مخاوف باكستانية من فيضانات مفاجئة بعد فتح بوابات سد سالال الهندي على نهر تشيناب

فتحت السلطات الهندية اليوم الجمعة، 9 مايو 2025، بوابات سد سالال على نهر تشيناب في منطقة رياسي بجامو وكشمير، نتيجة للأمطار الغزيرة المستمرة في المنطقة، وقد أثار هذا الإجراء مخاوف كبيرة لدى باكستان من إمكانية حدوث فيضانات مفاجئة في المناطق الواقعة على مجرى النهر.
يُذكر أن الهند كانت قد أطلقت كميات كبيرة من المياه بشكل مفاجئ خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي من سدي باغليهار وسالال، مما أدى إلى تدفق غير مسبوق لمياه نهر تشيناب.
ورغم أن تفريغ السدود من المياه يُعد إجراءً روتينيًا سنويًا لتنظيفها من الطمي والرواسب، إلا أن توقيت هذه العملية في هذا الوقت من العام، بعيدًا عن موسم الأمطار الموسمية في أغسطس، أثار استغراب العديد من الخبراء.
من الجدير بالذكر أن سدي باغليهار وسالال تم تصميمهما كمشاريع "تدفق نهري"، مما يمنح الهند القدرة على التحكم في توقيت إطلاق المياه.
وقد سبق أن شهد بناء هذه السدود اعتراضات باكستانية قوية، مما دفع إسلام آباد إلى اللجوء للبنك الدولي، الذي انتهى بدوره إلى موافقة الهند على تخفيض ارتفاع السد إلى 143 مترًا بدلًا من 144.5 مترًا كما كان مخططًا له، مما قلل من سعته التخزينية بنسبة 13.5%.
وعلى الرغم من أن هذه السدود لا تستطيع منع تدفق المياه إلى باكستان بشكل دائم، إلا أنها تمنح الهند قدرة على التحكم في توقيت إطلاقات المياه.
وتأتي هذه التحركات في وقت ينخفض فيه الطلب على المياه بسبب موسم حصاد "الربيع"، بينما يتوقع أن يرتفع الطلب بشكل كبير مع اقتراب موسم زراعة الأرز في الشهرين القادمين.
يُضاف إلى ذلك أن هذا التصعيد المائي يأتي في وقت حساس بعد قرار الهند تعليق العمل بمعاهدة مياه السند التاريخية الموقعة بين البلدين في عام 1960، وذلك عقب الهجوم الإرهابي في باهالجام.
وتنظم هذه المعاهدة، التي استمرت لأكثر من ستة عقود، تقاسم مياه نهر السند وروافده بين الهند وباكستان.
وفي الوقت الذي يحذر فيه الخبراء من أن هذه التطورات قد تؤجج التوترات بين البلدين، خاصة في ظل العلاقات المتوترة أصلًا بينهما بسبب ملف كشمير والخلافات الحدودية الأخرى، تبقى احتمالات التصعيد المائي مصدر قلق مستمر للمنطقة.