بعد مجزرة موسكو.. تعرف على واجب التحذير الأمريكي الذي لم تستمع إليه روسيا

متن نيوز

لم تأخذ روسيا بعين الاعتبار التحذير الواضح الذي أطلقته الولايات المتحدة، قبل أسبوعين من وقوع الهجوم الدموي الذي شهدته البلاد منذ سنوات، حيث أخطر الأمريكيون حكومة الرئيس فلاديمير بوتين علنًا وسرًا بوجود "خطط شديدة التطرف" لتنفيذ هذه المجزرة.

 

وواجب التحذير هو مفهوم يستخدم لتبادل المعلومات الاستخباراتية حول التهديدات المحتملة، ويتعلق بكيفية تنفيذه وتفاعل الأطراف المعنية به، يُعزز تركيز الولايات المتحدة على واجب التحذير بعد هجمات تنظيم القاعدة في 7 أغسطس 1998 على سفارتي الولايات المتحدة في كينيا وتنزانيا، حيث أدى الإهمال لوفاة عدد كبير من الأمريكيين وغيرهم، مما يجعله أمرًا حيويًا للتحرك الفعال ضد التهديدات المحتملة.

 

وفي عام 2015، أدخل المدير السابق للمخابرات الوطنية، جيمس كلابر، تعديلات رسمية على واجب التحذير، حيث أكد على مسؤولية مجتمع الاستخبارات الأميركي في تحذير الأفراد الأميركيين وغيرهم من التهديدات الوشيكة بالقتل أو الإصابة الجسدية أو الاختطاف.

 

كما تم تحديد الظروف التي يمكن فيها لمسؤولي المخابرات التنازل عن واجب التحذير، والتزام الصمت، مثل عندما يكون الهدف قاتلًا أو عندما يكون الكشف التحذير يعرض للخطر الأفراد الأميركيين أو مصادرهم، أو شركاء الاستخبارات بين الحكومات الأجنبية، أو عملياتهم الاستخباراتية أو الدفاعية، وفي إدارة بايدن، تزايد تبادل التهديدات مع الحكومات الأخرى، على الرغم من عدم وجود طريقة لمعرفة أي تهديدات قد يقرر مجتمع الاستخبارات الأميركي السماح بحدوثها دون سابق إنذار للأهداف.

 

ووصل النشر الاستراتيجي للاستخبارات الأميركية إلى مستويات مرتفعة في الأشهر التي سبقت الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022، حيث اتخذت الولايات المتحدة قرارًا برفع السرية عن المعلومات الاستخباراتية الرئيسية حول خطط الغزو الروسي وحشد الحلفاء وأوكرانيا، ولكن دون جدوى في الضغط على روسيا لسحب قواتها.

 

أما في يناير، قام المسؤولون الأمريكيون بتوجيه تحذير مماثل إلى المسؤولين الإيرانيين قبل التفجيرات في مدينة كرمان في إيران.

 

وفي عام 2004، كان هناك خصم آخر، حكومة الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز، المعادية للولايات المتحدة. وقد وصف ستيفن ماكفارلاند، الدبلوماسي الأميركي السابق في أميركا الوسطى والجنوبية، شافيز بأنه "مشبوه ومرتاب" عندما نقل المسؤولون الأميركيون تحذيرًا من مؤامرة متطرفة لاغتياله.

 

وفي عام 2013، فشل المسؤولون الأميركيون بشكل مأساوي في متابعة التحذير الروسي بشكل كافٍ، وفقًا لمراجعة للحكومة الأمريكية في وقت لاحق، بينما في عام 2011، حذر جهاز الأمن الفيدرالي الروسي المسؤولين الأمريكيين من أن تيمورلنك تسارناييف، المقيم في الولايات المتحدة، كان من أتباع الجماعات المتطرفة، خوفًا من أنه قد يشكل تهديدًا لروسيا.

 

وبعد توصل المسؤولين الأمريكيين إلى أن تسارناييف لا يشكل تهديدًا في الولايات المتحدة، قام هو وشقيقه الأصغر بزرع قنابل على طول مسار ماراثون بوسطن فيما بعد، مما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة المئات.