إعلان إصابة بايدن بالسرطان يشعل موجة تعاطف وتساؤلات سياسية ونظريات مؤامرة في أمريكا
في تقرير نشرته صحيفة واشنطن بوست، كشفت الصحيفة أن إعلان إصابة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن بسرطان البروستاتا أثار ردود فعل متباينة داخل الأوساط السياسية والشعبية، بين من أبدى تعاطفه وتمنياته بالشفاء، ومن طرح تساؤلات وشكوكًا غذت نظريات مؤامرة جديدة.
وأكد التقرير أن هذا التباين يعكس حدة الاستقطاب السياسي الذي يطغى على المشهد في واشنطن، خاصة في ظل سعي بايدن السابق نحو ولاية رئاسية ثانية.
وعادة ما تُقابل أخبار إصابة القادة بأمراض خطيرة بتعاطف واسع وتجاوز مؤقت للخلافات السياسية، وهو ما حدث نسبيًا في حالة بايدن.
إذ بادر خصمه دونالد ترامب، الذي عرف بانتقاداته اللاذعة لبايدن، إلى التعبير عن حزنه قائلًا إن الخبر "محزن للغاية"، متمنيًا له الشفاء العاجل، لكنه لم يفوّت الفرصة لطرح علامات استفهام حول سبب تأخر اكتشاف المرض.
وقال ترامب، خلال حديث له في البيت الأبيض مساء الإثنين: "الفحص الطبي الذي يتم في البيت الأبيض أو مستشفى والتر ريد هو شامل ودقيق للغاية... أنا نفسي أجريت فحصًا بدنيًا كاملًا يتضمن اختبارات معرفية أيضًا".
ثم أشار، بشكل غير دقيق، إلى أن بايدن مصاب بـ "المرحلة التاسعة" من السرطان، في ما يبدو أنه خلط مع تصنيف "جليسون 9" الذي يشير إلى شكل عدواني من المرض.
ولم يتوقف ترامب عند ذلك، بل شكك أيضًا في القدرات المعرفية لبايدن، مشيرًا إلى أن الطبيب الذي أكد سلامته الذهنية سابقًا هو ذاته من أشرف على الفحوص الحالية، مضيفًا: "إذا كان هو نفس الطبيب، فهذا يثير القلق... قال إنه بخير، واتضح أن الأمر أخطر بكثير".
من جانبه، انتقد النائب الجمهوري عن ولاية تكساس، روني جاكسون، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ما اعتبره محاولة للتستر على حالة بايدن الصحية، مشيرًا إلى أن الطاقم الطبي كان، حسب تعبيره، "أكثر اهتمامًا بالتغطية السياسية من تقديم رعاية طبية على أعلى مستوى".
في المجمل، يبدو أن قضية إصابة بايدن، بدلًا من أن تكون لحظة إجماع وطني، قد تحولت إلى ساحة جديدة للجدل السياسي في بلد يعاني من استقطاب متزايد حتى في أكثر اللحظات إنسانية.
