انتخابات نظام الملالي.. أهدافها وتداعياتها

متن نيوز

في 1 آذار/مارس، ستجرى انتخابات الملالي لبرلمان النظام ومجلس خبراء النظام. تواجه هذه الانتخابات الآن مقاطعة كاملة للشعب.

إن هدف خامنئي الرئيسي من إجراء الانتخابات المزيفة هو تحصين نظامه وتعزيز رأس النظام لمواجهة الانتفاضات المستقبلية للشعب الإيراني. يدرك خامنئي أكثر من أي شخص آخر الوضع المتفجر في المجتمع الإيراني ويضطر إلى اتخاذ إجراءات قسرية متكررة في النظام والمزيد من التقييدات للتعامل مع مثل هذا الوضع. أحد دوافع الملالي لتأجيج الحرب في المنطقة هو أن يكونوا قادرين على إجراء انتخابات نظامهم كما يرونه مناسبا.

إن إلقاء نظرة على تصريحات الصحافة وقادة الملالي يوضح هدف خامنئي المتمثل في إجراء انتخابات صورية، وهي أن تكون أكثر اتساقا وانكماشا لمواجهة انتفاضة الشعب الإيراني الهادفة لإسقاط النظام:

وفي مقال بعنوان “الانتخابات تتجاوز الاختيار الفردي”، كتبت صحيفة “جوان” أن “الانتخابات لها معنى كبير أعلى في إيران. الأول هو الأمن … المعنى الثاني للتصويت هو الإصرار على استمرارية الجمهورية الإسلامية. هنا ليس الغرب حيث الإقبال على الانتخابات يكون لمجرد التصويت على برامج مثل التأمين ضد البطالة، وسن التقاعد، والرعاية الصحية. هنا يصوت الناخبون لأولئك الذين يوافق عليهم النظام السياسي أيضا، وهذا هو المعنى الذي يحمله التصويت والاستفتاء على النظام السياسي”.

في إيران، تحت حكم الملالي،  تعتبر الانتخابات مشروعا أمنيا، وهو “الهدف الأول يعني الأمن”. ولهذا فإن المشاركة أو عدم المشاركة في هذا العرض تعني الرضوخ للنظام أو الوقوف في وجهه، وهذا هو السبب في أن خامنئي وجميع عناصر النظام خائفون جدا من “عدم المشاركة” من قبل الشعب.  

ومع ذلك، يعارض عضو في عصابة خامنئي، محمد مهاجري، هذا الخطاب الصريح من صحيفة «الحرس » الإيراني، فقد كتب في مقال نشرته صحيفة اعتماد في 23 يناير: “إذا نظرنا إلى الانتخابات من منظور صحيفة الحرس، يجب أن نقبل أن المشاركة وصندوق الاقتراع وانتخاب الأفراد ليست مسألة على الإطلاق، وأن الانتخابات هي مجرد وسيلة لتحقيق أمن واستمرارية النظام. وفي مثل هذا الافتراض، إذا تم توفير أي وسيلة لضمان الأمن والوحدة الوطنية واستمرارية النظام، يمكن حذف الانتخابات وتحقيق نفس النتيجة المرجوة “.

وقال حسيني مساعد إبراهيم رئيسي في الشؤون البرلمانية “المشاركة القصوى تزيد من الأمن والسلطة والردع في البلاد” (وكالة أنباء فارس، 19 كانون الثاني/يناير).

وأكد رئيس المحكمة العليا الملا منتظري: “الانتخابات … يمكن أن يوفر الأمن للبلاد ويحبط مؤامرة العدو”. (وكالة أنباء فارس 23 يناير)

وعلى الرغم من أن مسرحية الانتخابات في هذا النظام كانت دائما مشروعا أمنيا منذ اليوم الأول ومنذ عهد خميني، ولا علاقة لها بانتخاب الشعب والناخبين، فإن هذا التصريح الذي أدلى به ربيب خامنئي يمثل الإفلاس السياسي والاجتماعي النهائي للنظام. الوضع الذي فرضته انتفاضات الشعب الإيراني على مستوى البلاد على النظام يتعمق ويتدهور باطراد.

وفي الحقيقة، قائد المقاومة، السيد مسعود رجوي يقول نفس الشيئ:  :  “لا مجال “للانتخاب”” في هذا النظام، إنه زمن “الثورة.

لقد أصبحت عواقب مثل هذه المسرحية واضحة بالفعل: إقالة حسن روحاني، الرئيس السابق للنظام، واستبعاد المجرم بورمحمدي، وزير المخابرات السابق للنظام وعضو لجنة الموت من الترشيح للانتخابات، يظهر أن النتيجة الأولى لمثل هذه الانتخابات هي المزيد من الانقسام في رأس النظام وبالتالي المزيد من ضعف النظام في الساحة المحلية والدولية، وهذا يؤدي حتما إلى الإطاحة بهذا النظام من قبل الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية.