الوزان يكشف لـ "متن نيوز تفاصيل أزمة البرنامج النووي الإيراني بين طهران وواشنطن
في حديث حصري لموقع متن نيوز، قدّم الكاتب الصحفي والأكاديمي العراقي البارز أ.د. عبد الكريم عبد الجليل الوزان، رؤيته حول تطورات الملف النووي الإيراني والمفاوضات الجارية بين طهران وواشنطن، مشيرًا إلى أن المشهد السياسي يشهد حالة من التعقيد المتزايد في ظل صراع المصالح الإقليمية والدولية.
إيران والولايات المتحدة: مفاوضات في الظل
أوضح الدكتور الوزان في تصريحات خاصة لـ "متن نيوز" أن الملف النووي الإيراني يمثل "ثابتًا" في السياسة الأمريكية، مؤكدًا أن الولايات المتحدة لن تسمح لطهران بالتخصيب الكامل لليورانيوم، ومع ذلك، قد توافق واشنطن على نسب تخصيب محددة بشرط إخضاعها لرقابة مشددة من قبل المفتشين الأميركيين.
وفي سياق متصل، أشار المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل ماريانو جروسي، إلى أن المفاوضات بين البلدين لم تصل بعد إلى نتائج حاسمة، مضيفًا أنه يجري محادثات شبه يومية مع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، بالإضافة إلى مبعوث الولايات المتحدة للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف. وتُجري الوكالة حاليًا عمليات رقابية ميدانية في طهران عبر فريق يقوده ماسيمو أبارو، رئيس قسم الضمانات، لمراقبة عمليات تخصيب اليورانيوم التي وصلت نسبتها إلى 60%، وهي نسبة تقترب من عتبة الاستخدام العسكري (90%).
ترامب وإسرائيل: لعبة التوازنات السياسية
يرى د. الوزان أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب يسعى للعودة إلى واجهة المشهد الدولي عبر لعب دور "بطل السلام العالمي"، من خلال محاولاته لتسوية الملفات الساخنة في الشرق الأوسط. ويأتي ذلك وسط مساعٍ أمريكية لحماية حلفائها في الخليج وتجنب أي مواجهة مباشرة مع إيران، لما قد تسببه من خسائر اقتصادية وعسكرية فادحة للولايات المتحدة.
من جهة أخرى، شدد الدكتور الوزان على أن إسرائيل لن تتنازل عن مطلبها الرئيسي، وهو الإيقاف الكامل لعمليات التخصيب في إيران، ولو أدى ذلك إلى تنفيذ ضربات عسكرية أحادية ضد المنشآت النووية الإيرانية. وفي هذه الحالة، ورغم الخلافات المحتملة بين نتنياهو وترامب، فإن الولايات المتحدة ستكون إلى جانب تل أبيب، بحكم النفوذ الصهيوني الواسع في مراكز القرار الأمريكية والأوروبية، إضافة إلى الاتفاقيات الإستراتيجية بين البلدين.
إيران: الحلقة الأضعف أم الرقم الصعب؟
رغم التصعيد الخطابي والسياسي، اعتبر الدكتور الوزان أن إيران قد تكون الطرف الأضعف في معادلة الصراع، نظرًا لتضاؤل قدرتها على تحمّل ضغوط عسكرية واقتصادية طويلة الأمد، خاصة في ظل الحصار المتزايد وعدم الاستقرار الإقليمي. لكنه لم يستبعد أن تلجأ طهران إلى تفعيل أذرعها المنتشرة في الشرق الأوسط، مثل الميليشيات المسلحة والطائرات المسيّرة، في حال اندلاع نزاع شامل.
وساطة إقليمية... وآفاق غامضة
أجريت حتى الآن خمس جولات من المفاوضات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة، في كل من مسقط (عمان) وروما (إيطاليا)، بوساطة وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي، دون أن تفضي إلى اتفاق نهائي. ولا يزال مكان الجولة السادسة غير محدد حتى الآن، في وقت تتكثف فيه الجهود الدبلوماسية لتفادي انفجار قد يجر المنطقة إلى مواجهة شاملة.
وفي ختام حديثه، أكد د. الوزان أن العالم يترقّب بقلق تطورات هذا الملف الشائك، داعيًا إلى حلول دبلوماسية عادلة ومتوازنة تحفظ مصالح الجميع وتجنّب المنطقة ويلات الحرب.
انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1
