كيف جاء إعلان فك الارتباط ليعلن انهيار الوحدة المشؤومة بعد أن أُغرقت بدماء الجنوبيين في حرب صيف 1994؟
#الذكرى_31_لفك_الارتباط.. جاء إعلان فك الارتباط ليعلن انهيار الوحدة المشؤومة بعد أن أُغرقت بدماء الجنوبيين في حرب صيف 1994، التي شنّها نظام صنعاء على الجنوب بغرض السيطرة بالقوة العسكرية على الأرض والثروة والقرار.
ثلاثة عقود مرّت أكدت أن ما حدث عام 1990 لم يكن وحدة، بل ضمًا قسريًا وهيمنة شمالية على الجنوب، تكرّست بعد حرب 1994 من خلال مشاريع التمكين والإقصاء والتجريف الممنهج لهوية الجنوب ومؤسساته ومواطنيه.
فمنذ نهاية الحرب، تعرّض الجنوب لسلسلة من الجرائم والانتهاكات التي لا تسقط بالتقادم، شملت تسريحًا جماعيًا لعشرات الآلاف من العسكريين والمدنيين، ونهبًا منظمًا للثروات.
يضاف إلى ذلك جرائم مثل تهميش المؤسسات الجنوبية، وإحداث تغيير ديمغرافي، واستباحة للأرض والإنسان من قبل مراكز النفوذ القبلية والعسكرية في صنعاء.
ووصلت الممارسات إلى حدّ الفتاوى التكفيرية ضد الجنوبيين، وإباحة دمائهم، والتعامل معهم كغنائم حرب، ما أكَّد أن تلك الوحدة المشؤومة أداة قمع وكارثة سياسية واجتماعية وثقافية.
في ذكرى إعلان فك الارتباط، يبدو الجنوب اليوم أكثر تنظيمًا واستعدادًا لإكمال مشروع التحرير واستعادة الدولة.
فالتطورات الميدانية منذ 2015، وتحديدًا بعد دحر المليشيات الحوثية الإرهابية من العاصمة عدن وباقي محافظات الجنوب، أثبتت أن الجنوبيين قادرون على حماية أرضهم وصناعة مستقبلهم، رغم المؤامرات المشبوهة التي تثيرها القوى المعادية.
أما على المستوى السياسي، فقد شكّل تأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس القائد عيدروس الزبيدي، تحولًا مفصليًا، إذ بات المجلس الحامل السياسي لقضية شعب الجنوب، والواجهة التفاوضية التي تنقل صوت الشعب إلى الإقليم والعالم، وتعمل على بناء مؤسسات الدولة المنتظرة من قلب الجنوب، وليس من هوامشه.
ومع ازدياد الانخراط الإقليمي والدولي في تسوية شاملة للأزمة في البلاد، يبرز الصوت الجنوبي بوصفه عاملًا حاسمًا لا يمكن تجاوزه، وصاحب مشروع مختلف ومتماسك يستند إلى إرث دولة وهوية وشعب موحد خلف قضيته.
كما ذكرى إعلان فك الارتباط لم تكن مجرد ذكرى رمزية، بل هي تاريخ مفصلي في مسار كفاح الجنوب، بل هي تذكير بأن الكرامة لا تُشترى، وأن الشعوب التي تملك الوعي والإرادة لا يمكن كسرها، مهما طال الزمن.
الحقيقة الواضحة الآن مفادها أنَّ الجنوب العربي اليوم لم يعد ذلك الجنوب الجريح الذي خرج من حرب 1994 محمّلًا بالخراب والإقصاء، بل أصبح قوة سياسية وعسكرية واقتصادية صاعدة، تطالب بحقها المشروع في تقرير المصير، وفقًا لما يكفله القانون الدولي، ووفقًا لما يفرضه الواقع الجديد على الأرض.
#الذكرى_31_لفك_الارتباط.. تحل اليوم الذكرى الحادية والثلاثون لفك الارتباط، وهي محطة تاريخية فارقة تؤكد مدى صلابة وإصرار شعب الجنوب على المضي قدمًا نحو استعادة دولته المستقلة كاملة السيادة. فقد أنجز شعبنا خلال هذه العقود الثلاثة الكثير، وسجل خطوات جبّارة وفارقة على طريق التحرير الكامل والاستقلال الناجز، قادها المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة اللواء عيدروس قاسم الزبيدي، الذي برهن على قدرته وجدارته في توجيه وقيادة دفة النضال الجنوبي بثقة واقتدار.
لقد تغيّر الواقع الجنوبي بشكل جذري، حيث بات للجنوب قوة دفاعية وأمنية ضاربة، مدربة ومجهزة بأعلى درجات الجاهزية والانضباط، تدرك تمامًا حجم التحديات التي تمثلها مليشيات الاحتلال الحوثية والإخوانية الارهابية. هذه القوة البطلة تمثل اليوم صمام أمان حقيقي، وضمانة بأن عجلة التاريخ لن تعود إلى الوراء، وأن الجنوب يمضي بثبات نحو تحقيق هدفه المصيري: الاستقلال واستعادة دولته كاملة السيادة.
ومع اقتراب شعب الجنوب من تحقيق تطلعاته الوطنية المشروعة، تزداد وتيرة المؤامرات من قوى الاحتلال التي لم يتبق لها سوى سلاح قديم يتجدد كل مرة بلبوس جديد: محاولات شق الصف الجنوبي، إثارة النعرات المناطقية، نشر الفوضى، وتأليب الغضب الشعبي ضد المجلس الانتقالي. لكنها محاولات بائسة، تعكس إفلاس هذه القوى والمليشيات وعجزها عن إيقاف مسيرة التحرير التي يمضي فيها شعب الجنوب بإرادة لا تلين.
وفي هذا السياق، تبرز أهمية تعزيز التلاحم الوطني الجنوبي أكثر من أي وقت مضى، وتحصين الصفوف الجنوبية بوحدة الموقف وتماسك الجبهة الداخلية، لمواجهة هذه المخططات التخريبية بحكمة ووعي ويقظة. فالعلاقة الوثيقة بين الشعب وقيادته مجلسه الانتقالي، تمثل اليوم أحد أهم ركائز النصر وعوامل الصمود، في معركة متعددة الجبهات يخوضها الجنوب سياسيًا وعسكريًا واقتصاديًا ودبلوماسيًا، محققًا انتصارات واضحة للعيان.
إن فك الارتباط لم يعد شعارًا أو مطلبًا بل أصبح حقيقة راسخة ومتجسدة على الارض، واستعادة دولة الجنوب هدفًا وطنيًا لا رجعة عنه، ولن تقف أمامه مؤامرات ولا عراقيل. الجنوب اليوم أقرب من أي وقت مضى إلى فجر الحرية والسيادة والاستقلال الناجز.
انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1
