لهم علاقات تاريخية مع مصر وانتشرت بالعالم.. أسرار عن طائفة البهرة

استقبل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي اليوم الإثنين، السلطان الدكتور مفضل سيف الدين، سلطان طائفة البهرة بالهند، وأنجاله الأمير جعفر الصادق عماد الدين، والأمير طه نجم الدين، والأمير حسين برهان الدين، وذلك بحضور مفضل محمد، ممثل السلطان بالقاهرة.

وأوضحت الرئاسة المصرية، أن السيسي استهلّ اللقاء بالترحيب بالسلطان مفضل سيف الدين، الذي يحل ضيفًا عزيزًا على مصر، مشيدًا بعمق العلاقات التاريخية التي تجمع مصر بطائفة البهرة، كما أثنى على الجهود المقدّرة التي تضطلع بها الطائفة في ترميم وتجديد مقامات آل البيت وعدد من المساجد المصرية التاريخية، وهي جهود تتكامل مع مساعي الدولة المصرية في تحقيق التنمية وتطوير القاهرة التاريخية.

وأشاد السيسي كذلك بالمشروعات التنموية والخيرية التي تقوم بها الطائفة في مصر، بالمشاركة مع صندوق "تحيا مصر".

وأوضحت الرئاسة المصرية، أن السلطان مفضل أعرب من جانبه عن بالغ امتنانه لحفاوة الاستقبال التي يحظى بها خلال زياراته إلى مصر، مؤكّدًا تقديره الخاص للرئيس، الذي يحرص دومًا على استقباله، مثنيًا على ما تشهده مصر من جهود تنموية متواصلة ونهضة شاملة في مختلف المجالات، بالتوازي مع ترسيخ مبادئ المواطنة والتسامح.

وأضافت أن السلطان مفضل ثمّن الدور القيادي الذي تضطلع به مصر في المنطقة لتعزيز السلام والأمن والاستقرار، منوهًا بمساعيها الحثيثة لتهدئة الأوضاع في دول المنطقة، وعلى رأسها جهودها في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.

من هم البهرة؟

البهرة الداودية.. قسم من طائفة البهرة التابعة للإسماعيليين، ويرجع تراثهم إلى الأئمة الفاطميين، باعتبارهم أحفاد النبي محمد صلى الله عليه وسلم مباشرة في مصر. 

وخلال القرنين العاشر والثاني عشر، حكموا أجزاء كبيرة من العالم الإسلامي تمتد من شمال إفريقيا في الغرب إلى باكستان في الشرق، وعرفت بالبهرة الداودية نسبة إلى داود برهان الدين بن قطب شاه، الذي انتخبه أتباع الطائفة داعية مطلقا لهم.

وتعني كلمة "البهرة" التاجر، وهي مشتقة من عبارة "بوه راه"، أي "الطريق السوي"، وكذلك "بهو راه" وهي الطرق الكثيرة، ويتبع الداووديون البهرة المذهب الشيعي الفاطمي الإسماعيلي الطيبي. وتقوم عقيدتهم على الإيمان بأهل البيت.

والبهرة هم المسلمون الشيعة الإسماعيليون من الطائفة المستعلية، الذي يعيشون في غرب الهند، حسب موسوعة "بريتانيكا"، والتي كشفت أن تلك الطائفة التي نشأت في مصر ثم نقلت مركزها الديني فيما بعد إلى اليمن، اكتسبت موطئ قدم في الهند من خلال المبشرين في القرن الحادي عشر، وبعد عام 1539، وهو الوقت الذي نمت فيه الجالية الهندية بشكل كبير، تم نقل مقر الطائفة من اليمن إلى سيدبور في الهند.

فيما يقدر باحثون أعداد البهرة الداودية بنحو 300 ألف نسمة، منهم 200 ألف في الهند والبقية منتشرون حول العالم، إلا أن قاموس الإسلام الصادر عام 2003 كشف أن أعدادهم تبلغ نحو مليون نسمة، وأنهم يتوزعون بين الهند وباكستان والشرق الأوسط وشرق إفريقيا.

ويتواجد البهرة حاليا في الهند واليمن ومصر وسوريا والعراق وبعض دول الخليج كالكويت والبحرين، ولهم نشاط تجاري في أسواق الذهب بالإمارات العربية المتحدة، بالإضافة لبعض الدول الإفريقية مثل مدغشقر وكينيا وأوغندا وتنزانيا.