بروكسل تطلب من شركات أوروبية كشف خططها الاستثمارية في واشنطن

في خطوة استباقية تهدف إلى تعزيز موقف الاتحاد الأوروبي في المحادثات التجارية الحساسة مع الولايات المتحدة، طالبت المفوضية الأوروبية كبرى الشركات الأوروبية ومديريها التنفيذيين بالكشف تفاصيل خططهم الاستثمارية في السوق الأميركية، حسب مصادر مطلعة لوكالة رويترز.

وأكد مصدر مطلع أن أعضاء "اتحاد أعمال أوروبا" التحالف الذي يضم 42 اتحادًا تجاريًا من مختلف دول الاتحاد الأوروبي تلقوا استبيانًا رسميًا يوم الاثنين الماضي، تطلب فيه المفوضية تقديم بيانات مفصلة حول استثماراتهم المرتقبة في الولايات المتحدة، مع التأكيد على ضرورة الرد بأسرع وقت ممكن.

كما وجهت المفوضية مذكرتين مماثلتين إلى أعضاء "المائدة المستديرة للصناعة الأوروبية"، التي تضم 59 من كبار المسؤولين التنفيذيين في أكبر الشركات الصناعية الأوروبية، تطلب فيها تفاصيل خطط الاستثمار في الولايات المتحدة خلال السنوات الخمس المقبلة.

وأوضح مصدر ثانٍ أن هذا الطلب جاء بمبادرة شخصية من رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين.

تأتي هذه الخطوة في ظل تصاعد التوترات الاقتصادية بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، خصوصًا مع تبني واشنطن خطط تحفيز صناعية وطاقة نظيفة تعتبرها بروكسل سببًا في تسرب الاستثمارات من أوروبا نحو السوق الأميركية.

ويرى المسؤولون الأوروبيون في هذه السياسات تهديدًا حقيقيًا لقدرات أوروبا الصناعية والتكنولوجية على المدى البعيد.

ويهدف الاتحاد الأوروبي من خلال جمع هذه البيانات إلى بناء صورة دقيقة وشاملة عن حركة الاستثمارات الأوروبية، لاستخدامها كورقة ضغط في المحادثات المقبلة مع واشنطن، سعيًا لتقليص الفجوة الاستثمارية ومنع المزيد من الشركات الأوروبية من نقل مشاريعها ورؤوس أموالها إلى الولايات المتحدة.