة إلى بنى تحتية أرضية، ما يجعلها أداة حساسة في يد المليشيات التي تسعى لاستخدامها لأغراض عسكرية وتجسسية، بعيدًا عن الرقابة.

وهذه الشحنة كانت تمر عبر طرق صحراوية معقدة في محاولة لتفادي النقاط الأمنية، لكن يقظة القوات المسلحة الجنوبية والاستخبارات العسكرية حالت دون وصولها إلى وجهتها النهائية.

وتُعد هذه العملية ضربة موجعة للحوثيين، إذ إنهم يعتمدون بشكل كبير على وسائل الاتصال الحديثة لتنفيذ مخططاتهم وتنظيم هجماتهم.

الجنوب يواصل أيضًا ملاحقة تنظيم القاعدة الإرهابي وهو ما تجلى في تنفيذ عملية نوعية في شرق مديرية مودية بمحافظة أبين، أسفرت عن التصدي لعناصر من تنظيم القاعدة الإرهابي، الذين كانوا يتمركزون في مناطق وعرة ويستغلونها كنقطة انطلاق لشن عمليات إرهابية ضد القوات والمواطنين.

تُشكل هذه النجاحات الأمنية منعطفًا مهمًا في جهود استعادة الأمن والاستقرار في الجنوب، خاصة في ظل بيئة إقليمية ومحلية مضطربة تسعى فيها أطراف متعددة إلى استغلال الفوضى لتحقيق مصالح خاصة.

على الصعيد الاستراتيجي، تُظهر هذه الإنجازات أن القوات الجنوبية قادرة على حماية أراضيها ومواطنيها من تهديدات متعددة، سواء كانت من تنظيمات إرهابية أو من مليشيات مدعومة خارجيًا.

كما تبرهن على أهمية وجود قيادة عسكرية موحدة تتمتع بالكفاءة والمهنية، وقادرة على اتخاذ قرارات سريعة وفعالة.

إن النجاحات المتواصلة للقوات الجنوبية في مكافحة الإرهاب تُعد حجر زاوية في بناء مستقبل آمن ومستقر للجنوب. وفي ظل تنامي التحديات، تبقى مثل هذه الإنجازات بمثابة رسائل قوية لكل من يسعى لزعزعة الاستقرار، بأن الجنوب يمتلك من القوة والإرادة ما يكفي للدفاع عن أرضه وشعبه، ولإفشال كل المؤامرات التي تستهدف أمنه واستقراره.

انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1