صحيفة أمريكية تكشف مفاجآت حول أنفاق غزة.. ما التفاصيل؟

أنفاق غزة
أنفاق غزة

منذ سحبت إسرائيل جنودها ومستوطنيها من غزة عام 2005، اتهمها المنتقدون بحصار القطاع وإفقاره، وتحويله، كما يقولون، إلى "سجن في الهواء الطلق".

 

كانت التهمة دائما غير معقولة.الآن، بينما تكشف القوات الإسرائيلية المزيد من أجزاء مدينة غزة الشاسعة الواقعة تحت الأرض، أصبح زيف هذا الاتهام أكثر وضوحًا.

 

وفقا لتقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز هذا الشهر، يقدر مسؤولو الدفاع الإسرائيليون الآن أن أنفاق حماس تتراوح بين 350 و450 ميلا في منطقة يبلغ طولها 25 ميلا فقط. (بالمقارنة، يبلغ طول مترو أنفاق لندن 249 ميلًا فقط). وبعض أنفاق غزة واسعة بما يكفي لاستيعاب السيارات؛ بعضها يزيد عمقه عن 150 قدمًا؛ بعضها بمثابة مستودعات للذخيرة؛ ويتم تجهيز البعض الآخر بشكل كمخابئ مريحة للقادة.

 

يقدر المسؤولون الإسرائيليون أيضًا أن هناك 5700 مدخل منفصل للأنفاق - يمكن الوصول إلى العديد منها من منازل مدنية وبعضها يقع مباشرة أسفل المستشفى الرئيسي في مدينة غزة، والذي تقول وكالات المخابرات الأمريكية إنه كان يستخدم أيضًا كمركز قيادة لحماس. 

 

كل هذا لا بد وأن يعيد تشكيل فهم العالم بشكل جذري لما فعلته حماس في غزة، ولقد حولت المنطقة إلى حصن عسكري ضخم.

 

هذا ليس الغضب الوحيد. كم كلفة بناء هذه الأنفاق؟ ما هي كمية الخرسانة والصلب والكهرباء التي حولتها عن الاحتياجات المدنية؟ كم عدد ملايين ساعات العمل التي تم تقديمها لهذا الجهد؟ وما هي تكلفة بناء مخزونها من آلاف الصواريخ، التي تواصل إطلاقها على إسرائيل؟ كم عدد سكان غزة العاديين الذين تم تجنيدهم في جهد بائس لجرف الأوساخ في أعماق الأرض – وكم منهم لقوا حتفهم في هذا الجهد؟

 

بعض مواد بناء الأنفاق جاءت من المساعدات المخصصة لمشاريع التنمية من قبل وكالات المعونة الدولية في غزة أو تم شراؤها في السوق المفتوحة عندما سمحت إسرائيل ببعض الواردات إلى غزة ابتداءً من عام 2010.

 

بعبارة أخرى، سرقت حماس من المانحين الأجانب، وطرحت ما قد يصل إلى مليارات الدولارات على مدى عدة سنوات من الناتج المحلي الإجمالي في غزة، وحولت العمالة من الغايات الإنتاجية إلى الغايات المدمرة، وكل هذا من أجل تغذية آلة الحرب التابعة لها.

 

وتساعد الأنفاق أيضًا في تفسير مستوى الدمار الذي ألحقته إسرائيل بغزة منذ بدء الحرب.