كيف أظهرت حرب 1994 الظالمة الوجه الصريح والمباشر لقوى الاحتلال وإجرامها ضد الجنوب؟

تعبيرية
تعبيرية

#ذكرى_غزو_اليمن_للجنوب.. مثلت حرب يوليو 1994 التي شنتها قوى الاحتلال اليمنية ضد الجنوب العربي وبدأ التحريض عليها في أبريل 1994، بمثابة تعبير عن إرهاب مستفحل تعاطى بإجرام ووحشية مع نوايا الجنوب العربي الحسنة في هذا الإطار.

الجنوب العربي انخرط في الوحدة في 1990 من منطق نوايا حسنة، وكان الهدف الرئيسي لهذا الأمر هو تحقيق الاستقرار على كل المستويات وتحقيق التطلعات المشتركة بما في ذلك الاستقرار الأمني وكذلك تحقيق الطموحات الاقتصادية والتنموية.

وكان توجه الجنوب من حيث الناحية الأمنية، هو العمل على وضع حد لأي توترات كانت تُشكِّل تهديدًا على الأرض بعد اضطرابات كانت قد خلفت خسائر واسعة لا سيما على الصعيد البشري.

غير أن حرب 1994 الظالمة أظهرت الوجه الصريح والمباشر لقوى الاحتلال وإجرامها ضد الجنوب، فالشراكة التي كان يتبناها الجنوب لم تتحقق على أرض الواقع، وتعرض الجنوب لاستهداف واسع يقوم على التهميش والإقصاء.

فما إن جرى التوصل إلى تلك الوحدة، حتى بدأت قوى الاحتلال تتوحش في استهدافها للجنوب فغابت مفاهيم الشراكة الحقيقية، ولم يعد هناك أي عدل في توزيع السلطة والثروة بجانب وحشية الحرب في حد ذاتها.

افتضاح مدى الإرهاب اليمني ضد الجنوب العربي، دفن مشروع الوحدة المشؤومة منذ ولادتها، ودفع الجنوب العربي نحو التحرك من أجل استعادة دولته وأراضيه وحماية شعبه وثرواته من بطش قوى الاحتلال.

الجنوبيون فهموا سريعًا اللعبة التي تثيرها القوى المعادية، وكيف أن مخطط اللعبة لم يكن إلا جولة من بين مشروع تآمري يعادي الجنوب وشعبه ويستهدف السطو على وطنه ومقدراته.

فهم الجنوبيين جاء سريعًا باعتبار أن هناك عوامل دفعت وفضحت حجم المؤامرة لعل من بينها أن قوى الاحتلال عمدت للعمل على تهميش القيادات الجنوبية سريعًا بعد إعلان الوحدة.

يُضاف إلى ذلك إخلال قوى الاحتلال بالاتفاقات التي كانت تهدف لضمان شراكة عادلة، فتحول الأمر إلى سلاح ووسيلة لاستهداف الجنوب وأمنه واستقراره.

فما جرى على الساحة فضح النوايا التآمرية لقوى الاحتلال وأن نواياها الحقيقية هو العمل على بسط سيطرة كاملة على الجنوب ومقدراته ما استوجب الانخراط في مسار نضالي وطني رسخه الجنوب ليضمن تشكيل جبهة صد متنية في مقارعة قوى الشر.
 

#ذكرى_غزو_اليمن_للجنوب.. في السابع والعشرين من أبريل عام 1994م، أعلن نظام صنعاء بقيادة علي عبدالله صالح عفاش وتحالفه مع جماعة الإخوان المسلمين (حزب الإصلاح) والمجاهدين من افغان العرب ”تنظيم القاعدة “ الحرب على الجنوب، وذلك من ميدان السبعين بصنعاء، والانقلاب على مشروع الوحدة السلمية بين الدولتين الذي تم توقيعه قبل ذلك بفترة وجيزة في وثيقة العهد والاتفاق في العاصمة الاردنية عمان برعاية العاهل الأردني الملك الحسين بن طلال.

وجاء إعلان الحرب من ميدان السبعين بصنعاء عاصمة الجمهورية العربية اليمنية، في خطوة وصفها مراقبون وسياسيون بأنها كانت الطلقة الأولى القاتلة للوحدة السلمية، وعقب ذلك الإعلان بساعات تحركت القوات الشمالية بقيادة الفرقة الأولى مدرع وعناصر قبلية من محافظة عمران والمناطق المحيطة بها لمهاجمة اللواء الثالث مدرع التابع للجيش الجنوبي المتمركز في محافظة عمران الشمالية، ما أدى إلى اندلاع معارك عنيفة استمرت حتى نهاية شهر أبريل، وأسفرت عن تدمير عشرات الاطقم المسلحة والدبابات والعربات المدرعة، وسقوط مئات القتلى والجرحى من الجانبين وقيام مليشيات جماعة الإخوان وتنظيم القاعدة بتصفية الأسرى الجنوبيين.

وبالتزامن مع انفجار الوضع بعد المعارك الشرسة التي خاضها منتسبي اللواء الثالث مدرع للجيش الجنوبي واستمرت إلى 30 ابريل في محافظة عمران، توسعت رقعة الحرب وتصاعد التوتر في محافظة ذمار الشمالية، من خلال قيام مليشيات الاخوان الإرهابية وقوات نظام عفاش بمحاصرة لواء باصهيب الجنوبي المتمركز في ذمار وتفجير الموقف بين الطرفين، بينما امتدت الحرب إلى معسكر لواء العمالقة الشمالي المتمركز في محافظة أبين

وفي الرابع من مايو 1994م، اتسعت رقعة المواجهات لتشمل جبهات عدة، حيث خاض لواء باصهيب قتالًا عنيفًا في ذمار ضد القوات الشمالية المتفوقة عددًا وعدة، كما امتدت الاشتباكات إلى منطقة يريم، حيث خسر الجيش الجنوبي اللواء الأول مدفعية بعد معارك غير متكافئة تخللها غدر عسكري وسرقة الإبر النارية من المدافع بعد محاصرته من قبل القبائل الشمالية ومليشيات الإخوان المعززين بعناصر تنظيم القاعدة القادمين من افغانستان.

ومع تصاعد العمليات العسكرية، باشرت قوات الجمهورية العربية اليمنية، بمشاركة ألوية الحرس الجمهوري والأمن المركزي والمليشيات القبلية والدينية، اجتياح مناطق الجنوب برًا وجوًا وبحرًا، في ظل حملة تدمير ممنهجة للمدن والقرى الجنوبية وقطع إمدادات المياه والكهرباء عن المدنيين، مما أدى إلى نزوح مئات الآلاف من سكان محافظات الجنوب

ورغم القرارات والمواقف الدولية، الصادرة في تلك الفترة من عام 1994م خصوصًا قراري مجلس الأمن (924) و(931) الداعيين نظام الجمهورية العربية اليمنية في صنعاء إلى وقف إطلاق النار، بالإضافة إلى المواقف الإقليمية والدولية الرافضة بفرض الوحدة بقوة السلاح، لكن نظام صنعاء رفض قراري مجلس الامن والمواقف الدولية ومضى في عملياته العسكرية والحربية ضد الجنوب وقواته المسلحة حتى تم احتلال عدن عاصمة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية في السابع من يوليو 1994م.

حيث انتهت الحرب بفرض نظام صنعاء احتلال عسكري على ارض محافظات الجنوب ونهب ثرواتها، مما حول حلم الوحدة السلمية إلى كابوس استعماري واحتلال ببربري متخلف أرسى في ذاكرة الجنوبيين قناعة راسخة بأن الوحدة السلمية قد دُفنت، وأن ما حدث كان غزوًا عسكريًا بكل المقاييس بعد تحويلها بقوة السلاح إلى احتلال للأرض والإنسان.

 

انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1