ما أهمية مضيق هرمز في حركة الملاحة الدولية؟

مضيق هرمز
مضيق هرمز

للوقوف على خلفية القرصنة الحوثية المدعومة إيرانيًا في البحر الأحمر، والحرب الاقتصادية على مضيق باب المندب وقناة السويس، من المفيد أن نلقي بعض الضوء على أهمية مضيق هرمز الذي يقع تحت السيطرة الإيرانية. 

مضيق هرمز هو طريق ملاحي ضيق في منطقة الخليج العربي، يشكل منفذ لتمرير التجارة والنفط إلى العالم الخارجي، ويعبر منه حوالي ثلتي الإنتاج النفطي الذي يستهلكه العالم.

 ظل عبر التاريخ محط صراعات دولية، حيث دفعت الأزمات السياسية دول المنطقة إلى التخفيف من الاعتماد على مضيق هرمز، وبقي موضوع رهان إستراتيجي بين الدول الكبرى، وفي قلب التوترات والأزمات يظهر ورقة مهمة في لعبة المناورات السياسية والنفطية والإستراتيجية.

الموقع والجغرافيا

يقع مضيق هرمز في الجزء الشرقي لمياه الخليج العربي والجزء الشمالي الغربي لخليج عُمان، اللذين يشكلان لسانين بحريين متصلين بالمحيط الهندي.

ويحد المضيق من الشمال والشرق إيران، ومن الجنوب سلطنة عُمان، التي تشرف على حركة الملاحة البحرية فيه لكون ممر السفن يأتي ضمن مياهها الإقليمية.

وتبدأ حدوده الشمالية الغربية من الخط الذي يصل رأس الشيخ مسعود في شبه جزيرة مسند العمانية بجزيرة هنجام مرورا بجزيرة قشم حتى الساحل الإيراني، وهذا الخط هو الذي يفصل مضيق هرمز عن الخليج العربي.

أما حدوده الجنوبية الشرقية فتمتد من رأس دبا على ساحل الإمارات إلى دماجة على الساحل الإيراني، وهذا الخط هو الذي يفصل المضيق عن خليج عمان.

وتتألف شواطئ المضيق الشمالية من الجزء الشرقي لجزيرتي قشم ولاراك، فيما تتألف شواطئه الجنوبية من الساحلين الغربي والشمالي لشبه جزيرة رأس مسندم.

وبحكم موقعه المداري فإن ظروفه المناخية تجعله صالحا للملاحة طوال العام، ويبلغ طوله 280 كيلومترا، ويصل عرضه إلى 56 كيلومترا، مع عرض لا يزيد على ميلين بحريّين (أي 10.5 كيلومترات) فقط لممر الشحن في كل اتجاه.

 يقع الممر الأول في الغرب ويتجه شرقا باتجاه خليج عمان، والثاني يقع في الشرق ويتجه غربا نحو الخليج العربي، وتفصل بينهما جزر الطنب وفرور، لتلافي الاصطدام بين البواخر السائرة في الاتجاهين.

وهناك عدد من الجزر التي تنتشر حول المضيق وتحيط به، يبلغ عددها مجتمعة ما يزيد على 100 جزيرة، ويقع أهمها في الساحل الإيراني إلى الشمال والشمال الغربي من المضيق منها: جزيرة هرمز وجزيرة لاراك، أما جنوب المضيق بمحاذاة الساحل العماني فتقع جزء منها وهي: أم الغنم وسلامة وبناتها وشبه جزيرة مسندم.

أما جزر غرب المضيق ووسط الخليج، فهي: هنجام وقشم وطنب الصغرى والكبرى وأبو موسى...والاخريات جزر اماراتية ما زالت تحت الاحتلال الإيراني.

يشكل هذا المضيق أهمية استراتيجية واقتصادية وتجارية كبرى لدول الخليج العربى بصفة خاصة ودول الشرق الأوسط بصفة عامة، بل هو الرئة التى تتنفس من خلالها دول الخليج،وهو المنفذ البحرى الوحيد لعدة دول عربية وهى العراق – الكويت - البحرين- قطر- والإمارات.

الأهمية الاستراتيجية لمضيق هرمز

نظرا للأهمية التجارية والاقتصادية للمضيق، فإن له أبعاد استراتيجية كبيرة له على المنطقة العربية، وحال إذا ما تم غلق المضيق فإن لذلك انعكاسات تؤدى إلى انهيار اقتصاديات العديد من الدول.

1-   إيران أكبر الخاسرين من غلق مضيق هرمز، لكونها تعتمد عليه فى تصدير النفط الخام إلى دول آسيا، خاصة الصين أكبر المستوردين منها...وهي أكبر المستفيدين من إغلاق مضيق باب المندب.

2-   إيطاليا، وإسبانيا، واليونان كلنت فعلا من أكثر الدول الأوروبية المتضرّرة من إغلاق مضيق هرمز، لأنها تستورد النفط الإيراني بالائتمان، بعد أن توقّفت روسيا عن تصديره إليها بسبب تجميد اتفاق تعاون عسكرى بين البلدين (اليونان وروسيا)، ويبلغ إجمالي ما تستورده الدول الأوروبية من النفط الإيراني 450 ألف برميل نفط يوميًا، أى بنسبة 18% من إجمالي الصادرات الإيرانية البالغة 2.7 مليون برميل نفط يوميًا. (احصاءات 2016).

3-   العديد من الدول ستلجأ إلى تصدير النفط والغاز الطبيعى عبر الأنابيب مثل المملكة العربية السعودية، حيث قامت المملكة بمد خط أنابيب رأس التنورة

4-  الإمارات العربية المتحدة تمكنت هى الأخرى من مد خط أنابيب والذى بدأت فيه عام 2012

5- ستضطر الدول العربية لشق قناة مائية على غرار قناة السويس تربط بين الخليج العربي وخليج عمان، وتقوم عند أقرب نقطة بين الخليجين، أى فى أقصى شمال شرق الأراضى العمانية بين شبه الجزيرة العمانية الممتدّة فى مضيق هرمز، وبين خطى عرض 26 شمالا وطول 56 شرقًا، وتؤمّن هذه القناة مدخولا ماليًا مذهلا لسلطنة عمان والدول الخليجية المساهمة فى إنشائها.