واشنطن بوست: لا مساعدات إنسانية حقيقية لغزة إلا بوقف الحرب وعودة الهدوء
أكدت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، في افتتاحيتها الصادرة يوم الخميس، أن خطة إسرائيل بشأن إيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة باءت بالفشل، مشددة على أنه لا يمكن استئناف تدفق المساعدات بشكل فعال إلا بإنهاء الحرب بشكل كامل.
ودعت الصحيفة الإدارة الإسرائيلية إلى وقف القصف والعودة إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، باعتباره السبيل الوحيد لضمان إطلاق سراح الرهائن المتبقين، وفتح الباب أمام تدفق المساعدات الإنسانية بحرية داخل القطاع المحاصر.
وأشارت الصحيفة إلى أن "معاناة سكان غزة تجاوزت حدود الاحتمال، إذ يعيشون منذ أكثر من 19 شهرًا في ظل حصار خانق وظروف إنسانية مأساوية، تجعل من أي قدر من المساعدات أملًا يستحق الترحيب"، لكنها نبهت في المقابل إلى أن الاستجابة الدولية، ولا سيما الإسرائيلية، لا تزال محدودة وهزيلة مقارنة بحجم الكارثة.
وسلطت واشنطن بوست الضوء على الفوضى التي رافقت إطلاق آلية توزيع مساعدات جديدة هذا الأسبوع بإشراف الجيش الإسرائيلي، والتي كشفت عن عمق أزمة الجوع والحرمان، بعدما اندفعت حشود جائعة نحو المراكز في مشهد يعكس حالة اليأس السائدة.
ووصفت الصحيفة الآلية الجديدة بأنها "غير كافية على الإطلاق"، موضحة أنها تعتمد على أربعة مراكز توزيع فقط لإغاثة نحو مليوني نسمة، في حين لا يعمل منها سوى مركزين حتى الآن، بينما لم يتمكّن الصحفيون سوى من توثيق وجود مركز واحد فقط يوم الثلاثاء الماضي.
وختمت الصحيفة بالتحذير من أن استمرار الحرب، وتقييد دخول المساعدات، سيؤديان إلى تفاقم الأزمة الإنسانية بشكل غير مسبوق، داعية المجتمع الدولي إلى التحرك الجاد لفرض هدنة شاملة تسمح بإغاثة السكان وإنقاذ من تبقى منهم.
