الثلاثاء 15 أكتوبر 2024
booked.net

الحرب في أوكرانيا بين الخطوط الحمراء والاحتمالات المفتوحة

متن نيوز

أعاد النقاش الدائر في مراكز صناعة القرار الأمريكي الأوروبي عن استخدام اسلحة امريكية أو بريطانية أو فرنسية لضرب الأراضي الروسية...أعاد إلى الاذهان أهمية وضرورة قراءة الخطوط الحمراء التي رسمت لهذه الحرب ضمنيا، وخاصة من قبل روسيا والولايات المتحدة.
 

فمنذ حرب روسيا الشاملة ضد أوكرانيا، تصرُّ الولايات المتحدة على أن هدفها هو مساعدة أوكرانيا في الدفاع عن أراضيها والبقاء كدولة ذات سيادة...وأية فكرة بإمكانية نقل الحرب إلى داخل روسيا كانت تعتبرها مغامرة غير محسوبة العواقب.
 

في أعقاب التوغل الأوكراني في كورسك أبدى زيلينسكي استخفافا بالقيود التي وضعتها أمريكا على المجهود الحربي لأوكرانيا وأدان ما وصفه بالمفهوم «الساذج والوهمي لما يسمى بالخطوط الحمراء فيما يتعلق بروسيا والذي هيمن على تقييم الحرب بواسطة بعض الشركاء». وقال الرئيس الأوكراني أيضا: إن تلك النظرة «تداعت» الآن.
 

في المقابل أوضحت الإدارة الأمريكية أنها لم تكن على علم بذلك التوغل قبل وقوعه، وكان من مصلحتها انكار أي تورط مباشر بهذا الهجوم الأوكراني المحفوف بالمخاطر. 
 

إعتقاد زيلينسكي كان وما زال مجرد وهم أو على الأقل سوء تقدير سياسي، ظنا منه إنه قد يحصل على موافقة امريكية بأثر رجعي في حالة نجاحه بالاحتفاظ بالأراضي التي توغلت بها قواته في كورسك.
 

الاختلاف بين الحذر في واشنطن وركوب المخاطر في كييف يعكس ليس فقط اختلافا في التحليل حول مدى الضغط الذي يمكن أن يوجَّه للرئيس بوتين، وبين الاختلاف الدقيق في أهداف الحرب.
أوكرانيا التي تقاتل من أجل بقائها، تحاول بكل الوسائل أن تنخرط الولايات المتحدة مباشرة في حرب مع روسيا...بغض النظر عن المخاطر العالمية المتوقعة لهذه الفكرة المدمرة.
 

ولهذا ظلت واشنطن حذرة جدا بشأن أنواع الأسلحة التي تدعم بها أوكرانيا، وكانت تضع دائما شروطا صارمة لاستخدام هذه الأسلحة ضد روسيا.
الاختلاف الجذري هذا بين واشنطن وكييف امتد ليشمل أوروبا أيضا وخاصة فرنسا وبريطانيا والمانيا والعديد من الدول التي تدعم أوكرانيا بالأسلحة والخبراء والمخابرات والمال والاعلام.
 

حتى أي نجاح أوكراني من المستبعد أن يقود إلى تخلي الولايات المتحدة عن الحذر. فالأمريكيون لا يزالون عازمين على تجنب القتال المباشر مع روسيا ويأخذون تهديد الحرب النووية مأخذ الجد.
 

في نفس الوقت لا تريد الولايات المتحدة أن تظهر بموقف المستسلم للتهديدات الروسية...لذلك تحاول تخطي الخطوط الحمراء  رويدا رويدا، هي وحلفاؤها، لمعرفة إلى أي حد يمكن الضغط على روسيا عبر التصعيد التدريجي.
 

الخلاصة في هذا الموضوع الشائك: إنه ومنذ بداية هذه الحرب وضع الرئيس بايدن لإدارته هدفين:أولهما دعم أوكرانيا،لكن الثاني كان تجنب حرب عالمية ثالثة. 
 

وإذا أُجبِرت الولايات المتحدة على الاختيار بين هذين الهدفين، فمن المنطقي والواقعي أنها ستختار الهدف الأخير.