ثلاثة رؤساء أمريكيين سابقين يخرجون عن صمتهم ويحذرون من خطر ترامب

ترامب
ترامب


في تطور غير مسبوق بالمشهد السياسي الأمريكي، شهدت الأسابيع القليلة الماضية خروج ثلاثة من رؤساء الولايات المتحدة السابقين عن صمتهم التقليدي، موجّهين انتقادات ضمنية حادة للرئيس الحالي دونالد ترامب، في خطوة اعتبرتها صحيفة واشنطن بوست خرقًا واضحًا للأعراف التي تُحتم على الرؤساء السابقين الامتناع عن التعليق العلني على أداء خلفائهم.

البداية كانت مع الرئيس الأسبق باراك أوباما، الذي طالب الأمريكيين بالتصدي لما وصفه بـ "تنمّر" الرئيس ترامب، داعيًا إلى وقفة جماعية للحفاظ على القيم الديمقراطية.

 تلاه الرئيس السابق جو بايدن، الذي حذّر من أن ترامب يهدد ما سماه "الوعد المقدّس لنظام الضمان الاجتماعي"، في إشارة واضحة إلى سياسات الإدارة الحالية التي قد تمس حقوق كبار السن والفئات المستحقة للدعم.

أما بيل كلينتون، فقد ركز في تصريحاته على ما وصفه بالتركيز المفرط على "المظالم والحاجة إلى الهيمنة"، وهو توصيف اعتبره مراقبون انتقادًا لطريقة ترامب في تأجيج الانقسامات واستخدام لغة الاستقطاب السياسي.

ورغم أن أيًا من الرؤساء الثلاثة لم يذكر ترامب بالاسم، فإن الرسائل كانت موجّهة إليه بوضوح، وفقًا لتحليل واشنطن بوست

الصحيفة أشارت إلى أن هذه التصريحات تعكس شعورًا متزايدًا بالقلق من قبل شخصيات قيادية سابقة بشأن ما آلت إليه الأمور في عهد ترامب، معتبرة أن "الزمن الاستثنائي يتطلب إجراءات استثنائية".

وفي ظل هذا التصعيد غير المألوف، يظل الرئيس الأسبق جورج دبليو بوش – الجمهوري الوحيد المتبقي على قيد الحياة بين الرؤساء السابقين – هو الوحيد الذي لم يعبّر علنًا عن موقفه، رغم أنه لم يُخفِ امتعاضه من سياسات ترامب منذ بداية ولايته.

تعليقًا على هذه الظاهرة، قال المؤرخ الأمريكي تيموثي نفتالي من جامعة كولومبيا إن الرؤساء السابقين يتمتعون بشرعية رمزية تتيح لهم لعب دور استشاري للشعب الأمريكي، مشيرًا إلى أن خروجهم عن صمتهم هو بمثابة جرس إنذار يجب ألا يُتجاهل. 

وأضاف نفتالي: "عندما يقرع هذا المجلس الاستشاري جرس الخطر، على الشعب أن يصغي جيدًا".

هذه التصريحات المتزامنة والمحمّلة بالتحذيرات، تفتح الباب أمام تساؤلات عميقة حول مستقبل الديمقراطية الأمريكية، ومدى قدرة المؤسسات على الصمود أمام تحديات داخلية وصفها البعض بأنها غير مسبوقة في التاريخ الحديث للبلاد.