بلينكن: بايدن كان مسؤولا بشكل كامل عن قرارات الإدارة الأمريكية السابقة
قال وزير الخارجية الأمريكى السابق أنتونى بلينكن فى مقابلة الأربعاء، إن أكثر ما "يؤرقه طويلًا" بشأن فترته فى الخارجية الأمريكية بعهد الرئيس السابق جو بايدن، هو "المعاناة الإنسانية المروعة على الجانبين فى الشرق الأوسط وغزة"، ودافع عن بايدن فى وجه اتهامات بالتغطية على تدهور صحته العقلية، مشددًا على أنه كان مسؤولًا عن كل السياسات والقرارات التى اتخذت فى عهده.
وأجرت منصة The Bulwark التى أسسها جمهوريون سابقون ومعلقون وسياسيون محافظون باتوا يميلون للحزب الديمقراطي، مقابلة مع بلينكن الأربعاء، تناولت تعليقه على حرب الرسوم الجمركية التى شنها الرئيس دونالد ترمب، والتغييرات اللاحقة فى وزارة الخارجية بعهد خليفته ماركو روبيو، والحرب فى أوكرانيا، وما إذا كانت هناك عملية للتغطية على تدهور الصحة العقلية لبايدن للسماح له بالترشح لفترة ثانية، قبل أن ينسحب فى يوليو 2024.
وجاء تعليق بلينكن بشأن غزة، ردًا على سؤال بشأن ما كان ليقوم به بشكل مختلف خلال ولايته، وقال بلينكن: "الشيء الذى سيبقى يؤرقنى لفترة طويلة هو، من دون شك، الشرق الأوسط وغزة، والمعاناة الإنسانية المروّعة التى شهدناها على كافة الأطراف".
واعتبر أنه "كان من الممكن أن نصل إلى وضع أفضل بشكل أسرع مما فعلنا، رغم أننا فى النهاية وصلنا إلى هذا الوضع عند مغادرتنا للمنصب"، فى إشارة إلى الهدنة التى دخلت حيز التنفيذ فى 19 يناير، قبل ساعات من مغادرة بايدن للسلطة فى 20 يناير، وانهارت فى 18 مارس، باستئناف إسرائيل لغاراتها العنيفة على القطاع.
وخلال إدارة بايدن، قدَّم ثلاثة عشر مسؤولًا على الأقل، استقالاتهم، بما فى ذلك من وزارة الخارجية والبيت الأبيض والجيش احتجاجًا على الدور الأمريكى فى دعم إسرائيل، وقال مسؤولون إن بايدن وبلينكن لم يضعا خطوطًا حمراء لإسرائيل، وأن الرسالة التى تلقاها رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو من واشنطن، هى أنه "كان فى مقعد السائق، وكان يتحكم فى مسار الأمور، وكان الدعم الأميركى موجودًا، وأنه كان بإمكانه اعتبار ذلك أمرًا مفروغًا منه".
وبشان حرب أوكرانيا، اعتبر بلينكن أن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين "حصل على هدية الكريسماس مبكرًا"، بحصوله على "كل ما يريد، ومجانًا"، فى حربه بأوكرانيا، مشيرًا إلى "تنازلات" قدمتها إدارة ترمب للرئيس الروسي.
وقال بلينكن: "روسيا شنت عدوانًا مروعًا ضد أوكرانيا والنظام العالمى الذى وضعناه ودافعنا عنه، وتتم تبرئته (بوتين) من هذا الآن، وبتنا نتحدث بشكل مباشر وأحادى عن منحه الأراضى التى سيطر عليها، والاعتراف بسيطرة روسيا على القرم، ورفع العقوبات عن خط غاز نوردستريم 2 الذى نجحنا فى إقناع الألمان بوقفه، ونحن نتحدث الآن عن إعادة بناء الاعتماد الأوروبى على روسيا، ومنع أوكرانيا من الانضمام لحلف شمال الأطلسى (الناتو)".
وأضاف: "نحن بشكل ما نعاقب الضحية ونكافئ المعتدي".
ودافع بلينكن عن إدارته وبايدن لملف مساعدات أوكرانيا، وقال: "حاولنا منح الأوكرانيين ما يحتاجونه لصد العدوان الروسي، وحتى قبل الغزو، فى سبتمبر وديسمبر 2021، حين كنا نحاول بناء تحالف للدفاع عن أوكرانيا، وتقوية الناتو، ومعاقبة روسيا إذا غزت أوكرانيا".
وعما إذ كانت الإدارة الأميركية أخفت تدهور صحة بايدن العقلية، دافع بلينكن عن الرئيس السابق، وقال إن كل السياسات التى اتخذت فى عهده كانت بقرار منه، رافضًا مزاعم عن أنه لم يكن منخرطًا فى صنع القرار، إذ يصفه الرئيس الحالى دونالد ترمب عادة بـ "جو النائم"، ودائمًا ما يكرر أنه "لم يكن يدرى ماذا يفعل".
وألقى بلينكن اللوم على فشل الإدارة فى إيصال مجهوداتها إلى الشعب الأمريكي، و"ربط ما كان يحدث من أمور جيدة حولنا، بما كنا نفعله".
وتابع: "كل قرار اتخذناه، وكل تقييم أصدرناه، وكل سياسة اتبعناها، كانت قراراته هو، لم تكن قرارات شخص آخر، لم أكن أنا، ولم يكن أى من المستشارين الآخرين. كل ما قمنا به كان ناتجًا عن قرار اتخذه هو، وكان قرارًا مبنيًا على نقاش، وعلى جدل، وعلى حوار عميق، وقد كان منخرطًا فيه بالكامل".
وأضاف: "يمكنك أن تقول لا تعجبنى نتائج تلك السياسات، وهذا مقبول، لكن لا يمكنك أن تقول إنه (بايدن) لم يكن هو الشخص المسؤول عنها، أو أنه لم يتخذ تلك القرارات بنفسه، أو أنه لم يصدر تلك الأحكام، أو لم يتحمّل نتائجها".
