بعدما تصدر التريند.. ما هو موعد صوم يونان؟

كنيسة - صورة أرشيفية
كنيسة - صورة أرشيفية

صوم يونان.. بدأ الأقباط الأرثوذكس هذا العام صوم يونان النبى،  امس والمعروف بـ "صوم نينوى"، والذى يمتد لمدة 3 أيام وذلك تشبهَا يونان النبى.


ودخل صوم يونان إلى الكنيسة القبطية فى أيام البابا إبرام بن زرعة السريانى بين عامى 976- 979 البطريرك الـ62 فى القرن العاشر.  


يذكر سفر يونان "وَأَمَّا الرَّبُّ فَأَعَدَّ حُوتًا عَظِيمًا لِيَبْتَلِعَ يُونَانَ. فَكَانَ يُونَانُ فِى جَوْفِ الْحُوتِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاَثَ لَيَال"، وفى كتاب لقداسة البابا شنودة الثالث عن النبى يونان، حيث يقول: يونان نبيا كلفه الله بالذهاب إلى نينوى، والمناداة بهلاكها وكانت نينوى عاصمة كبيرة فيها آلاف من البشر ولكنها كانت أممية وجاهلة وخاطئة جدا وتستحق الهلاك فعلا".

ولكن يونان أخذ يفكر فى الموضوع: سأنادى على المدينة بالهلاك ثم تتوب ويتراءف الله عليها فلا تهلك ثم تسقط كلمتى ويكون الله قد ضيع كرامتى على مذبح رحمته ومغفرته، فالأفضل أن أبعد عن طريقه المضيع للكرامة، وهكذا وجد سفينة ذاهبة إلى ترشيش فنزل فيها وهرب، ولم يكن يونان من النوع الذى يطيع تلقائيا إنما كان يناقش الأوامر الصادرة إليه، ويرى هل توافق شخصيته وذاته أم لا.
 

وتحدث قداسة البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية الـ177 الراحل أن قصة يونان النبى هى صراع بين الذات الإنسانية والله، ويونان النبى كان إنسانا تحت الآلام مثلنا، وكانت ذاته تتعبه.



وتبدأ قصة يونان النبى، عندما كلفه الله بالذهاب إلى نينوى، والمناداة بهلاكها، وكانت نينوى عاصمة كبيرة فيها أكثر من 120000 نسمة، ولكنها كانت أمية وجاهلة وخاطئة جدا، وتستحق الهلاك فعلا، ولكن يونان أخذ يفكر فى الموضوع: سأنادى على المدينة بالهلاك، ثم تتوب، ويتراءف الله عليها فلا تهلك، ثمتسقطكلمتى، ويكون الله قد ضيع كرامتى على مذبح رحمته ومغفرته، فالأفضل أن أبعد عن طريقه المضيع للكرامة.



وهكذا وجد سفينة ذاهبة إلى ترشيش، فنزل فيها وهرب، ولم يكن يونان من النوع الذى يطيع تلقائيا، إنما كان يناقش أوامر الله الصادرة إليه، ويرى هل توافقشخصيته وذاته أم لا.



واستقل السفينة وهو يعلم أن الله هو إله البحر، كما أنه إله البر أيضا، ولم يشأ الله أن يصل يونان إلى ترشيش، وإنما أمسكه فى البحر، وهيج الأمواج عليهوعلى السفينة كلها، والعجيب أن يونان كان قد نام فى جوف السفينة نوما عميقا، لا أيقظه الموج، ولا صوت الأمتعة وهى تلقى فى الماء، ولا صوت ضميره.



وهكذا أمر الله الرياح، فهاج البحر، وهاجت أمواجه، وصدمت السفينة حتى كادت تنقلب وازداد هيجان البحر لأن أمر الرب كان لا بد أن ينفذ وبكل سرعة وبكلدقة.



وتصرف ركاب السفينة بحكمة وحرص شديدين، وبذلوا كل جهدهم الفنى، وصلوا كل واحد إلى إلهه وألقوا قرعا ليعرفوا بسبب من كانت تلك البلية، فأصابت القرعة يونان.



وحاول البحارة إنقاذ يونان بكافة الطرق فلم يستطيعوا، واعترف يونان أنه خائف من الله الذى صنع البحر والبر، فقالوا له: أن كنت خائفا منه حقا، نفذ مشيئته.. وماذا نصنع بك ليسكن البحر عنا؟. فأجابهم: خذونى واطرحونى فى البحر.
وعلى الرغم من كل هذه الإنذارات والضربات الإلهية، لم يرجع يونان، ولم يقل أخطأت يا رب فى هروبى.. فضّل أن يلقى فى البحر، ولا يقول أخطأت..!



وألقى يونان فى البحر، وأعد المسيح حوتا عظيما فابتلع يونان، وفى جوف الحوت وجد يونان خلوة روحية هادئة، وظل فى بطن الحوت ثلاثة أيام، قبل أن تطرحه على شاطئ نينوى حسبما أراد الله.


 

يعتبر صوم يونان صوم انقطاعيا من حكم أصوام المرتبة الأولى، فيصام طوال الثلاث أيام إلى ساعة متأخرة، ولا يأكلون فيه السمك والمأكولات الحيوانية، مثله مثل الصوم الأربعينى، والأربعاء والجمعة وأسبوع الآلام، ويأتى هذا الصوم قبل صوم القيامة بـ15 يومًا.



ويقول الأب دوماديوس كاهن كنيسة مارمرقس بأسوان فى تصريحات خاصة لليوم السابع أن صوم يونان مدته 3 أيام، ويسبق عادة الصوم الكبير بخمسة عشريومًا، ويعرف فطر صوم يونان بـ (فصح يونان) وهو اصطلاح كنسى فريد لا يستخدم إلا بالنسبة لعيد القيامة المجيد الذى يطلق عليه أيضا (عيد الفصح)ممايدل على أن الكنيسة تنظر إلى قصة يونان على أنها رمز لقصة السيد المسيح.



وتنظر الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، إلى قصة يونان والتي تتعلق بوجود يونان النبي في بطن الحوت لمدة 3 أيام، على أنها رمز لقصة السيد المسيح مثلما صلبه وفى اليوم الثالث قام من الأموات، وعقب انتهاء الصيام تحتفل الكنيسة بفصح عيد يونان وكلمة فصح تعنى العبور وأطلقت في العهد القديم على عيد الفصح اليهودي، وقد ذكرت بعض الكتب المسيحية أن البابا إبرآم بن زرعة أراد بذلك اتفاق كنيسة الأقباط مع الكنيسة السريانية في هذا الصوم من أجل المحبة، كما يوجد بينهما الائتلاف في العقيدة الأرثوذكسية، ويرجع البعض توقيت الصوم الواقع في فترة ما بعد عيد الغطاس وقبل الصوم الكبير، إلى أنها تعد تنبيها للنفس بالتوبة وضبط الشهوات تمهيدًا لاستقبال الصوم الكبير.
 

انضموا لقناة متن الإخبارية علي تيليجرام وتابعوا اهم الاخبار في الوقت المناسب.. اضغط هنا https://t.me/matnnews1