علي شائف: الضالع أثبتت أن من يملك الأرض والإرادة والعزيمة هو من يفرض سياسته ويحقق الانتصار (فيديو)

علي شائف
علي شائف

قال علي شائف إن صمود المقاومة الجنوبية في الضالع أربك حسابات مليشيا #الحوثي وأجبرها على التراجع بعد تكبدها خسائر فادحة.

 

وأضاف  أن الضالع أثبتت أن من يملك الأرض والإرادة والعزيمة هو من يفرض سياسته ويحقق الانتصار.

وتحررت الضالع في وقت لم تكن ثمة في الشمال كله اي مقاومة تواجه أو تدافع من تموضع سيطرة أو معركة حقيقية، كان الجنوب وحده ميدان معركة محتدمة بين مشروع فارسي حوثي خبيث ومقاومة جنوبية تذود عن مصير امة في اكثر من جبهة ومحور انطلاقًا من العاصمة عدن إلى ابين إلى شبوة والصبيحة ولحج والمسيمير والعند والضالع وغيرها وما تلاها من جبهات وعمليات عسكرية.


إنتصرت الضالع وكل جبهات الجنوب، اكثر من مرة وبعدد المؤامرات التي حيكت ضد جبهاتها من قبل قوى الاحتلال وفي طليعتها جماعة الاخوان، “التي ظلت وحتى وقت قريب تراهن عبثًا على إسقاط مشروع الجنوب في إستعادة دولته” من خلال إفراغ الجبهات من مقاتليها بطرق ووسائل قذرة كان على رأسها قطع المرتبات والوقود والغذاء، ولم تدرك ان لجبهاتنا رجال إن عطشوا عصروا الصخر وإن جاعوا جعلوا من الرمل خبزًا، رجال على وعي عال ويقظة بكل ما حيك من مؤامرات.
 

إن تجربة الضالع أكَّدت أنَّ تحقيق النصر لا يكتمل إلا بتعزيزه وترسيخه، وأن الدفاع عن المكتسبات الوطنية لا يقل أهمية عن المعارك التي تم خوضها لتحرير الأرض.

ففي مرحلة ما بعد التحرير، تبرز تحديات من نوع آخر، تتطلب يقظة ووعيًا جماهيريًا متقدمًا، يواكب حجم التضحيات، ويحمي المنجزات التي تحققت بفعل دماء الشهداء وجهود المقاومين وصمود المواطنين.

الوعي الشعبي الجنوبي مطالب بأن يرتقي إلى مستوى اللحظة التاريخية التي يمر بها الوطن، فالحفاظ على الأمن، وتعزيز الاستقرار، والدفاع عن مؤسسات الجنوب، تمثل أولوية قصوى لا يمكن التهاون فيها.

ما تحقق في الضالع من صمود وانتصار، وما تلاه من استقرار نسبي وتفعيل لمؤسسات الدولة، لا يجب أن يُؤخذ كأمر مسلّم به، بل كمنجز قابل للاستهداف من أعداء المشروع الوطني الجنوبي، الذين يسعون لزعزعة الصف الجنوبي من الداخل عبر الشائعات والحروب النفسية ومحاولات الاختراق.

تعزيز الوعي بأهمية الدفاع عن هذه المكتسبات يجب أن يتحول إلى ثقافة مجتمعية عامة، تبدأ من الأسرة، وتُرسّخ في المدارس، وتُفعّل في الخطاب الإعلامي والديني والمدني.

وبالتالي يجب أن يشعر كل فرد في الجنوب أن مسؤوليته لا تنتهي عند حدود التضامن أو الاحتفال، بل تمتد لتشمل الحماية اليومية للمنجز الوطني، والدفاع عن وحدة الصف، والتصدي لأي محاولات لتشويه النصر أو التقليل من رمزيته.

كما أنَّ المجتمعات التي لا تحمي انتصاراتها، تُفاجأ بفقدانها دون أن تشعر. وما يُبنى خلال سنوات من الكفاح، قد يُهدم في لحظات من التراخي أو الغفلة.

الشعب الجنوبي الذي استطاع أن يحقق انتصارًا تاريخيًا في الضالع وغيرها من المحافظات، يمتلك القوة والإرادة ذاتها للحفاظ على تلك الانتصارات، شرط أن يظل على درجة عالية من الاستعداد الذهني والوعي السياسي.

وتقع على عاتق القيادات المجتمعية والسياسية والعسكرية مسؤولية كبرى في بث هذا الوعي، وتفعيل أدوات التثقيف المجتمعي، وتنظيم المبادرات التي تربط المواطن بمنجزات التحرير على الأرض، كي لا يشعر المواطن بأن دوره انتهى عند توقف صوت الرصاص، بل يدرك أن دوره يبدأ فعليًا في مرحلة البناء والحماية والتطوير.

وتبرز هنا أهمية المبادرات المحلية، والرقابة الشعبية، والمشاركة المجتمعية في إدارة الشأن العام، بوصفها وسائل فعالة لتعزيز الشعور بالملكية العامة للمنجز الوطني، وجعل كل مواطن شريكًا في صيانته.

كما أن ارتباط النصر بالهوية الجنوبية يشكل عنصرًا أساسيًا في معادلة الوعي، فالمواطن الجنوبي الذي يرى في الضالع ورفاقها رموزًا لصموده، يدرك أن كل تراجع هو تهديد لهويته ووجوده، وأن الدفاع عن النصر هو دفاع عن نفسه، وعن مستقبله، وعن أطفاله.
 

تحل ذكرى تحرير محافظة الضالع، محملة بمعاني الصمود والعزة، وتجسد مرحلة فارقة في تاريخ الجنوب وتعبر عن وعي شعبي متجذّر بمفهوم الوطن والهوية.

لم تكن معركة تحرير الضالع مجرد مواجهة عسكرية عابرة في سياق الحرب، بل كانت محطة استراتيجية مفصلية ضمن مشروع وطني جنوبي شامل، يسعى لاستعادة دولة الجنوب كاملة السيادة من المهرة شرقا إلى باب المندب غربا.

وشكلت محافظة الضالع، عبر التاريخ، إحدى أهم قلاع المقاومة الجنوبية، وكانت في طليعة الجبهات التي تصدّت للغزو الحوثي في 2015.

ولم تكن تلك المعركة مجرد دفاع عن مدينة أو محافظة، بل دفاع عن الجنوب كله، عن مشروع وهوية ودولة وشعب قرر أن لا يعود إلى مربع التبعية أو القبول بالواقع المفروض.

شكل تحرير الضالع إلهامًا لبقية الجبهات في الجنوب، وأسهم في كسر شوكة الإرهاب الذي أراد إخضاع الجنوب مجددًا تحت سلطة المركز اليمني، متجاهلًا إرادة الجنوبيين وتضحياتهم في سبيل الحرية والسيادة.

وقدم أبناء الضالع نموذجًا بطوليًّا في الفداء والتضحية، وحفروا أسماءهم في سجل المجد الجنوبي بدمائهم الطاهرة.

وكان انتصار الضالع رسالة واضحة للعالم أن إرادة الشعب الجنوبي لا تُقهر، وأن الوطن لا يمكن ابتلاعه أو تركيعه مهما تآمرت قوى الشر.

استذكار هذه المناسبة لا يعني الوقوف عند محطة تاريخية فقط، بل هو تذكير مستمر بأن مشروع استعادة الدولة الجنوبية لا يزال قائمًا وماضيًا بثبات، وأن كل شبر تحرر من أرض الجنوب يقرّب هذا المشروع من التحقق.

فقد رسّخ تحرير الضالع معادلة جديدة في الوعي الجنوبي، وهي أن السيادة لا تُمنح بل تُنتزع، وأن بناء الدولة يبدأ من تحرير الأرض وترسيخ الهوية الوطنية الجامعة.

كما أن أهمية هذه المناسبة تتعاظم في ظل التحديات الراهنة التي يواجهها الجنوب، سواء على الصعيد الأمني أو السياسي أو التنموي، ما يتطلب من كل الجنوبيين استلهام روح الضالع والتكاتف والعمل المشترك من أجل تحقيق الهدف الأكبر وهو استعادة الدولة الجنوبية المستقلة بحدودها المعروفة قبل العام 1990.

ذكرى تحرير الضالع بالنسبة للجنوبيين ليست فقط حدثًا يتم الاحتفال به، بل تمثل عهدًا يتجدد بأن دماء الشهداء لن تذهب سدى، وأن الجنوب لن يعود خطوة واحدة إلى الوراء، بل سيمضي قُدمًا نحو بناء دولته الحرة، ذات السيادة، التي تضمن العدل والكرامة لكل أبنائها.
 

ففي الخامس والعشرين من مايو من كل عام، تحتفل الضالع ومعها عموم الجنوب بذكرى النصر التاريخي الذي تحقق في عام 2015م، حين تم دحر المليشيات الحوثية وقوات نظام صنعاء من محافظة الضالع، لتسجل بذلك أول انتصار ميداني في مسار التحرير الجنوبي، وتصبح الضالع رمزًا للمقاومة وصلابة الإرادة الجنوبية.

*معركة البقاء والكرامة


جسّدت الضالع في حرب 2015م درسًا عسكريًا ووطنيًا فريدًا، حيث واجه أبناؤها، بإمكانات متواضعة، ترسانة عسكرية ضخمة مدعومة من مراكز النفوذ في صنعاء، وتمكنوا من كسر شوكة الغزاة بعد معارك شرسة امتدت من الحُدي والوعرة إلى دار الحيد والعرشي والتضامن والصفراء. ملاحم ستظل محفورة في ذاكرة التاريخ الجنوبي، وتُروى للأجيال القادمة باعتبارها دروسًا في التضحية والثبات.


*الضالع.. أول النصر وأول الانطلاقة


لم يكن انتصار الضالع حدثًا عابرًا، بل شكل نقطة تحول مفصلية في مسار تحرير الجنوب. فقد كانت أول محافظة جنوبية تُطهر بالكامل من قوات الاحتلال اليمني، حيث اكتمل التحرير في 8 أغسطس 2015م، ليُهدى النصر للعروبة، باعتباره دفاعًا عن العمق العربي في وجه المشروع الإيراني العابر للحدود.


بعد سنوات من التحرير، عادت المليشيات الحوثية المدعومة إيرانيًا لمحاولة التوغل مجددًا في مطلع 2019م، مستغلة تحركات عسكرية من مأرب وشبوة لتخفيف الضغط عنها في الساحل الغربي. فجددت هجماتها على مريس والفاخر والمشاريح، في محاولة للسيطرة على مواقع استراتيجية تطل على مناطق شمال الضالع وتمثل امتدادًا جغرافيًا هامًا نحو الشعيب وعمق المحافظة.


لكن أبناء الضالع، ومعهم الأحرار من مريس وحجر والحواشب، تصدوا ببسالة للهجمات، واندلعت معارك طاحنة في جبهات باب غلق، حبيل العبدي، مرخزة، الجب، تباب عثمان، والقشاع، لتتحول الضالع مجددًا إلى جدار صد يتحطم عليه مشروع التوسع الحوثي شمالًا وجنوبًا.


اليوم، لا تزال الضالع تواجه ببأس وحدود مفتوحة على احتمال المواجهة في أي لحظة، لكنها تقف موحدة بدماء أبنائها وإرادتهم، صامدة في مريس والفاخر وحبيل العبدي وتورصة وسائر خطوط التماس، لتؤكد أن الضالع ستبقى عصيّة على الانكسار، وأنها كانت وما تزال صخرة تتحطم عليها أطماع الغزاة.


إن ذكرى انتصار الضالع ليست مجرد احتفال سنوي، بل تجديد لعهد الثورة الجنوبية وقيمها، وتأكيد على أن الجنوب ماضٍ بثقة نحو استعادة دولته وهويته، وأن الضالع ستظل دائمًا الشرارة الأولى، وعنوان الصمود.
 

انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1