في ذكرى فك الارتباط.. كيف بات جنوب اليمن يمتلك قوات مسلحة وأمنية جنوبية موحدة تحمي المكتسبات؟
#الذكرى_31_لفك_الارتباط.. المجلس الانتقالي يشكّل حاليًّا مظلة سياسية حقيقية تعبّر عن صوت الشعب في الجنوب، وتقود مسيرة النضال السلمي والدبلوماسي لاستعادة الدولة.
كما بات الجنوب يمتلك اليوم قوات مسلحة وأمنية جنوبية موحدة، تفرض سيطرتها على الأرض وتحمي المكتسبات.
لكن التحديات لم تنتهِ، فهناك محاولات مستمرة لإعادة فرض مشاريع الهيمنة اليمنية، سواء عبر الحروب غير المباشرة، أو عبر استغلال الظروف الاقتصادية، أو عبر اختراقات إعلامية وسياسية تهدف إلى تقويض وحدة الصف الجنوبي.
وأمام هذا المسار والنضال، فإنَّ معركة استعادة الدولة ليست فقط في ميادين القتال أو المنصات السياسية، بل في العقول والوعي الوطني.
ذكرى فك الارتباط تمثل مناسبة سنوية لإعادة شحن الذاكرة الجنوبية، وتعزيز الهوية، وتحصين المجتمع ضد حملات التشكيك، والارتقاء بالموقف السياسي إلى مستوى التحدي.
وبين 21 مايو 1994 و21 مايو 2025، أكثر من 3 عقود من النضال الصلب، والوعي المتراكم، والانتصارات المتوالية.
فما كان حلمًا أمس، بات اليوم مشروعًا ناضجًا على وشك التحقق. وعلى كل جنوبي حرّ أن يُدرك أن المعركة اليوم هي معركة الصبر والصمود والوحدة خلف القيادة السياسية، حتى يُرفرف علم الجنوب مجددًا فوق مؤسسات دولة مستقلة، عادلة، حديثة، على حدود ما قبل الوحدة المشؤومة.
#الذكرى_31_لفك_الارتباط.. في الذكرى الـ31 لإعلان فك الارتباط في 21 مايو 1994، تتجدّد بين الجنوبيين مشاعر العزة والفخر ممزوجة بالكبرياء السياسي، وسط قناعات شعبية راسخة بأن مشروع الوحدة قد مات فعليًا، وأن استعادة دولة الجنوب باتت ضرورة سياسية وحقًا تاريخيًا لا يمكن التراجع عنه أو المساومة فيه.
هذه المناسبة ليست مجرد ذكرى، بل محطة نضالية متجددة تدفع نحو إعادة إنتاج الوعي الوطني الجنوبي بما ينسجم مع متطلبات المرحلة الجديدة، وعلى وجه الخصوص مع المشروع الجنوبي المستقبلي المتمثل في بناء دولة جنوبية فيدرالية كاملة السيادة على حدود ما قبل 22 مايو 1990، وهي حدود دولة كانت عضوًا في الأمم المتحدة والجامعة العربية ومنظمة عدم الانحياز.
ولقد دفع الجنوب ثمنًا باهظًا منذ حرب صيف 1994؛ إذ تعرض شعبه لسلسلة من الجرائم والانتهاكات من قبل نظام صنعاء، تمثلت في الاجتثاث، التهميش، مصادرة الحقوق، ونهب الموارد.
هذه الجرائم الموثقة تُعدّ دافعًا رئيسيًا لتمسك الجنوبيين بمطلب الاستقلال واستعادة دولتهم، باعتبار هذا المسار هو خيار جنوبي لا تنازل ولا تراجع عنه بأي حال من الأحوال.
ورغم كل التضحيات، استطاع الجنوب أن يُعيد ترتيب أوراقه السياسية والميدانية عبر نضال شعبي مستمر، بلغ ذروته بظهور المجلس الانتقالي الجنوبي كحامل سياسي لقضية الجنوب، وصوت واضح للمشروع الوطني الجنوبي في مختلف المحافل الإقليمية والدولية.
غير أن نجاح المشروع الجنوبي في مرحلته القادمة يتطلب ما هو أبعد من الحراك الميداني والسياسي، إنه يحتاج إلى ثورة وعي داخل النخب الجنوبية في المجالات السياسية والإعلامية والفكرية والأكاديمية، لتعيد تعريف الدولة الجنوبية المنشودة على أسس معاصرة.
ويقع على عاتق نخب الجنوب مسؤولية تاريخية تتمثل في تأطير الحلم الجنوبي بلغة العصر، مع العمل على تقديم نموذج متقدم لدولة قادمة تقوم على العدالة، الشراكة، واللامركزية الفيدرالية، ودولة تحترم المواطنة، تنبذ المركزية المدمّرة، وتعيد توزيع السلطة والثروة بما يكفل التنمية والكرامة والهوية لكل مناطق الجنوب.
وتتطلب المرحلة نخبًا لا تكتفي بالتحليل أو اجترار الماضي، بل تتحول إلى قوة تعبئة وتنوير وتحشيد، تُفعّل وسائل الإعلام، تُنشئ منصات توعوية، تنخرط في الميدان، وتخلق حالة من الاصطفاف الجماهيري خلف خيار الاستقلال الكامل وبناء الدولة الحديثة.
فقد أثبتت تجارب الشعوب أن معركة التحرر تبدأ من الوعي، وأن الرأي العام حين يتوحد خلف هدف واضح، يصنع المعجزات.
وبالتالي فإن استنهاض الشارع الجنوبي لا يكون بالشعارات فقط، بل بإنتاج خطاب وطني جامع، يستند إلى وثائق، رموز، سرديات تاريخية، وحلول واقعية قابلة للتطبيق في إطار دولة فيدرالية عادلة لكل أبنائها.
انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1
