رغم الحرب الشيطانية التي شنتها قوى الاحتلال.. كيف عمل الزُبيدي على تحقيق أهداف جنوب اليمن؟
الحرب الشيطانية التي شنتها قوى الاحتلال لم تستطع إضعاف الجنوب كما جرى التخطيط لها، ورغم الكلفة القاسية التي تعرض لها الجنوب على كل المستويات إلا أنه استطاع أن ينهض سريعًا من تلك الحرب المؤلمة.
عوامل عدة وأسباب كثيرة قادت إلى تمكُّن الجنوب العربي من الخروج بشكل أقوى من تلك الحرب الظالمة، لعل أكثر أهمية أن الجنوب تعرض للاستهداف المشبوه عملًا على طمس هويته وإقصاء أبنائه.
لكن على عكس ما خططت له قوى الاحتلال في حربها المسعورة، إلا أن الجنوبي أظهر مزيدًا من التمسك بهويته الوطنية، وصنع حالة متكاملة من الوعي التي نُظِر إليها بأنها خط الدفاع الأول عن قضية الوطن.
مسار آخر لما خرج عليه الجنوب العربي يتعلق بالوضع العسكري والأمني، فقد استطاع الجنوب من إعادة بناء قواته المسلحة الباسلة التي تشكلت من أجل حماية الجنوب الودفا وصون مقدراته وتعزيز قدراته على الدفاع عن نفسه.
ويعود الفضل للواء عيدروس الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، القائد الأعلى للقوات المسلحة الذي أولى اهتمامًا كبيرًا ليكون لدى الجنوب جيش قادر على صون الأمن والاستقرار.
ففي أعقاب سنوات من التشتت والتدمير الممنهج الذي تعرضت له القوات المسلحة الجنوبية، عمل الزُبيدي على إعادة بنائها وتوحيدها تحت قيادة واحدة، وذلك من خلال تأسيس القوات المسلحة الجنوبية، ودمج عدة تشكيلات مثل قوات الحزام الأمني والنخبة الشبوانية والحضرمية تحت لوائها.
وشكّل تأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي في عام 2017، بمثابة توطيد المسار العسكري في الجنوب بما منح القوات المسلحة الجنوبية غطاء رسميًّا، للتعبير عن إرادة الجنوبيين في وطن آمن ومستقر.
وحرص الزبيدي على أن يكون لدى الجنوب العربي قوات ليست فقط مُسلحة بالسلاح والذخائر وغير ذلك لكن أيضًا بعقيدة وطنية ترفع شعارات حماية أرض الجنوب وهويته ورفض مشاريع الاحتلال أو الطمس.
الزُبيدي نجح في هذا الإطار في إعادة بناء القوات المسلحة الجنوبية، على النحو الذي جعلها قوة كبيرة على الأرض يحسب لها ألف حساب بكونها تحمي الجنوب أرضًا وهوية وثروات.
الجنوب خرج من الحرب أيضًا بحالة قوية من وحدة الصف الجنوبي، وذلك في مواجهة التحديات التي تثيرها قوى الاحتلال اليمنية في حربها المستمرة ضد الجنوب.
هذه القوة مثلت جدارًا سياسيًّا يحمي هوية الجنوب ويُمكِّن شعبه من مواصلة الطريق حتى استعادة الدولة كاملة السيادة.
#ذكرى_غزو_اليمن_للجنوب.. 31 عامًا مرّت على إعلان النظام اليمني حربه المسعورة ضد الجنوب العربي، في واحدة من أهم محطات التاريخ الجنوبي كونها وثقت كمًا هائلًا من الكراهية اليمنية للجنوب.
إعلان الحرب على الجنوب كان بمثابة شهادة وفاة للوحدة المشؤومة، وإيذانًا بأنها لن يكون لها حضور في الجنوب ولا مستقبله سواء القريب أو البعيد.
إعلان الحرب على الجنوب كان بمباثة مقدمة لتسجيل فصول من القمع والإرهاب والتطرف والإجرام من قِبل قوى الاحتلال اليمنية ضد الجنوب.
تلك الخطوة أعقبها صنوف مروعة وخطيرة من حجم الإرهاب اليمني الذي أثير ضد الجنوب، وعلى إثرها جرى احتلال الجنوب وفرض نظام قمعي ضد شعبه وأرضه ومقدراته وثرواته ومؤسساته بجانب استهداف هويته الوطنية.
استحضار مشهد الحرب على الجنوب العربي من قِبل قوى الاحتلال أمر مهم ليس فقط لتظل أهوال الحرب عالقة في الأذهان، لكن لترسم صورة واضحة حول خسة العدو الذي يستهدف الجنوبيين ولتأكيد أن هذا العدو لن يتراجع عن حربه الوحشية.
فهم الجنوبيين لحقيقة عدوهم وطبيعة إجرامه سيكون الدافع نحو تعزيز نضال الجنوبيين وترسيخ واضح لمسارهم في مجابهة شرور قوى الاحتلال مهما توسعت في إجرامها ضد الجنوب.
#ذكرى_غزو_اليمن_للجنوب.. في السابع والعشرين من أبريل عام 1994م، أعلن نظام صنعاء بقيادة علي عبدالله صالح عفاش وتحالفه مع جماعة الإخوان المسلمين (حزب الإصلاح) والمجاهدين من افغان العرب ”تنظيم القاعدة “ الحرب على الجنوب، وذلك من ميدان السبعين بصنعاء، والانقلاب على مشروع الوحدة السلمية بين الدولتين الذي تم توقيعه قبل ذلك بفترة وجيزة في وثيقة العهد والاتفاق في العاصمة الاردنية عمان برعاية العاهل الأردني الملك الحسين بن طلال.
وجاء إعلان الحرب من ميدان السبعين بصنعاء عاصمة الجمهورية العربية اليمنية، في خطوة وصفها مراقبون وسياسيون بأنها كانت الطلقة الأولى القاتلة للوحدة السلمية، وعقب ذلك الإعلان بساعات تحركت القوات الشمالية بقيادة الفرقة الأولى مدرع وعناصر قبلية من محافظة عمران والمناطق المحيطة بها لمهاجمة اللواء الثالث مدرع التابع للجيش الجنوبي المتمركز في محافظة عمران الشمالية، ما أدى إلى اندلاع معارك عنيفة استمرت حتى نهاية شهر أبريل، وأسفرت عن تدمير عشرات الاطقم المسلحة والدبابات والعربات المدرعة، وسقوط مئات القتلى والجرحى من الجانبين وقيام مليشيات جماعة الإخوان وتنظيم القاعدة بتصفية الأسرى الجنوبيين.
وبالتزامن مع انفجار الوضع بعد المعارك الشرسة التي خاضها منتسبي اللواء الثالث مدرع للجيش الجنوبي واستمرت إلى 30 ابريل في محافظة عمران، توسعت رقعة الحرب وتصاعد التوتر في محافظة ذمار الشمالية، من خلال قيام مليشيات الاخوان الإرهابية وقوات نظام عفاش بمحاصرة لواء باصهيب الجنوبي المتمركز في ذمار وتفجير الموقف بين الطرفين، بينما امتدت الحرب إلى معسكر لواء العمالقة الشمالي المتمركز في محافظة أبين
وفي الرابع من مايو 1994م، اتسعت رقعة المواجهات لتشمل جبهات عدة، حيث خاض لواء باصهيب قتالًا عنيفًا في ذمار ضد القوات الشمالية المتفوقة عددًا وعدة، كما امتدت الاشتباكات إلى منطقة يريم، حيث خسر الجيش الجنوبي اللواء الأول مدفعية بعد معارك غير متكافئة تخللها غدر عسكري وسرقة الإبر النارية من المدافع بعد محاصرته من قبل القبائل الشمالية ومليشيات الإخوان المعززين بعناصر تنظيم القاعدة القادمين من افغانستان.
ومع تصاعد العمليات العسكرية، باشرت قوات الجمهورية العربية اليمنية، بمشاركة ألوية الحرس الجمهوري والأمن المركزي والمليشيات القبلية والدينية، اجتياح مناطق الجنوب برًا وجوًا وبحرًا، في ظل حملة تدمير ممنهجة للمدن والقرى الجنوبية وقطع إمدادات المياه والكهرباء عن المدنيين، مما أدى إلى نزوح مئات الآلاف من سكان محافظات الجنوب
ورغم القرارات والمواقف الدولية، الصادرة في تلك الفترة من عام 1994م خصوصًا قراري مجلس الأمن (924) و(931) الداعيين نظام الجمهورية العربية اليمنية في صنعاء إلى وقف إطلاق النار، بالإضافة إلى المواقف الإقليمية والدولية الرافضة بفرض الوحدة بقوة السلاح، لكن نظام صنعاء رفض قراري مجلس الامن والمواقف الدولية ومضى في عملياته العسكرية والحربية ضد الجنوب وقواته المسلحة حتى تم احتلال عدن عاصمة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية في السابع من يوليو 1994م.
حيث انتهت الحرب بفرض نظام صنعاء احتلال عسكري على ارض محافظات الجنوب ونهب ثرواتها، مما حول حلم الوحدة السلمية إلى كابوس استعماري واحتلال ببربري متخلف أرسى في ذاكرة الجنوبيين قناعة راسخة بأن الوحدة السلمية قد دُفنت، وأن ما حدث كان غزوًا عسكريًا بكل المقاييس بعد تحويلها بقوة السلاح إلى احتلال للأرض والإنسان.
انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1
