زيارة الرئيس الأمريكي إلى السعودية حدث تاريخي عالمي بكل المقاييس (تحليل)
طغت زيارة الرئيس الأمريكي ترامب إلى السعودية على كل الأحداث، وخطفت الأضواء الإعلامية العالمية وتفاعلت معها كل الاوساط السياسية والاجتماعيه والاقتصادية، وهدات معها كل الجبهات المشتعلة تقريبا شرقا وغربا...حتى الحوثيون خيم عليهم الهدوء التام.
اختيار ترامب لأن تكون وجهته الخارجية الأولى في ولايته الرئاسية الثانية السعودية، لم يكن صدفة، بل يحمل دلالات تتجاوز رمزية التحالف التاريخي التقليدي بين الرياض وواشنطن وإيذان بشرق اوسط جديد يضع المملكة اللاعب رقم 1، ناهيك عن دورها المحوري وثقلها العالمي في ملفات كبرى تتراوح بين الطاقة والأمن، إلى التكنولوجيا والتسويات الدولية.
توطيد للعلاقات الأمريكية السعودية
وببدو أن الرئيس ترامب لا يسعى فقط لاصلاح ما أفسده سلفه بايدن، بل يعمل على توطيد مباشر للعلاقة المميزة والقوية مع المملكة مبنية على الثقة المتبادلة والشراكة الاستراتيجية.
من ناحية أخرى فإن التحولات الداخلية التي شهدتها السعودية خلال حقبة الملك سلمان وولي عهده الامير محمد قد جعلت من المملكة قوة صاعدة عالميا، وليس فقط لاعبا إقليميا مهما.
وبالإضافة إلى ما يمكن أن تسفر عنه هذه القمة التاريخية بين الولايات المتحدة والمملكة...ستنعقد قمة امريكية خليجية، وسيزور الرئيس ترامب كذلك كلا من الإمارات وقطر.
وسيكون الملف النووي الايراني والصراع في الشرق الأوسط والتطبيع والتحول الاقتصادي والتكنولوجي وبشكل ثانوي عابر الصراع في اليمن والسودان.
توازنات كبرى في منطقة الشرق الأوسط
وإذا كان العالم اليوم يعيد تعريف توازناته الكبرى، فإن ما يحدث في الرياض ليس مجرد زيارة برتوكولية، بل لحظة مفصلية تؤرخ لبداية مرحلة جديدة من العلاقات السعودية الأميركية، مرحلة عنوانها "الشراكة على قدم المساواة"، وقوامها: الثقة، المصالح، والاستقرار المشترك.
في هذا المشهد، لا مكان لمن يقف في المنتصف. فالشرق الأوسط يتغير، وترامب اختار أن يواكب التغيير من بوابة الرياض.
ويجب الإشارة في ختام هذه المقالة القصيرة إلى الدور البارز للامير محمد بن سلمان ورؤاه حاضرا ومستقبلا.
