كيف جسّدت الضالع في حرب 2015 درسًا عسكريًا ووطنيًا فريدًا؟

تعبيرية
تعبيرية

جسّدت الضالع في حرب 2015م درسًا عسكريًا ووطنيًا فريدًا، حيث واجه أبناؤها، بإمكانات متواضعة، ترسانة عسكرية ضخمة مدعومة من مراكز النفوذ في صنعاء، وتمكنوا من كسر شوكة الغزاة بعد معارك شرسة امتدت من الحُدي والوعرة إلى دار الحيد والعرشي والتضامن والصفراء. ملاحم ستظل محفورة في ذاكرة التاريخ الجنوبي، وتُروى للأجيال القادمة باعتبارها دروسًا في التضحية والثبات.
لم يكن انتصار الضالع حدثًا عابرًا، بل شكل نقطة تحول مفصلية في مسار تحرير الجنوب. فقد كانت أول محافظة جنوبية تُطهر بالكامل من قوات الاحتلال اليمني، حيث اكتمل التحرير في 8 أغسطس 2015م، ليُهدى النصر للعروبة، باعتباره دفاعًا عن العمق العربي في وجه المشروع الإيراني العابر للحدود.
بعد سنوات من التحرير، عادت المليشيات الحوثية المدعومة إيرانيًا لمحاولة التوغل مجددًا في مطلع 2019م، مستغلة تحركات عسكرية من مأرب وشبوة لتخفيف الضغط عنها في الساحل الغربي. فجددت هجماتها على مريس والفاخر والمشاريح، في محاولة للسيطرة على مواقع استراتيجية تطل على مناطق شمال الضالع وتمثل امتدادًا جغرافيًا هامًا نحو الشعيب وعمق المحافظة.
لكن أبناء الضالع، ومعهم الأحرار من مريس وحجر والحواشب، تصدوا ببسالة للهجمات، واندلعت معارك طاحنة في جبهات باب غلق، حبيل العبدي، مرخزة، الجب، تباب عثمان، والقشاع، لتتحول الضالع مجددًا إلى جدار صد يتحطم عليه مشروع التوسع الحوثي شمالًا وجنوبًا.
اليوم، لا تزال الضالع تواجه ببأس وحدود مفتوحة على احتمال المواجهة في أي لحظة، لكنها تقف موحدة بدماء أبنائها وإرادتهم، صامدة في مريس والفاخر وحبيل العبدي وتورصة وسائر خطوط التماس، لتؤكد أن الضالع ستبقى عصيّة على الانكسار، وأنها كانت وما تزال صخرة تتحطم عليها أطماع الغزاة.


إن ذكرى انتصار الضالع ليست مجرد احتفال سنوي، بل تجديد لعهد الثورة الجنوبية وقيمها، وتأكيد على أن الجنوب ماضٍ بثقة نحو استعادة دولته وهويته، وأن الضالع ستظل دائمًا الشرارة الأولى، وعنوان الصمود.
#الذكرى_العاشره_لتحرير_الضالع.. مع حلول الذكرى السنوية لتحرير محافظة الضالع، تتجدد معاني الفخر والعزة في الوجدان الجنوبي، ويستحضر الشعب محطات النضال التي شكّلت ملامح مشروع التحرير والاستقلال.

تمثل هذه المناسبة ليس فقط حدثًا عسكريًّا خُطّت سطوره بالدم والبطولة، بل محطة متجددة لإعادة التأكيد على الالتفاف الشعبي الواسع خلف المجلس الانتقالي الجنوبي، بقيادة  اللواء القائد عيدروس قاسم الزبيدي، باعتباره الممثل السياسي والوطني للقضية الجنوبية التحررية.

الضالع التي كانت وما زالت خط الدفاع الأول عن هوية الجنوب، لم تكن مجرد جبهة مواجهة عسكرية، بل

 شكلت نموذجًا حيًّا لتلاحم القيادة والشعب، وتجسيدًا عمليًّا للإرادة الجنوبية التي رفضت الخضوع لأي وصاية قادمة من خارج حدودها التاريخية.

وفي سياق استعادة الدولة الجنوبية، فإنَّ تحرير الضالع مثّل خطوة محورية نحو تثبيت مشروع التحرير الشامل الذي يتبناه المجلس الانتقالي الجنوبي، ويدافع عنه سياسيًّا وعسكريًّا في كل الساحات.

خلال السنوات التي تلت تحرير الضالع، تعزز حضور المجلس الانتقالي الجنوبي في الوعي الشعبي، ليس فقط بصفته جهة تنظيمية أو سياسية، بل كحامل حقيقي للقضية الجنوبية، وقائد فعلي لنضالها التحرري.

وتجلى هذا الحضور من خلال النجاحات الميدانية التي تحققت في مختلف المحافظات، سواء عبر الانتصارات العسكرية ضد القوى المعادية أو من خلال تثبيت الأمن وتفعيل مؤسسات الدولة في محافظات الجنوب.

تطورات المشهد السياسي الإقليمي والدولي أثبتت أنَّ المجلس الانتقالي الجنوبي، بقيادة الرئيس الزُبيدي، بات رقمًا صعبًا لا يمكن تجاوزه في أي تسوية قادمة، بفضل ما يمتلكه من شرعية شعبية واسعة، وقاعدة جماهيرية أثبتت حضورها في كل الميادين، من ساحات القتال إلى المليونيات الجماهيرية في عدن، وحضرموت، وشبوة، وأبين، والضالع، ولحج، وسقطرى.

ومع حلول ذكرى تحرير الضالع، يمكن رصد تجدد الثقة الشعبية في المجلس الانتقالي الجنوبي عبر عدد من المؤشرات الواضحة، أولها التفاف المواطنين حول المجلس كمظلة وطنية جامعة تعبّر عن تطلعاتهم وتدافع عن قضيتهم.

يُضاف إلى ذلك تزايد حجم التنسيق المجتمعي مع القيادة الجنوبية سواء عبر النخب أو المكونات المدنية والشبابية، بجانب التصدي الشعبي الواسع لأي محاولات تستهدف تشويه دور المجلس أو النيل من رمزيته الوطنية.

هذا الواقع يُجسد حقيقة أن المجلس الانتقالي، يمثل ثمرة لمسيرة نضالية طويلة، قادتها إرادة جنوبية واعية ومدركة لحقوقها وأهدافها.

وتمكَّن المجلس من ترجمة تلك الإرادة إلى واقع ملموس، من خلال إدارة ملف التفاوض السياسي، والانخراط في المشهد الإقليمي والدولي من موقع الشراكة والمسؤولية، دون التفريط بثوابت المشروع الوطني الجنوبي.

ويشهد التاريخ الجنوبي للواء عيدروس الزُبيدي قدرة قيادية عالية في إدارة التوازنات السياسية والعسكرية، وتعزيز الخطاب الوطني داخل الجنوب، مع الحفاظ على وضوح الرؤية تجاه الهدف الأسمى، وهو استعادة الدولة الجنوبية المستقلة كاملة السيادة، وقد كان ذلك جليًا في كافة مواقفه، التي جمعت بين الثبات في الحقوق والمرونة في التكتيك.

مناسبة تحرير الضالع تكتسب بُعدًا يتجاوز الاحتفاء بالنصر، إلى تجديد العهد الشعبي مع قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي، والمضي نحو تحقيق الحلم الذي ناضلت من أجله أجيال متعاقبة.

ففي كل ذكرى، يُجدّد أبناء الجنوب رسالتهم الواضحة أنه لا بديل عن الدولة الجنوبية، ولا قائد لهذا المشروع إلا من كان في مقدمة الصفوف يوم كانت البنادق وحدها تصنع القرار.
 

انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1